الاهمية الاقتصادية والقيمة الغذائية للتمر

يعتبر التمر من الاغذية الشعبية الشائعة الاستهلاك, فقد احتل منذ قديم الزمان منزلة خاصة في نفوس المسلمين بصفة عامة, وفي نفوس ابناء الجزيرة العربية بصفة خاصة, حيث كانت شجرته (النخلة) الام الحنون التي ضمتهم تحت اغصانها واطعمتهم خيراتها وسترتهم بجذوعها وسعفها وأدفأتهم باستخدام الكرب والسعف للتدفئة. في السنوات الاخيرة بدا الناس يقبلون على انواع عديدة من الشوكولاتة والبسكويت والحلويات فاصبح كثير من العرب يحيون بها ضيوفهم بدلا من التمر الذي يتفوق في قيمته الغذائية عليها, رغم انخفاض ثمنه, ثم زادت الايام قسوة على النخيل فتطور الامر الى ازالته وتحويل مكانه الى مباني سكنية والبعض من الناس ابقوا على النخل لغرض الجمال و النزهة واستقبال الضيوف والافتخار التقليدي, وبعد ان كانت النخلة جزء هام وحيوي باتت تلتمس الابقاء عليها لو نطقت, ولكن نجد الان وبحمد الله ان هناك توجه كبير لزراعة النخيل وانتاج التمور حيث يبلغ عدد النخيل في المملكة العربية السعودية حتى 2012م حوالي (23000000) ثلاثة وعشرون مليون نخلة (احصاءات وزارة الزراعة) بإنتاج يصل الى حوالي مليون طن سنويا.

ويكفي للدلالة على اهمية التمر والنخل ورود ذكرها في القران الكريم في مواضيع متعددة منها قولة تعالى:" والنخل باسقات لها طلع نضيد". الآية 10 سورة ق, وقولة تعالى "وهزي اليك بجذع النخل تساقط عليك رطبا جنيا" سورة مريم اية 25, وقال تعالى " وزروع ونخل طلعها هضيم" سورة الشعراء اية 148. ان الرطب يقوي المعدة الباردة ويوفقها ويخصب البدن وهو من اعظم الفواكه, وانفعها وهو سيد الفواكه, ويحتوي من الطاقة الحرارية اربعة اضعاف ما تحتويه ثمار التفاح, وسبعة اضعاف ما تحتويه ثمار البرتقال, وثلاثة اضعاف ما تحتويه ثمار البطيخ. فهو مقو للكبد وملين للطبع وهو من اكثر الثمار تغذية للبدن واكله على الريق يقتل الدود فانه مع حرارته فيه قوة ترياقيه فاذا استمر اكلة على الريق خفف مادة الدود واضعفه وقلله وهو فاكهة وغذاء ودواء وشراب وحلوى. كما سمعنا عن شعراء يناجون التمر ويشكون الية آلامهم فلقد تغنى على سبيل المثال امير الشعراء احمد شوقي بالنخل فقال: طعام الفقير وحلوى الغني وزاد المسافر والمغترب.

القيمة الغذائية للتمر

يعتبر التمر من الفواكه ذات القيمة الغذائية العالية لاحتوائه على السكريات والبروتين والدهون والمعادن والفيتامينات, كما يلي:

1- السكريات: تعتبر من اهم مكونات البلح فهي تمثل 70 الى 75% من المادة الجافة المنزوعة النوى, وتمتاز هذه السكريات بسرعة امتصاصها وسهولة تمثيلها غذائيا في الجسم وهذه السكريات هي (السكروز (سكر ثنائي) – الجلوكوز والفركتوز (سكر احادي)).

2- المعادن: يعتبر التمر مصدرا جيدا لكثير من الاملاح المعدنية كالحديد والبوتاسيوم والنحاس والكبريت والمنجنيز ومصدرا معتدلا لكل من الكالسيوم والفسفور والكلورين والماغنسيوم.

3- الفيتامينات: يحتوي التمر على العديد من الفيتامينات سواء الذائبة في الدهون مثل فيتامين (أ) او الذائبة في الماء مثل فيتامينات (ب1 و ب2) وكميات قليلة من البيوتين وحمض الاسكوربيك (فيتامين ج) الذي يقي من نزلات البرد, بالإضافة الى ان التمر يحتوي على حمض الفوليك, بل ان التمر يعتبر اغنى الفواكه بهذا الحامض, وهو يلعب دورا كبيرا في العمليات الحيوية التي تتم في الجسم.

4- الالياف: يحتوي التمر على نسبة كبيرة من الالياف التي تساعد على هضم الطعام في الامعاء.

5- بعض المركبات الحيوية الهامة للإنسان مثل الفلافونويدات والفينولات والكاروتينات ومركب بيتا (1-3 دي جلوكان), وهذه المركبات لها اهمية داخل الجسم كمضادات للأكسدة.

مما سبق يتضح ان تناول الانسان سبع تمرات يوميا, والتي يقدر وزنها بحوالي مائة جرام, تمد جسم الانسان بكامل حاجته اليومية من الماغنيسيوم والكبريت والنحاس, كما تمد الجسم بنصف حاجته من الحديد وربع حاجته من البوتاسيوم والكالسيوم. كما ان كيلو جراما من التمر يعطي 3000 سعر حراري, اي ما يعادل الطاقة الحرارية التي يحتاجها رجل متوسط النشاط في اليوم الواحد. ان ما يعطيه الكيلو الواحد من التمر من السعرات الحرارية يعادل ثلاثة اضعاف ما يعطيه كيلو واحد من السمك, كما ان  اضافة الجوز واللوز الى التمر او تناوله مع الطحين واللبن او الحليب يزيد في قيمته الغذائية. والتمر يحتوي على كميات مرتفعة من عنصر الفلورين (يقدر بخمسة اضعاف ما تحتويه الفواكه الاخرى من هذا العنصر), ومعروف الدور الذي يلعبه الفلورين في مقاومة تسوس الاسنان والمحافظة عليها, ولا نكاد نرى معجون اسنان سواء محلي او عالمي الا ويحتوي على الفلورين. ومن العادات المحببة لدى المسلمين الافطار على رطبات في شهر رمضان (حث ديننا الخنيف على ذلك) حيث تعطى الصائم جرعة مركزة من الغذاء السريع الامتصاص تخفف من شعورة بالجوع وشراهته للأكل, كما تنشط العصارات الهضمية وتقي من الامساك وتعدل الحموضة في المعدة وفي الدم.

 المصدر:

ابو عيانة, رمزي عبد الرحيم وسعود بن عبد الكريم الفدا وخالد بن ناصر الرضيمان, 2014, الزراعة العضوية للنخيل.