أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-02-09
![]()
التاريخ: 2025-03-27
![]()
التاريخ: 19-2-2019
![]()
التاريخ: 2025-01-15
![]() |
البيئة ككل متكونة من نظم مفتوحة تتبادل فيما بينها المادة والطاقة بشكل مستمر بنسب ثابتة تبقي على توازنها، وفي الظروف الشاذة قد تتفوق مدخلات المادة والطاقة على مخرجاتها أو بالعكس قد تتفوق المخرجات على المدخلات وفي كلتا الحالتين يختل التوازن وتظهر المشاكل البيئية المرتبطة بتلك النظم التي تشهد حالة الاختلال. فالأرض على سبيل المثال، تتحصل على الطاقة من الشمس في شكل إشعاع قصير الموجة والذي يعبر الغلاف الجوي دون أن يؤثر فيه كثيرا فيمتص سطح الأرض جزءا من الإشعاع الواصل ويعكس الجزء الباقي إلى الفضاء. ومعدل درجة حرارة الهواء على سطح الأرض كان إلى وقت قريب 14 درجة مئوية ولكي تبقي الأرض على هذا المعدل دون زيادة أو نقصان عليها أن تفقد طاقة إلى الفضاء بنفس قيمة ما يدخلها من إشعاع شمسي، لكن في حالة وجود سبب يؤدي إلى تفوق كمية ما يدخل من إشعاع شمسي على كمية ما يخرج من إشعاع أرضي يتغير المناخ نحو الدفيئة، أما إذا كانت هناك أسباب تؤدي إلى تفوق الخارج من الإشعاع الأرضي على القادم من الإشعاع الشمسي تنخفض الحرارة. إذا أي سبب يؤدي إلى اتجاه المناخ نحو الزيادة الحرارية أو تناقصها يؤدي إلى خلل في التوازن الحراري للأرض ويخلق مشاكل جديدة مثل ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع منسوب البحر وزيادة تكرار الأعاصير المدمرة والفيضانات في أماكن والجفاف والتصحر في أماكن أخرى.
وهناك مثال آخر يمكن أن نعبر به عن مفهوم التوازن البيئي والخلل الذي يلحقه نتيجة انعدام هذا التوازن. فالعلاقة بين الحيوانات اللاحمة والحيوانات العاشبة في البراري علاقة مفترس وفريسة فالذئاب مفترس والغزلان فريسة لها، وكلاهما معتمد على الآخر لإبقاء التوازن البيئي. لنفرض أن نسبة أعداد الذئاب لأي سبب من الأسباب زادت عن نسبة أعداد الغزلان فماذا يحدث؟. النتيجة معروفة بالطبع فالذئاب سوف تفترس أعداد أكبر من الغزلان مما سيؤدي إلى تناقص كثافة الغزلان سنة وراء سنة وفي النهاية يصير من الصعب على الذئاب افتراس الغزلان التي أصبحت نادرة في البيئة مما يتسبب في حدوث مجاعة ونفوق بين الذئاب واضطرار بعضها للبحث عن غدائها بين قطعان الرعاة والمزارعين إن هذه المشكلة البيئية سببها تفوق نسبة أعداد الذئاب المفترضة لإبقاء التوازن بينها وبين الغزلان في الغابة وربما تنشأ مشكلة بيئية من نوع آخر ليس من تفوق نسبة الذئاب هذه المرة بل من العكس عندما تتفوق نسبة الغزلان على نسبة الذئاب التي يقل عددها بسبب تفشي مرض بينها أو نتيجة لقتلها من قبل الإنسان. فتكاثر الغزلان فوق القدرات الحملية للغابة سوف يؤدي إلى مشكلة الرعي الجائر المقلل لكثافة الغطاء النباتي فتستفحل عوامل التعرية والانجراف في التربة وعندما لا تجد الغزلان غذاءها في الغابة تبحث عنه في أماكن أخرى قد تجده على نواصي الطرق السريعة أو في حقول المزارعين وفي كلتا الحالتين تتسبب في مشاكل جمة من بينها حوادث التصادم بالسيارات وتدمير نسبة من المحاصيل الزراعية.
ومن العناوين الدالة على خلل التوازن وظهور المشكلات البيئية نذكر باختصار ما يلي:
1- هبوط مناسيب الموائد الجوفية للمياه وتردي نوعياتها بالأقاليم الجافة وشبه الجافة نتيجة لاستغلاها الجائر في الزراعة.
