أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-21
937
التاريخ: 2024-02-23
1033
التاريخ: 2023-10-26
1237
التاريخ: 2024-04-13
939
|
تعرض قلب العالم الإسلامي في الساحل الشامي لهجمة استعمارية شرسة في نهاية القرن الحادي عشر الميلادي عرفت بالحروب الصليبية، تمكنت هذه الهجمة من تأسيس مملكة بيت المقدس وثلاث إمارات هي الرها وأنطاكية وطرابلس، وخلال هذه الحرب التي استمرت طوال القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، ظهرت العديد من الهيئات الدينية التي تحولت إلى هيئات عسكرية تبعت البابوية بشكل مباشر ونمت قوتها بصورة تدريجية حتى صارت دولاً داخل الكيانات الصليبية، ومن بين هذه الهيئات هيئة الفرسان الاسبتارية التي عرفت أيضاً بهيئة القديس يوحنا.
تأسيس الهيئة
توافد المسيحيون الأوربيون بأعداد كبيرة على مدينة القدس في عصر ما قبل الحروب الصليبية بغرض الحج إلى هذه المدينة المقدسة، وهو ما دعي إلى إيجاد نوع من الرعاية الاجتماعية والطبية لهؤلاء الزوار ومن ثم تأسست عدد من المنشآت الخيرية والمستشفيات من بينها المشفى الذي أسسه عدد من تجار مدينة أمالفي الإيطاليون في القدس، وذلك في إطار العلاقات التجارية الممتازة التي ربطت الخلافة الفاطمية بتجار مدينة أمالفي، وهو ما مكن هؤلاء التجار من الحصول على تصريح من الخليفة الفاطمي الظاهر في عام 1080م بالحصول على مساحة من الأرض في مدينة القدس أسسوا عليها ديراً وبجوار الدير مستشفى لرعاية الحجاج، وقد كان مقرهم لا يبعد عن كنيسة الضريح المقدس عن رمية ،حجر، وفي البداية كان المشفى يعالج الحجاج المسيحيين رجالا ونساء ومع إقبال الحجاج عليه تم إنشاء مشفى خاص بالنساء عرف باسم مستشفى القديسة مريم المجدلية، وقد نسبت المستشفى الأمالفية إلى القديس يوحنا. وقد كان أول مقدمي المستشفي هو الراهب جيرار الذي كون هيئة رهبانية لخدمة المرضى، يحمل كل عضو من أعضائها لقب Hospitaller ومعناه الممرض. وفي ظل الخدمات الكبيرة التي قدمها المشفى للحجاج الفقراء حصل على كثير من الدعم العيني والنقدي من المسيحيين الأتقياء، بحيث ظل المشفى يعمل حتى استولى الصليبيون على القدس عام 1099م. وقد خشي حاكم القدس الفاطمي افتخار الدولة من تعاون جيرار مقدم المستشفى الأمالفى مع الصليبيين المهاجمين ومن ثم ألقاه في السجن حتى أطلق سراحه الصليبيون بعد استيلائهم على القدس وسفك دماء أكثر من ثلاثين ألفا من سكان المدينة، من مختلف الديانات والأعراق بشهادة مؤرخي الحملة الصليبية الأولى. وباستيلاء الصليبيين على القدس وتأسيس مملكة بيت المقدس الصليبية لقيت هيئة الاسبتارية إقبال الكثير من المشاركين في الحملة والوافدين إلى المملكة، كما تمتعت برعاية
جود فري دي بويون Godefroi de Bouillon أول حكام المملكة الذي أغدق على المستشفى الهبات وبالرغم من البداية المتواضعة للمستشفى إلا أن أعمالها اتسعت في ظل رعاية ملوك الصليبيين الأوائل لها وتدفق المعونات من أوربا حتى صارت في منتصف القرن الثاني عشر تستقبل ألفين من المرضى في وقت واحد. وهكذا برز دور الهيئة منذ وقت مبكر من تاريخ التواجد الصليبي في الساحل الشامي وتدريجيا اتسع دورها في علاج أعداد غفيرة من جرحى الحرب التي لم تنقطع بين المسلمين والصليبيين، واتساع هذا الدور جذب الكثير من المتطوعين ولفت نظر البابوية في روما، ونتيجة للدور الكبير للهيئة اعترفت بها البابوية عام 1113م ووضعتها بشكل مباشر تحت رعاية بابا ،روما كما اعترفت بما حصلت عليه من منح وأملاك في الساحل الشامي وأوربا على حد سواء، بجانب إعفاء ممتلكات الهيئة من العشور الكنسية وجمع بعض هذه العشور لصالح الهيئة، بجانب اختيار مقدم الهيئة بالانتخاب ناهيك عن إنزال العقوبات الكنسية بالمعتدين على أملاك الهيئة.
|
|
يجب مراقبتها بحذر.. علامة في القدم تشير إلى مشاكل خطيرة
|
|
|
|
|
العلماء يحلون لغز بركان أدى إلى تجمد الأرض قبل 200 عام
|
|
|
|
|
رئيس جلسة العلوم الهندسية: بحوث مؤتمر جامعة الكفيل تقدم حلولًا عملية قابلة للتطبيق
|
|
|