عندما تهدأ الرياح أو تتوقف تقل الطاقة المتاحة للنقل وتنخفض قدرتها على حمل الفتات الصخري عندئذ تبدأ الرمال بالترسيب وعندما يعترض الرياح المتحركة عائق مثل الغطاء النباتي أو الصخور المبعثرة فان الرياح تندفع حولها أو فوقها تاركة ظلالها خلف الحاجز كما إن النطاق الضيق للرياح يصبح هادئا في جبهة الحاجز مما يساعد على تحرك الفتات الرملي مع الرياح القادمة وترسيبها في ظل تلك الرياح. إن استمرار تراكم هذه الرمال يصبح عائقا إضافيا مهما للرياح ومصيدة فاعلة بالنسبة للترسبات الرملية الأخرى بحيث تؤدي إلى تكوين مظاهر أرضية مختلفة مثل الظلال الرملية أو الحافات المنخفضة أو الروابي التي تنمو بمرور الزمن متحولة إلى كثبان رملية وان هذه الكثبان ليست أكواما عشوائية من الرواسب الرملية بالرغم من إنها في أحوال كثيرة تكون معقدة فهي تراكمات تتخذ عادة أنظمة ثابتة أما طولية أو مستعرضة وفي ما يلي شرح مفصل لهذه الأشكال الترسيبية المختلفة :

1ـ الأشكال الرملية الصغرى

وهي رواسب ذات أهمية محدودة وتنتشر على نطاق ضيق وتتمثل في بعض التموجات الصغيرة Ripples Mark أو الحافات التي تظهر بين حين وآخر على سطوح الرواسب الرملية التي تنبسط على الأرض  الحافات الرملية إن الحاقات الرملية تشبه التموجات الرملية تماما، إلا إن طول موجاتها وارتفاعات هذه الموجات أعظم بكثير من التموجات الرملية. وتنشأ هذه الحافات عادة عندما تتألف الرمال الذارية من خليط من حبيبات دقيقة وأخرى كبيرة الحجم، ففي هذه الحالة تزال الحبيبات الناعمة بسرعة من قاعدة الجانب المقابل لاتجاه الريح فتبرز من تحتها الحبيبات الكبيرة الحجم التي لا تستطيع الرياح من رفعها ولكنها تتحرك زحفا بفعل ضربات الحبيبات القافزة المقبلة مع الريح وهكذا تنمو الحافات رأسيا حتى ليبلغ طول الموجه في بعض الحافات عشرون مترا وارتفاعها ستون سنتمترا. هذا وتوجد التموجات والحافات في خطوط تزين أسطح الكثبان الرملية بحيث يكون امتدادها عرضيا أي عموديا على اتجاه الرياح فالجوانب اللطيفة الانحدار من هذه الأشكال تشير دائما إلى الاتجاه الذي أقبلت منه الريح لآخر مرة بينما تقع الجوانب الشديدة الانحدار دائما في منصرف الريح .

2ـ الظلال الرملية وسفي الرمال

وهي عبارة عن تجمعات رملية تتكون مباشرة نتيجة وجود عائق ثابت في مسار الرياح ا المحملة بالرمال، وقد يكون هذا العائق حصاه أو كتلة . من الصخر أو شجرة، ويتوقف وجود الظلال الرملية والسفي على بقاء العائق في مكانه أما سفي الرمال فيتكون عادة على منحدرات التلال المواجهة للرياح التي تجعل الرياح تتحرك إلى أعلى وعندما تقل سرعة الرياح تقوم بترسيب ما تحمله من رمال، وفي بعض الأماكن التي تكون فيها الرياح شديدة لا تترسب إلا كميات ضئيلة من حمولتها في الأجزاء السفلى من المنحدرات حيث يصبح الترسيب مركزا في أعلى المنحدر ، ومن الأمثلة الرائعة لهذا النوع من السفي هو جبل الغرة غرب أسوان في مصر.

3ـ السهول الرملية المنبسطة.

وقد أطلق على هذه السهول باجنولد اسم فرشاة الرمال (Sand Sheets ) وتتميز هذه السهول باستوائها وعدم تضرسها على الإطلاق باستثناء بعض التجعدات والتموجات التي تظهر فوق رواسب الرمال، ومن اشهر الأمثلة على هذه النوع من السهول سهل سليمة بالصحراء الليبية الذي تبلغ مساحته أكثر من ثلاثة آلاف ميل مربع وهو عبارة عن سهل مستوي يمتد لمدى البصر دون وجود أي ظاهرة تضاريسية موجبة إلا بعض الكثبان المنخفضة ويتراوح سمك الرمال المتراكمة فوق هذا السهل ما بين (15) قدما وهي ترتكز فوق الصخور الأصلية مباشرة.