أثر الإنسان في تغيير البيئة وتأثير الصناعة والتكنولوجيا على البيئة |
76
05:00 مساءً
التاريخ: 2025-01-26
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-05
782
التاريخ: 3-12-2019
1911
التاريخ: 17-1-2023
1380
التاريخ: 2024-07-18
558
|
أثر الإنسان في تغيير البيئة
أخذ الإنسان يغيّر وجه العالم حتى أصبح على ما هو عليه الآن ، وما دام يصطاد الحيوانات ويعيش على القطاف، فإنه لم يكن يختلف بمعيشته عن بقية الحيوانات التي تعيش على الأرض، لكنه أخذ يختلف عنها عندما بدأ يشعل النار لينعم بدفئها، ويقطع الأشجار لهذه الغاية، وعندما أخذ يستعمل هذه النار لتساعده في تجميع الحيوانات في منطقة يسهل عليه اصطيادها فيها، ويحرق الأشواك كي يفسح لقطعان الماشية أن ترعى العشب النابت على أنقاض هذه الأشواك. عندها، بدأ الإنسان حرب الاستنزاف ضد الطبيعة كان الناس في البدء، يتحركون بأعدادهم القليلة نسبياً على أرض مليئة بالخيرات البيولوجية التي تكونت منذ ملايين السنين.
ومع تكاثر البشر، ازدادت الحرائق في نفس المكان، مما أفقر الأرض وأفقدها خصوبتها.
وتتأثر الإنتاجية البيولوجية والثروة البيئية بعوامل عديدة تشكل ما يسمى بعلم البيئة وعندما يغير الإنسان هذه النظم تصبح مجتزأة وتفقد قدرتها على مقاومة الطفيليات الغريبة، فحدث تحول في البيئة، وإخلال في نظمها وتوازنها.
ولقد أضر تدجين الحيوانات كثيراً بالحقول، إذ إن فائدة التدجين هي في إبقاء الحيوانات تحت تصرف الإنسان، وبأعداد كبيرة لا تتوفر في الطبيعة، وعندما تكون هذه الحيوانات قليلة العدد، فإن بالإمكان تأمين الغذاء لها من الجوار، أو من فضلات المنازل، لكنها حين تربى بأعداد كبيرة، فالموارد الغذائية المتوفرة تصبح غير كافية فتسرح المواشي في الحقول والبساتين القريبة، وتتلف أجزاء كبيرة منها وكم من أراض خصبة أصبحت جرداء.
تأثير الصناعة والتكنولوجيا على البيئة
عندما كان عدد السكان قليلاً، لم يكن استعمال الأنهار لتصريف الفضلات ذا أهمية كبيرة ثم تغيرت الحالة بسرعة مع حلول الصناعة. لقد استعملت الصناعة قوة الجاذبية والانحدار الطبيعي للمياه لتصريف فضلاتها في مجاري الأنهار وكانت نتيجة ذلك سيئة جداً، والحقت الضرر بالأنهار والبيئة ولكن بعض الدول قد تنبهت مؤخراً لخطورة الأمر، وسارعت إلى تدارك ما أفسدته الصناعة. ففي إنكلترا، أصبح نهر التايمز الآن أنظف مما كان عليه قبل خمسين سنة، رغم تكاثر عدد السكان الذين يعيشون على ضفافه، وليس من المستبعد أن يظهر سمك السلمون من جديد في هذا النهر.
ومن العوامل التي تؤثر على البيئة وتضربها تخريب الأراضي التي تشكل كارثة بالنسبة للنظم البيئية، لما تحويه من فضلات صلبة متنوعة ترمى في أراض قد تستعمل في الزراعة، أو تحول إلى حدائق عامة للاستجمام.
وعلى مدى التاريخ، تشكل الحروب السبب الرئيسي لتخريب البيئة، لما تحمله من دمار إلى المناطق التي تقع فيها . بيد أن الضرر الذي تحدثه الحرب، يبعث اندفاعاً كبيراً نحو إعادة البناء، وغالباً ما يكون هذا الاندفاع سبباً في إزالة الآثار القديمة.
