أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-12
940
التاريخ: 2024-07-13
650
التاريخ: 2024-10-21
542
التاريخ: 2023-07-19
1203
|
كان «أوسركون الثاني» من أهم ملوك الأسرة الثانية والعشرين، وقد أبرزت أهميتَه الكشوف الحديثة التي عُملت في «تانيس».
وهو ابن الملك «تاكيلوت الأول» والملكة «كابس» كما ذكرنا من قبل في مناسبات عدة، ويلقب أحيانًا بلقب «ابن الإلهة باست»، وبخاصة في معبد «تل بسطه» أهم مركز لعبادة الإلهة «باست» في مصر، وهذا اللقب يجعلنا نميزه من الملوك الذين يسمون باسم «أوسركون» بعده.
وأحدث سنة له في الحكم هي التاسعة والعشرون (راجع Legrain. A. Z. XXXIV. p. 112 No. 14) ، وهذا الرقم — إذا صدقنا ما ذكره الأثري «أونجار» (راجع Ungar, Chronologie des Manethon. p. 236) ، وكذلك ما ذكره «بدج» (Budge, Hist. III p. 249) — يتفق مع التسع والعشرين سنة التي خصصها «مانيتون» جملة لمدة حكم أخلاف «أوسركون الأول».
وتدل الآثار الباقية على أن «أوسركون الثاني» قد اتخذ «رعمسيس الثاني» نموذجًا له، والظاهر أنه لم يكن يريد من أعماق قلبه أن يُقلِّد سلفه هذا بقدر ما في استطاعته وحسب، بل كان يريد أن يفوقه، وذلك باغتصاب آثاره، كأنه أراد أن ينتقم للملوك الذين اغتصب «رعمسيس الثاني» آثارهم؛ ولذلك تجده نقش اسمه على آثار كثيرة من آثار «بررعمسيس»؛ ولكن لأجل أن يكون تقليده «لرعمسيس الثاني» محبوك الأطراف اتخذ اسم شارته مثل اسم شارة «رعمسيس»: «الثور القوي صديق ماعت»، وكذلك كان طغراؤه الأول — على قدر المستطاع وعلى قدر ما تسمح به العقائد السائدة وقتئذ — مشابهًا للقب «رعمسيس الثاني»؛ فكان لقب «رعمسيس الثاني» «وسر ماعت رع ستبن رع»، وكان لقب «أوسركون الثاني» «وسر ماعت رع ستبن آمون»، ومن ذلك نرى أنه غيَّر «رع» بآمون. وقد سهل على «أوسركون» اغتصاب آثار «رعمسيس»؛ إذ كان ذلك لا يحتاج إلى تغيير كبير. وهذا الاغتصاب كان ظاهرًا في معبد «تل بسطه» بوجه خاص.
وأهم حادث يلاحَظ في تاريخ هذا المعبد في عهد «أوسركون الثاني» هو تعظيم عبادة الإلهة «باست»، وإبرازها هنا بوصفها المعبودة السائدة عبادتها في تلك البقعة. ومن هذا العهد نجد اسم الآلهة منقوشًا بحروف كبيرة في هذا المعبد، ولم يقتصر ذلك على التماثيل واللوحات بل على عقود قاعة المعبد والعُمُد، وكان غرض الملك من ذلك محو اسم الإله «ست»؛ إذ تدل الأحوال على أنه قد أمر بنزع اسمه حيثما وجد، غير أن هذا العمل لم يُنجَز بدقة بل أنجِز بإهمال ظاهر، فنجد مثلًا أن الإله «ست» كان ممثَّلًا على قمة العمد جالسًا ومعه علامة الحياة والصولجان في يديه؛ ففي كثير من الأحوال نجد أن رأس الحيوان الدال على الإله «ست» قد غُيِّر برأس أسد، وكذلك لباس رأس هذا الإله غُيِّر وأصبحت الصورة الجديدة تدل على الإله «ماحس» ابن الإلهة «باست»، وهو الذي كان يصور بصورة أسد وهو إله حربي؛ ولذلك بقيت كل الصفات التي كانت منقوشة مع الإله «ست» كما هي، وأصبحت تطلق على الإله «ماحس» العظيم القوة إله السماء (راجع Naville, Bubastis Pl. XIII E. F. G ) وهذا المحور والتغيير ظاهر في نقوش الإله «ست» الذي كان يعبده «رعمسيس الثاني»؛ حيث نجد أن أثر المحو لا يزال ظاهرًا (Ibid. Pl. XX).
وقد وصل إلينا كثير من نقوش «أوسركون الثاني» من معبد «بوبسطة» خلافًا للتي كانت تزين قاعة المعبد الثلاثيني (راجع Ibid Pl. XLIE-H).
ووجدنا على أحد العمد أن «أوسركون» قد ذُكر بوصفه متعبدًا للإله «ماحس» وهو ابن الإلهة «باست».
وتدل الأحوال على أنه كان يوجد مبنًى هامٌّ في هذه البقعة؛ لأنه وُجد بالقرب منها قطعة أساس عليها نهاية نقش بالحجم الطبيعي مصنوعة صنعًا دقيقًا، وعلى أحد جوانبها نشاهد «أوسركون» يقدم العين المقدسة للإلهة «باست» التي أنجبته؛ وذلك لتمنحه كل الأراضي التي ستضاعف عددها، وكل الشجاعة مثلما فعلت «لرع» (Ibid. Pl. XLI, E) ، وقد لقبت الإلهة «باست» هنا الكاهنة رئيسة الأسرار للإله «أتوم»، وعلى الجانب الآخر نفهم أن ابن «باست» وهو الإله «حور حيكون» قد مثِّلَ مقدِّمًا الحياة للملك «أوسركون الثاني».
|
|
أهمية مكملات فيتامين د خلال فصل الشتاء.. 4 فوائد رئيسية
|
|
|
|
|
علماء: قرص الشمس سيبدو أكبر في عام 2025
|
|
|
|
|
بالفيديو: بعثة الإغاثة الطبية التابعة للعتبة الحسينية في لبنان تقدم لاهالي صيدا المساعدات الطبية
|
|
|