أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-13
958
التاريخ: 10-1-2017
1756
التاريخ: 2023-07-08
1339
التاريخ: 2024-04-22
949
|
الأمير شيشنق مري آمون الكاهن الأكبر لآمون: يقول «مونتيه» في كتابه عن «أوسركون» الثاني (Les Construction et le Tombeau D’osorkon II p. ll): إن «ماعت كارع» وضعت ولدًا أسمته «شيشنق» وأصبح بسرعة رئيس الجيش والكاهن الأول «لآمون» ملك الآلهة وأميرًا، وكان ينتظر أن يرث الملك بعد وفاة والده ولكنه كان قد وضع اسمه في طغراء (راجع L. R. III pp. 330-331)، وعندما عثرنا في عام 1939 في حجرة استقبال قبر الملك «بسوسنس» على المومية كانت مزينة بزينة ثمينة، ومضطجعة في تابوت من الفضة لملك يحمل لقب: «حقا-خبر رع» — «شيشنق»، وهذا الاسم لم يذكر في كتاب «الملوك»، وقد سبب ظهور اسم هذا الملك الجديد دهشة، ولم يُعرف كيف يوضع اسمه في ترتيب الملوك خلفاء «شيشنق الأول»، وإني لا أتردد الآن في أن أضعه بعد الفرعون «أوسركون الأول»، وبذلك يوحَّد مع الأمير «شيشنق»، ولقب هذا الملك الجديد لا يختلف عن لقب مؤسس الدولة اللوبية (شيشنق الأول) إلا بعلامة بدلًا من علامة . وقد وُضع مع موميته سواران يدل ما جاء عليهما من نقوش على أن سلسلة نسبه متصلة مباشرة «بشيشنق الأول» (راجع Kemi. T. IX. p. 71 No. 228-229). والواقع أن معظم الذين دُفنوا في «تانيس» قد حملوا معهم بعض تذكارات من آثار أجدادهم، والأطباء الذين فحصوا عظام الملك «حقا-خبر-رع» «شيشنق» قد قدروا سنه بخمسين عامًا (راجع A. S. XXXIX. p. 459) ، وهذا ليس بالأمر المدهش؛ لأن والده حكم ستًّا وثلاثين سنة، ومن المحتمل أن حكم «شيشنق» كان قصيرًا جدًّا وليس فيه حوادث هامة. وقد كانت له زوجتان وابنان صار أحدهما فيما بعد كاهنًا، والآخر أصبح الكاهن الأول «لآمون» ملك الآلهة (راجع L. R. III p. 331)، في حين أن ابنًا آخر للملك «أوسركون الأول» يدعى «تاكيلوت» — وأمه تدعى «تاشد خنسو» التي لم تكن من نسل ملكي — قد تولى عرش البلاد، هذا ما قاله «مونتيه» على وجه التقريب، ولكن شواهد الأحوال تدل على أن «شيشنق الثاني» قد اشترك مع والده في الحكم مدة حياته، وكان «شيشنق» يحكم في طيبة ووالده يحكم في الدلتا، ولكن الأول توفي قبل والده على ما يظهر.
هذا، وقد ترك «شيشنق» الكاهن الأكبر عدة آثار عليها اسمه؛ منها تمثال لإله الفيضان (حعبي) محفوظ الآن بالمتحف البريطاني (راجع Budge,. Guide (1909). p. 211, L. R. III p. 299 & 331).
ومُهْدِي هذا التمثال لإله الفيضان هو «شيشنق» محبوب «آمون» الكاهن الأكبر «لآمون» وابن الملك «أوسركون»، وأمه هي «ماعت كارع» ابنة الملك «باسبخعنوت» (بسوسنس)، وهذا الملك الأخير هو كما قلنا من قبل لا يمكن أن يكون إلا ثاني ملك يحمل هذا الاسم، وآخر ملوك الأسرة الواحدة والعشرين. ومن ثَمَّ نعرف أن «شيشنق الأول» كما شرحنا من قبل قد وطَّد أواصر أسرته بزواج «أوسركون الأول» ابنه من ابنة «بسوسنس الثاني» (أو الثالث على حسب رأي «جوتيه»)، وقد أنجبت له ولدًا يدعى «شيشنق» وهو الذي نصبه والده كاهنًا أكبر للإله «آمون»، وقد علا شأن هذا الكاهن، حتى إنه اتخذ لنفسه الألقاب الملكية ووضع اسمه في طغراء وأصبح القائد لكل جيوش مصر. ولا نزاع في أن هذا الأمير كان قويَّ الشكيمة؛ حتى إنه — على الرغم من كونه الوارث للعرش — قد جعل طيبة تكاد تكون مستقلة أو شبه مستقلة عن حكومة الشمال التي كان يديرها والده.
