يعاني الوطن العربي من ظاهرة التصحر نتيجة وقوعه ضمن المناخ الصحراوي وشبه الصحراوي اذ تبلغ مساحة الوطن العربي الكلية 14.2 مليون كم تشكل المناطق الجافة وشبه الرطبة والقاحلة وشبه القاحلة 90% من مساحة الوطن العربي فالوطن العربي يتميز ببيئته القاسية والنظام البيئي الهش ومحدودية موارده المائية واراضيه الصالحة للزراعة، فقد أدت الزيادة السكانية السريعة وتغير أساليب الحياة وانماط الاستهلاك الى زيادة الطلب على الغذاء الامر الذي ترتب عليه زيادة تدهور الأراضي وسوء الإدارة والاستغلال المفرد لموارد المياه وإزالة الغابات واستخدام الأساليب القديمة بلغت نسبة المساحات المهددة بالتصحر حسب مؤشر التصحر العالمي حوالي (1.32) مليار هكتار في أراضي حوض البحر المتوسط اذ بلغت نسبة الأراضي المتأثرة بالتعرية الريحية في القسم الاسيوي (110) مليون هكتار وترجع زيادة هذه المساحات المتصحرة نتيجة تحويل الأراضي الرعوية الضحلة الى الزراعة المطرية فضلاً عن زحف الكثبان الرملية ، اما المساحات المتصحرة بسبب التعرية المائية فقد بلغت حوالي (92.4) مليون هكتار، وقد انحسرت وتقلصت الغابات في الوطن العربي نتيجة الاستنزاف الخطير للأخشاب لاستخدامها في الوقود والبناء اذا تقتلع سنوياً في الأردن 182 شجرة لأغراض الوقود وفي تونس يستهلك سنوياً 2 مليون وفي السودان يستهلك الفرد نصف فدان من الأشجار سنويا ، وبذلك فقد بلغت نسبة المساحات المتصحرة (68.01) من اجمالي مساحة الوطن العربي في حين بلغت نسبة المساحات المهددة بالتصحر (1935) من اجمالي مساحة الوطن العربي .

العراق من ابرز الدول العربية التي تعاني من ظاهرة التصحر وتعد من اهم التحديات التي تواجه البلد والتي تعود نتيجة الاستغلال المفرط للموارد الطبيعية كتدمير الغابات والرعي الجائر وتعرض التربة للتعرية المائية والريحية فضلاً عن مشكلة تملح التربة التي يعاني منها السهل الرسوبي في الأجزاء الجنوبية والوسطى من العراق وزاد الامر بعد الاحتلال الأمريكي للعراق وتبلغ نسبة الأراضي الزراعية المتدهورة حوالي 50% في حين قدرت الأراضي التي أصبحت لا تصلح للإنتاج الزراعي بحوالي 20-30% ، وقد ساهمت مشكلة شح المياه الى تناقص الغطاء النباتي وانساع مشكلة الجفاف فقد سجلت السنوات الأخيرة انخفاضاً في معدلات الهطول المطري والذي تسبب في انخفاض مناسيب مياه دجلة والفرات وارتفاع معدلات التبخر فضلاً عن سوء إدارة المياه من قبل دول الجوار.