2 -غدق التربة في مناطق السدود ومناطق الري الدائم.
3- تملح التربة بمشاريع الري الصحراوية أو بالسواحل بالمناطق الجافة وشبه الجافة.
4- انجراف التربة من على المنحدرات نتيجة القطع أو الحرائق وزحف الكثبان الرملية على الواحات والسدود والطرق الصحراوية.
5- انقراض الحيوانات البرية والبحرية والطيور ،وانقراض الكثير من الأنواع النباتية والفطرية.
6 -اكتساب الحشرات مناعة مقاومة للمبيدات واكتساب الأحياء الدقيقة مناعة ضد المضادات الحيوية يجعلها مقاومة للأدوية وتفتك بالمصابين .
7- تدني إنتاجية المصائد البحرية والبرية نتيجة الصيد الجائر.
8- التلوث في البحر والبر والجو وفي النظام الحيوي بكامله.
9- تردي طعم المنتجات الزراعية والحيوانية نتيجة الإفراط في استخدام الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية والفطرية.
10- انجراف الشواطئ نتيجة قطع الغابات وزيادة ضراوة الأعاصير وتكرارها.
11 -تصحر الأراضي بالأقاليم شبه الجافة وشبه المطيرة بسبب تغير المناخ أو القطع الجائر للأشجار والرعي المفرط والزراعة البعلية وحرائق الأحراج.
12- زيادة تكرار الزلازل والأعاصير والفيضانات النهرية المدمرة.
13 -الاحتباس الحراري العالمي وتغير المناخ.
14- تأكل الأوزون الستراتوسفيري.
15- استنزاف موارد الطاقة الأحفورية ومعادن الكثير من المناجم وارتفاع الأسعار في الأسواق الدولية.
16 -نزوح سكان البوادي وتكدسهم في المدن الرئيسة، والهجرات غير الشرعية العابرة للحدود الدولية.
17- تفشي المجاعات والحروب الأهلية وبين الدول.
مما تقدم يتبين أن المشكلات البيئية قد تنتج عن مسببات طبيعية صرفة ليس للإنسان دخل فيها مثل الزلازل والبراكين وأمواج التسونامي وتغيرات المناخ والتصحر والعواصف والأعاصير والصواعق وحرائق الغابات والأحراج، وقد تكون بشرية صرفة ناتجة عن زيادة أعداد السكان واستغلالهم لموارد الأرض بأسلوب غير رشيد مثل الاستعمال المفرط للمبيدات الحشرية والفطرية الذي يكسب الحشرات مناعة تجعلها مقاومة للمبيدات من جهة ويلوث التربة وموارد المياه والغذاء من جهة أخرى. كما أن اجتثاث الغابات وتحويلها إلى مدن وطرق ومزارع ومناجم مفتوحة يؤدي إلى تغير الموازنات المائية والإشعاعية والحرارية المتسبب في تغير المناخ من جهة وفي هجرة الحيوانات والانجراف والتصحر من جهة أخرى. كما أن زيادة السكان في مناطق التصحر يؤدي إلى تفشي النزاعات والحروب الأهلية والدولية ومدعاة إلى الهجرات العابرة للحدود .علما بأن هناك مشاكل طبيعية قد تسرع بفعل الأنشطة البشرية مثل مشاكل الزلازل التي تزداد تكراراتها جراء بناء السدود على الأنهار ونتيجة لسحب المياه الجوفية والنفط الغاز، وبإجراء التجارب النووية تحت الأرض. ومشاكل التغيرات المناخية الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري الناتج عن غازات حرق وقود الطاقة المستخدمة في المصانع والتدفئة المنزلية وآليات النقل. وزيادة وثيرة انقراض الحيوانات والنباتات جراء الصيد الجائر واجتثاث الغابات وتجفيف المستنقعات وبناء السدود على الأنهار والتلوث، وتنشيط عوامل التعرية والانجراف والتصحر الطبيعي جراء الاحتطاب الجائر والرعي المكثف، إلى غير ذلك من المشاكل.
|
|
الصين.. طريقة لمنع تطور قصر النظر لدى تلاميذ المدارس
|
|
|
|
|
ماذا سيحدث خلال كسوف الشمس يوم السبت؟
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الدينية يختتم محاضراته الرمضانية في صحن مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام)
|
|
|