والتمثال الذي نحن بصدده مصنوع من الحجر الرملي، وقد مثِّل واقفًا في مرعًى خصيب مملوء بالأعشاب النضرة بيديه الممتدتين إلى مائدة قربان يتدلى منها باقات القمح والأعشاب الخضراء والأزهار وطيور الماء. والتمثال مُهدًى لآمون رع من «شيشنق» ابن «أوسركون» والملكة «ماعت كارع»، وقد نُحت على العمود الذي خلف التمثال صورة «شيشنق» بيديه مرفوعتين تعبدًا (Egyptian Sculptures in the British Museum Pl. XLIII).
وهاك نص المتن الذي جاء على هذا التمثال:
صنعه الكاهن الأكبر لآمون رع ملك الآلهة محبوب آمون «شيشنق» لسيده «آمون رع» المهيمن على الكرنك؛ ليلتمس الحياة والسعادة والصحة وطول العمر وحياة مديدة سعيدة والقوة والنصر على كل أرض وعلى كل قطر … كل قوة وشجاعة ليأسر بلاده، سيد الجنوب والشمال القائد محبوب آمون «شيشنق» القائد العظيم لجيش «أوسركون الأول»، وأمه «ماعت كارع» ابنة الملك رب الأرضين محبوب آمون «حور باسبخعنوت» معطي الحياة والثبات والرضا مثل رع سرمديًّا.
وفي معبد الأقصر نقش محفوظ على الجدار الخلفي للردهة الأولى للمعبد خلف تماثيل «رعمسيس الثاني»، ومنه نعرف أن «شيشنق» هذا كان يحمل لقب الكاهن الأول لآمون ملك الآلهة وابن الملك «أوسركون الأول» (راجع Rec. Trav. XXXV. p. 133).
وفي خبيئة الكرنك عُثِرَ لهذا الكاهن الأكبر على تمثال من حجر البرشيا الأخضر، وقد مثِّل وهو يخطو إلى الأمام بقدمه اليسرى ويحمل على صدره عصًا يعلوها رأس إلهة تلبس قرص الشمس يحفه قرنان، وفي يده اليمنى منديل، ويلاحَظ أنه يلبس على رأسه شعرًا مستعارًا جميلًا ذا خصلات أنيقة تغطي الجزء الأعلى من الأذنين، أما جذعه فيغطيه قميص ذو كُمَّين قصيرين واسعين له ثنيات، ويغطي نصفه الأسفل سترة واسعة ذات ثنيات منظمة تنظيمًا أنيقًا لها ميدعة بارزة، وحول رقبته عقد مؤلف من صفين، ويحلِّي ذراعيه أربعة أساور، وأذناه مثقوبتان.
النقوش: وقد مثِّل على صدر هذا التمثال صورة الإله آمون منطلقًا نحو اليسار، كما مثِّلت صورة الإله أوزير محنطة ومنتصبة على الجزء البارز من تنورته، والظاهر من الصورة أن شكل أوزير قد رُسم بعد حفر ثنيات التنورة، ثم محيت الثنيات التي تحيط به، ونُقش على العمود الذي يستند عليه التمثال المتن التالي: «الكاهن الأول لآمون ملك الآلهة والقائد الأعلى للجيش والمقدم «شيشنق» المنتصر بن الملك رب الأرضين محبوب آمون «أوسركون»، وأمه كاهنة الإلهة «حتحور» ربة «أيونت» (دندرة) والأم الإلهية «لحور سماتوي» المسماة «ماعت كارع» ابنه الملك رب الأرضين …»
وصناعة هذا التمثال غاية في الجمال، ويعد من أحسن التماثيل المعروفة لنا في هذا العصر من حيث الفن والدقة، وطرازُه جميل جدًّا؛ إذ نجد أن الرأس غاية في الجمال، وهو في مجموعه يذكرنا بالتماثيل الجميلة المصنوعة من الخشب، وبخاصة تمثال «بنيوس» المحفوظ الآن بمتحف تورين (راجع Rec. Trav. T. II p. 176-177).
