أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-09-2014
5360
التاريخ: 23/12/2022
1391
التاريخ: 2024-08-24
386
التاريخ: 26-09-2014
14763
|
إنّ أوّل من أقام عبادة الأصنام بين العرب هو عمرو بن لُحَي من قبيلة خزاعة ، فقد خرج من مكّة إلى الشام في بعض اموره فلمّا قدم مآب من أرض البلقاء رآهم يعبدون الأصنام فقال لهم : ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون؟ قالوا له : هذه أصنام نعبدها ، نستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا؛ فقال لهم : أفلا تعطونني منها صنماً فأسير به إلى أرض العرب فيعبدوه؟ فأعطوه صنماً يقال له (هُبل) ، فقدم به مكّة فنصبه ، وأمر الناس بعبادته وتعظيمه وكانت هناك صخرة يلي عليها السويق للحجّاج رجل من ثقيف وكانت تسمّى صخرة اللات ، مات الرجل فقال لهم عمرو : إنّه لم يمت ولكن دخل في الصخرة وأمرهم بعبادتها ... «1».
ونقل بعض آخر ، إنّ ظهور عبادة الأصنام ابتدأته جماعة كانت تنزّه اللَّه إلى درجة لم تسمح لهم بعبادته ولذا صنعت صنماً أجلّ للتقرّب إليه! أو أنّها اعتقدت إنّ الإله عندما يخفى عن الحسّ والعقل فعبادته غير ممكنة ، ولذا يجب التقرّب إليه من خلال المحسوسات!
وقال بعض المؤرّخين :
«ويزعمون أن أوّل ما كانت عبادة الحجارة في بني إسماعيل إنّه كان لا يظعن من مكّة ظاعن منهم ، حتّى ضاقت عليهم ، والتمسوا الفسح في البلاد إلّا حمل معه حجراً من حجارة الحرم تعظيماً للحرم فحيثما نزلوا وضعوه فطافوا به كطوافهم بالكعبة حتّى سلخ ذلك بهم إلى أن كانوا يعبدون ما استحسنوا من الحجارة وأعجبهم «2» حتّى خلق الخُلوف ...».
كما ورد في تفسير الميزان :
وقد كان عبدة الأصنام يعبدون الأصنام ليتقرّبوا بعبادتها إلى أربابها وبأربابها إلى ربّ الأرباب وهو اللَّه سبحانه ويقولون : «إنّنا على ما بنا من ألواث البشرية الماديّة وقذارات الذنوب والآثام لا سبيل إلى ربّ الأرباب لطهارة ساحته وقدسها ولا نسبة بينها وبينه.
فمن الواجب أن نتقرّب إليه بأحبّ خلائقه إليه وهم أرباب الأصنام الذين فوّض اللَّه إليهم أمر تدبير خلقه ، ونتقرّب إليهم بأصنامهم وتماثيلهم وإنّما نعبد الأصنام لتكون شفعاء لنا عند اللَّه لتجلب إلينا الخير وتدفع عنا الشرّ فتقع العبادة للأصنام حقيقة ، والشفاعة لأربابها وربّما نسبت إليها» «3».
وبهذا ألبسوا معتقداتهم الخاطئة والخرافية ثوباً منطقياً في الظاهر ، وظهر الضلال على صورة الهدى واحتلّت وساوس الشيطان مواقع المنطق والبرهان.
___________________
(1) تفسير روح البيان ، ج 4 ، ص 26 (مع اختصار يسير) وقد ذكر العلّامة المجلسي في بحار الأنوار ، ج 3 ، ص 248 بعد الروايات : 1 ، 7 ، 8 قصّة ظهور الشرك في قوم نوح هذا وقد ورد في (بلوغ الإرب ج 2 ، ص 200) قصّة عمرو بن لحي وهديته الخبيثة التي جاء بها من الشام كما نقل ابن هشام في السيرة النبوية ج 1 ، ص 78. موضوعاً قريباً من هذا المضمون.
(2) سيرة ابن هشام ، ج 1 ، ص 79.
(1) تفسير الميزان ، ج 10 ، ص 27 ذيل الآية 18 من سورة يونس.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|