المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

AMINATION
12-2-2016
الجهل أساس التعصب والعناد
24-11-2015
Phonetic realizations Vowels
2024-03-26
أساس الإنابة القضائية في القانون الدولي الخاص
4-4-2016
مفهوم نظرية الطبيعة الذاتية
15-6-2016
أهم الأنواع في الإنتاج الحيواني - الأبقار
30-3-2021


أبو الحسن الأنباري  
  
6931   10:42 صباحاً   التاريخ: 25-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص534-536
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-3-2016 2709
التاريخ: 21-06-2015 2499
التاريخ: 12-08-2015 2408
التاريخ: 26-06-2015 3353

هو أبو الحسن محمّد بن أبي محمد عمر بن يعقوب الانباريّ، و لا نعلم من أحداث حياته إلاّ أنّه كان أحد العدول (1) في بغداد صديقا لناصر الدولة أبي طاهر محمّد بن بقيّة وزير عزّ الدولة بختيار. و كان ابن بقيّة قد حرّض عزّ الدولة على قتال ابن عمّه عضد الدولة. فلمّا انتصر عضد الدولة سمل عيني ابن بقيّة ثمّ قتله-في حديث طويل-في السادس من شوّال من سنة 367 ه‍(16-5-977 م) و صلبه. فرثاه أبو الحسن الأنباريّ. و لعلّ وفاة أبي الحسن الأنباريّ كانت 375 ه‍(985 م) أو بعدها بقليل.

خصائصه الفنّيّة:

كان أبو الحسن الأنباريّ صوفيّا واعظا و شاعرا مقلا شهر بقصيدته في رثاء ابن بقيّة، و «هي قصيدة مستحسنة معروفة» . و لأبي الحسن الأنباري أبيات تدلّ على براعته في الوصف (2).

المختار من شعره:

- قال أبو الحسن الأنباريّ يرثي محمّد بن بقيّة:

علوّ في الحياة و في الممات... لحقّ، تلك إحدى المعجزات

كأنّ الناس حولك حين قاموا... وفود نداك أيام الصِلات (3)

كأنّك قائم فيهم خطيبا... و كلّهمُ قيامٌ للصلاة

مددت يديك نحوهم احتفاءً... كمدّهما إليهم بالهبات (4)

و لمّا ضاق بطن الأرض عن أن... يضمّ علاك من بعد الوفاة

أصاروا الجوّ قبرك، و استعاضوا... عن الأكفان ثوب السافيات (5)

لعظمك في النفوس بقيت ترعى... بحفّاظ و حرّاس ثقات (6)

و توقد حولك النيران ليلا ... كذلك كنت أيام الحياة

و لم أر قبل جذعك قطّ جذعا... تمكّن من عناق المكرمات (7)

أسأت إلى النوائب فاستثارت... فأنت قتيل ثأر النائبات (8)

و كنت تجير من صرف الليالي... فصار مطالبا لك بالترات (9)

و لو أنّي قدرت على قيامٍ... بفرضك و الحقوق الواجبات

ملأت الأرض من نظم القوافي... و نحت بها خلاف النائحات (10)

و لكنّي أصبّر عنك نفسي... مخافة أن أعدّ من الجناة (11)

و ما لك تربة فأقول تسقى... لأنّك نصب هطل الهاطلات (12)

عليك تحيّة الرحمن تترى... برحمات غواد رائحات (13)

لم أعثر لأبي الحسن الأنباري على تاريخ وفاة و لا على ترجمة مفصّلة. و أكثر ما نجد شيئا عنه عند الكلام على مقتل ناصر الدولة أبي طاهر محمّد بن محمّد بن بقيّة الذي قتله عضد الدولة بن بويه في السادس من شوّال من سنة 367 ه‍ .

___________________

1) العدول جمع عدل (بفتح العين و سكون الدال) و عادل: الرجل المنصف الذي يرضي الناس حكمه و شهادته.

2) ذكر الثعالبي (يتيمة الدهر 2:245) أن أبا الحسن الأنباري أخذ بعض معانيه من ابن الرومي.

3) وفود نداك: الوفود (الآتية لنيل) نداك. الندى: الكرم. الصلة: العطية.

4) الاحتفاء: المبالغة بالإكرام و اظهار السرور (بالقادم) . الهبة العطية.

5) السافيات: الريح (الشديدة) التي تحمل التراب.

6) العظم (بضم العين) : الكبر، علو المقام، المكانة الرفيعة. ثقات جمع ثقة: (الرجل) الموثوق به. -خوفا من أن ينزله الناس عن الخشبة التي صلب عليها (تحديا لإرادة الدولة) .

7) الجذع: ساق الشجرة الطويل (الخشبة التي يرفع عليها المصلوب) . العناق: المعانقة.

8) استثارت: طلبت الثأر (لنفسها) . النائبات-النوائب: المصائب (كنت بكرمك و حسن معاملتك قد قضيت على المصائب) .

9) أجار الرجل أخاه: جعله في جواره (منعه من الضيم، دفع عنه المصائب) . صرف الليالي: حادث الدهر (المصائب) . فصار صرف الليالي مطالبا لك (طالبا لك، ملاحقا لك) بالترات (جمع ترة، بكسر التاء و فتح الراء: ثأر) . -كنت تثأر للناس (تأخذ بحقهم) من الدهر فصار الدهر يثأر منك.

10) النائحة: المرأة التي تبكي زوجها (أو ابنها أو أخاها الخ) .

11) مخافة أن أعد من الجناة (الذين يقتلون أنفسهم بالحزن) .

12) ما لك (ليس لك) تربة (مكان في الأرض يدفن فيه الناس) . فأقول تسقى: أقول سقى اللّه تربتك! نصب: منصوب، مرفوع. الهطل: نزول المطر متتابعا، متواليا. الهاطلة: السحابة يتوالى منها سقوط المطر.

13) تترى: متوالية، متتابعة. غواد جمع غادية: السحابة الحاملة للمطر في الصباح. الرائحات جمع رائحة: السحابة الحاملة للمطر في المساء.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.