أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-12-2014
1732
التاريخ: 8-5-2022
2051
التاريخ: 7-12-2015
2908
التاريخ: 15-5-2022
1697
|
قال تعالى : {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} [محمد: 30].
فقد نزلت هذه الآية بشأن المنافقين وصفاتهم، يقول تعالى : ولو نشاء لأريناكهم بل ونضع العلامات في وجوههم لتعرفهم بها.
ثم يضيف بعد ذلك : ولتعرفنّهم أيضاً في طريقة حديثهم، لاسيما وأنّه كلما ورد الحديث عن الجهاد، تراهم يسعون للتنصل واضعاف معنويات الناس، وعندما يدور الحديث عن الصالحين والطاهرين والسابقين في الإسلام، يسعون لخدش سمعتهم ومكانتهم.
ومن هنا حيث نقرأ في حديث مشهور عن «أبي سعيد الخدري» أنّه يقوله في تفسير جملة {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ القَوْلِ} : «ببغضهم علي بن أبي طالب!» نقل هذا الحديث «الحاكم الحسكاني» في «شواهد التنزيل» من ثلاثة طرق (1).
ونقل «السيوطي» أيضاً في تفسير «الدر المنثور» هذا الحديث عن «ابن مردويه» و «ابن عساكر» عن «أبي سعيد الخدري» (2).
وينقل في رواية اخرى عن «ابن مسعود» أنّه كان يقول : «ماكنا نعرف المنافقين على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلّا ببغضهم علي بن أبي طالب عليه السلام» (3).
ولا يقتصر رواة هذا الحديث والكتب التي نقل فيها على ما ذكره فقط، ذلك أنّ «جابر بن عبد اللَّه الأنصاري»، و «أبوذر الغفاري» نقلا هذا الحديث أيضاً.
ومنهم أنّ «ابن عبد البر» ينقل هذا الحديث عن جابر في «الاستيعاب» (4)، وأنّ «محب الدين الطبري» ينقل عن «أبو ذر» في «الرياض النضرة» بهذا النحو : «ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلّا بثلاث : بتكذيبهم اللَّه ورسوله والتخلف عن الصلاة وبغضهم عليَّ بن أبي طالب» عليه السلام (5).
ونقل هذا الحديث أيضاً في «صحيح الترمذي» وهو من المصادر الرئيسة لدى أهل السنة من طريقين عن «أبي سعيد الخدري» و «أم سلمة»، وهناك فارق بسيط في حديث «أم سلمة» عن الحديث السابق (6).
ونقل ابن عساكر أيضاً في تاريخ دمشق، نفس هذا المضمون أو نظيره مرة عن «أبي سعيد الخدري»، ومرة عن «جابر بن عبد اللَّه»، واخرى عن «عبادة بن الصامت»، ومرة عن «محبوب بن أبي الزناد» (7).
جاء في حديث «عبادة بن الصامت» أنّه قال «كنّا نبور أولادنا بحب علي بن أبي طالب عليه السلام، فاذا رأينا أحداً لا يحب علي بن أبي طالب علمنا أنّه ليس منّا، وأنّه لغير رُشده»، وفي حديث «محبوب بن أبي الزناد»، أنّه ورد على لسان طائفة من الأنصار قولهم : «إنّ كنّا لنعرف الرجل إلى غير أبيه ببغضه علي بن أبي طالب عليه السلام» (8).
وننهي حديثنا بنقل هذه الرواية التي تمتاز بسعة مفهومها وشموليتها مع حديث منقول عن شخص الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله.
تحدث الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله يوم خيبر بحديث مفصل بشأن علي عليه السلام، ومن جملة ما قاله :
«يا أيّها الناس امتحنوا أولادكم بحبه، فإنّ علياً لا يدعو إلى ضلالة ولا يبعد عن هدى، فمن أحبه فهو منكم ومن أبغضه فليس منكم!» (9).
يتضح لنا بشكل جلي أنّ الإنسان عندما يتأمل بشكل دقيق في هذه الروايات والرواية السابقة المذكورة في نهاية الآيتين الشريفتين من القرآن بانه يواجه شخصية يعد حبه ومودته علامة الإيمان، ومخالفته ومعاداته علامة الكفر والنفاق، هذا في الوقت الذي تمكنت فيه هذه الروايات أن تمر عبر الممرات الزمنية السابقة، حيث قامت الحكومات السابقة مثل حكومة بني امية بمضايقة ومحاصرة أصحاب ومحبي علي عليه السلام باشد ما يكون، وحيث كان أعداؤه يمسكون زمام الامور في كل مكان، بل وحتى أنّ سب ولعن علي في المجالس العامة كان ممّا يتقرب به للحكومة ومراكز السلطة، حقاً أنّ الإنسان ليتعجب من أنّ كل هذه الفضائل الفريدة والنادرة التي ملأت الآفاق شرقاً وغرباً، وملأت صفحات كتب الرواية والتفسير والتاريخ، كيف تمكنت أن تفلت من قبضة هؤلاء الأعداء الألداء وتصل اليوم إلى أيدينا.
لا يمكن أن ننظر إلى هذا الأمر سوى أنّه من مشيئة اللَّه وامداده من أجل بقاء نور الحق مضيئاً على مر القرون والأعصار، ولإتمام الحجة في خلافة وولاية علي عليه السلام على جميع الاجيال.
_______________________
(1) شواهد التنزيل، ج 2، ص 178 (ح 883 إلى 885).
(2) تفسير در المنثور، ج 6، ص 66.
(3) المصدر السابق.
(4) الاستيعاب، ج 2، ص 464.
(5) الرياض النضرة، ص 214.
(6) صحيح الترمذي، ج 5، ص 635، ح 3717.
(7) تاريخ مدينة دمشق، ج 42، ص 287.
(8) المصدر السابق.
(9) مختصر تاريخ ابن عساكر، ج 17، ص 371.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|