ومع ازدياد حركة البناء ازداد الطلب على الحصى، وكثر استخراجه من مجاري الأنهار، ففي وادي التايمز أوجد استخراج الحصى بحيرات عدة. ولحسن الحظ لم يهمل بعضها منذ البداية، فكثرت فيها الطيور المائية، والطويلة الساق وجذبت إليها مجموعة من الاختصاصيين في علم الطيور. إن بعض هذه البحيرات كبيرة بشكل يسمح باستعمال المراكب الشراعية، مما يشجع الناس لتمضية وقتهم في هذه المنطقة مما يضفي عليها مناظر خلابة، لكن البلديات المحلية، كانت للأسف ولا تزال تشتري هذه البحيرات وتستعملها لتصريف النفايات التي تقتل الحياة فيها، وهكذا تتغلب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة.
وتشكل صناعة النفط مثلاً حياً للتضخم التكنولوجي في العالم، إذ إن صناعة السيارات مثلاً تتطلب الحديد، والألمنيوم، والمواد البلاستيكية والكاوتشوك. ولقد أتلفت زراعة الكاوتشوك مساحات برية كثيرة في المناطق الاستوائية وحل البترول في الوقت الحاضر في صناعة الكاوتشوك الاصطناعي، كما حلت الصناعة البتروكيماوية مكان الصناعات الكيماوية في انتاج كثير من المواد (مثل مواد التنظيف والمواد البلاستيكية).
وتتطلب مصانع إنتاج السيارات إقامة تجمعات بشرية، وإنشاء مدن جديدة وشق طرقات وتأمين مواصلات وأماكن للراحة، وإيجاد مرائب لسيارات العمال والمهندسين. إلا أن هذه المناطق الصناعية، لا تخلو من بقاع مليئة بأكوام من حطام السيارات والمواد الأخرى التي تؤذي الناظر إليها، وتظهر مدى الإسراف في المواد الأولية، هذا فضلاً عما تخلفه الصناعة من ضرر كبير بالبيئة، من المواد اللاذعة والمواد الملونة السامة التي تنحل بالماء وتؤثر على صحة الإنسان، وعلى النواميس التي تعمل بشكل غير منظور في حماية وتنظيف البيئة (1) .
وتثبت أزمة البيئة، أن الطريقة التي يتبعها البشر في استغلال المكان الذي يعيشون فيه، غير ملائمة، ولا يدعي أحد أن ظهور المواد الملوثة حديثاً كان نتيجة لتحولات طبيعية لا علاقة لها بعمل الإنسان. إن مناطق العالم - وهي نادرة جداً - التي تمارس بها نشاطات الإنسان بكثرة، بقيت سليمة من سحب الدخان، والمياه العفنة والأرض القاحلة، فالأخطاء التي ارتكبها في نشاطاته على الأرض كانت سبباً للأضرار الجسيمة التي لحقت بالبيئة . (اجتمع مسؤولون في مقر الأمم المتحدة في نيويورك لمناقشة التقدم الذي أحرز منذ قمة الأرض في ريودي جانيرو عام 1992 وألمحوا إلى ضرورة السيطرة على السيارات المنتشرة في كل مكان لحماية البيئة).
إلا أن الضرر الناتج عن المكننة يبقى محدوداً إذا ما قيس بالضرر الذي تحدثه المواد الاصطناعية المركبة، وينفرد العنصر البشري عن سائر الكائنات الحية في إنتاج المواد المركبة التي لا توجد في الطبيعة وينتج تقهقر البيئة عن إدخال عناصر غريبة على النظم البيئية والمثل الساطع على ذلك، هو المواد البلاستيكية الاصطناعية التي لا تتحلل بيولوجياً كما هو الحال بالنسبة للمواد الطبيعية، وتتراكم هذه المواد بشكل فضلات في الطبيعة، ويمكن التخلص منها بإحراقها، وتكون في كلتا الحالتين سبباً في تلوث البيئة.
وبصورة عامة، فإن أي عمل يدخل في الوسط الطبيعي عناصر غريبة عنه، قد يكون في أغلب الأحيان سبباً من أسباب التلوث، إن تكاثر السكان والتلوث البيئي هما الشغل الشاغل للإنسانية في عصرنا الحاضر؛ إذ يزداد التلوث بازدياد عدد السكان وينتج عادة عن الطريقة المتبعة للتخلص من النفايات بأقل كلفة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(3) عبد المنعم ،محمد مبارك ، اقتصاديات التنمية والتخطيط ، دار النهضة العربية ، بيروت ، 2009 .
|
|
هل تعرف كيف يؤثر الطقس على ضغط إطارات سيارتك؟ إليك الإجابة
|
|
|
|
|
معهد القرآن الكريم النسوي يقدم خدماته لزائري الإمام الكاظم (عليه السلام)
|
|
|