أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-11-2014
3932
التاريخ: 2024-09-02
230
التاريخ: 25-04-2015
2079
التاريخ: 25-04-2015
2007
|
إلى جانب هذا الفهم الساذج للقرآن الذي لا يسمح لنا بإطلاق اسم (العلم) عليه نلاحظ ملامح خبرةٍ خاصّةٍ بدأت بالنمو والتجمّع عند عددٍ من الصحابة ، نتيجة عوامل متعدّدةٍ ذاتيّةٍ وموضوعيّة ، من قبيل حرص بعضهم بشكلٍ أكثر من غيرهم على الاستفادة من مجالس الرسول وحفظ ما يرد في كلامه من شرحٍ للنص القرآني أو تعليقٍ عليه ، ومحاولة الواعين منهم التعرّف على تفصيلاتٍ أكبر مقدارٍ ممكنٍ من المعاني القرآنية ، أو بسبب ظروفهم الموضوعيّة التي كانت تفرض وجودهم مع الرسول في المدينة ، وفي غزواته المتعدّدة؛ ولدينا عدّة نصوصٍ تشير إلى هذا المعنى في عددٍ من الصحابة :
1- عن عبد الرحمن السلمي قال : حدّثنا الذين كانوا يقرؤن القرآن؛ أنّهم كانوا إذا تعلّموا من النبي ) صلّى الله عليه وآله) عشر آياتٍ لم يتجاوزوها حتّى يعلموا ما فيها من العلم والعمل... قالوا فتعلّمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً ، ولهذا كانوا يبقون مدّةً في حفظ السورة (1).
2- عن شقيق بن سلمة ، خطبنا عبد الله بن مسعود فقال : والله لقد أخذت من فيِّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بضعاً وسبعين سورة ، والله لقد علم أصحاب النبي (صلّى الله عليه وآله) أنّي من أعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم (2).
3- عن أبي الطفيل : قال شهدت عليّاً (عليه السلام) يخطب وهو يقول :
(سلوني ، فو الله لا تسألوني عن شيءٍ إلاّ أخبرتكم ، وسلوني عن كتاب الله ، فو الله ما من آيةٍ إلاّ وأنا أعلم أبليلٍ نزلت أم بنهارٍ ، أم في سهلٍ أم في جبل).
4- عن نصير بن سليمان الأحمسي عن أبيه عن عليٍّ (عليه السلام) قال :
(والله ما نزلت آيةٌ إلاّ وقد علمت فيم نزلت ، وأين نزلت ، إنّ ربي وهب لي قلباً عقولاً ، ولساناً سؤولاً) (3).
فنحن نلاحظ في هذه النصوص أنّ بذور المعرفة التفسيريّة القائمة على العناية والتخصّص ، إنّما كانت على مستوىً خاصٍّ من الصحابة ، الأمر الذي أدّى إلى ولادة التفاوت بين المسلمين في جميع المعارف الإسلامية ، الأمر الذي أدّى إلى ولادة التفاوت بين المسلمين في جميع المعارف الإسلامية ، ومن ثمَّ في خصوص المعرفة التفسيريّة.
بعد هذا يمكننا أن نتصوّر بوضوحٍ التطوّر الذي سارت به هذه المعرفة الخاصّة ، حتّى انتهت إلى الفارق الكبير الذي أخذ يفصل مستوى الخبرة الخاصّة عن مستوى الخبرة العامّة الأمر الذي سمح للباحثين أن يطلقوا (علم التفسير) على هذه الخبرة الخاصّة التي كان يتمتّع بها هؤلاء الأشخاص ، ومن أجل أن نتعرّف على ملامح هذا الفاصل لا بُدّ من ملاحظة العاملين التاليين :
أ ـ إنّ المسلمين بصورةٍ عامّة ، أخذت معرفتهم التفسيريّة تتضاءل بسبب تضاءل خبرتهم العامّة؛ لأنّ التوسّع الإسلامي جعل كثيراً من الأفراد والشعوب تنضمّ إلى الجماعة الإسلامية وهم لا يملكون ذلك المستوى العام من الخبرة ، ففقدوا بعض العناصر التي كانت تعتمد عليها الخبرة العامّة ، سواء كانت مرتبطةً بالجانب اللُّغوي للقرآن أم بالجانب الاجتماعي والحياتي لهم ، فلم يكن الأفراد الجدد تتوفّر فيهم المعرفة اللُّغوية التي كانت متوفّرةً لدى عامّة المسلمين الذين عاصروا نزول الوحي ، كما لم يكونوا مطّلعين على الحوادث التاريخية التي ارتبطت بها بعض الآيات القرآنية والعادات والتقاليد العربية ، كما هو الحال بالنسبة إلى الأشخاص الذين عاشوا هذه الأحداث والعادات والتقاليد.
ب ـ وفي الجانب الآخر نجد أنّ الخبرة الخاصّة أخذت بالتضخّم والنمو نتيجة الشعور المتزايد بالحاجة إلى فهم القرآن ، ومواجهة المشاكل الجديدة على ضوء مفاهيمه وأفكاره ، وكثرة طلب تفهّم القرآن من قِبَل المسلمين الجدد ، الذين يريدون أن يتعرّفوا الإسلام بجوانبه المتعدّدة ، من خلال تعرّفهم القرآن الكريم الذي يقوم بدور المعبّر الصحيح عنه.
ولعلّنا نجد في النص التأريخي التالي ما يُعبِّر لنا عن هذا التفاوت في المعرفة بين الصحابة ، هذا الشيء الذي نريد أن نتصوّره كبدايةٍ لتكوّن علم التفسير.
عن مسروق : (جالست أصحاب محمّدٍ (صلّى الله عليه وآله) فوجدتهم كالإخاذ (الغدير) فالإخاذ يروي الرجل والإخاذ يروي الرجلين ، والإخاذ يروي العشرة والإخاذ يروي المائة ، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم) (4) وهكذا تكوّن التفسير في بدء بدئه.
___________________
(1) الإتقان 2 : 176. ط 1368.
(2) البخاري ، فتح الباري 1 : 423.
(3) المصدر نفسه 2 : 187.
(4) نقل هذا الحديث في (التفسير والمفسّرون) 1 : 36.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|