ويدل محو الثنيات على أن هذا التمثال مغتصَب. هذا ويلاحظ أن قدمي التمثال لم يُعثَر عليهما، أما الباقي منه ففي حالة حفظ جيدة. ويلفت النظر في هذا التمثال رَسْمُ صورة الإله «آمون» على الصدر، وصورة «أوزير» على الجزء الأسفل منه؛ فهل معنى ذلك أنه كان يتعبد لآمون الذي كان يعد وقتئذ الملك الحقيقي للبلاد، وبخاصة في «طيبة»، وإلى أوزير بوصفه ملك العالم السفلي، وبذلك يكون قد جمع بين حاكِمَيْ عالم الدنيا وعالم الآخرة؟
وعُثر في خبيئة الكرنك كذلك على تمثال آخر من الجرانيت الأسود يبلغ ارتفاعه 93سم (راجع Legrain, Ibid No 42193 Pl. 2)، وقد مثِّل ماشيًا وقابضًا بكلتا يديه على صورة «آمون»، واقفًا على قاعدة وله شعر مستعار مرسل تبرز منه أذناه، وعلى كتفه الأيسر جلد فهد، وفي قدميه حذاء. والنقوش التي على القاعدة هي: «آمون رع» رب تيجان الأرضين المشرف على الكرنك، ليته يعطي القوة للكاهن الأول «لآمون رع» ملك الآلهة (المسمى) «شيشنق المنتصر». وعلى الوجه الأيمن للمقعد نقرأ: «لقد أمر «آمون رع» رب تيجان الأرضين أن يكون للكاهن الأكبر «لآمون رع» ملك الآلهة «شيشنق» صادق القول عمرًا طويلًا في بيته على مائدة روحه، وأن يبقى زوجه «أبيا» وهو الذي جعل محبوبة قلبه تسير حتى تصل إلى سنين عدة.»
وعلى ظهر المقعد الأمامي كتب: «الكاهن الأول «لآمون رع» ملك الآلهة والقائد الأعظم للجيش، والمقدم «شيشنق» صادق القول ابن الملك رب الأرضين محبوب «آمون» «أوسركون».»
وعلى وجه عام نلحظ أن صناعة التمثال جميلة، وطرازه قوي بدرجة لا بأس بها.
والنقوش التي على هذا التمثال تدل على الرابطة الزوجية القوية في ذلك العصر؛ إذ نرى أنه قد عَمِل هذا التمثال وأهداه إلى «آمون» الذي كان يعد الإله الذي يشفي من الأوجاع والأمراض. وهذا يذكِّرنا بالنقوش التي عُثر عليها في طيبة في عهد الأسرة التاسعة عشرة، وهي التي كان يتضرع بها عامة الشعب للإله «آمون» — وبخاصة عمال جبانة «طيبة» — ليشفيهم من أوجاعهم ويبرئهم من عِلَّاتهم (راجع مصر القديمة جزء 6)؛ ولذا أهدى هذا التمثال للإله «آمون» اعترافًا من صاحبه بما أسداه إليه من جميل، وهو شفاء زوجه التي كانت مريضة.
تمثال الإله «بس»: أهدى الكاهن الأكبر «شيشنق» تمثالًا للإله «بس»، وهو محفوظ الآن بمتحف «آلن ويك كاسل» من أعمال إنجلترا (راجع Rec. Trav. XXX (1908) p. 160)، ومن نقوش هذا التمثال نعرف أن «شيشنق» هذا كان يلقب «الكاهن الأول لآمون رع» ملك الآلهة ورب الأرضين، والمقدم محبوب «آمون» «شيشنق» القائد الأعظم لجنود مصر كلها.
ومن نقوش هذا التمثال نعرف كذلك اثنتين من زوجاته وهما: «نس-تاوزيت-آخت»، وهي التي أنجبت له ابنه «أوسركون» الذي صار فيما بعد الكاهن الأكبر «لآمون» ملك الآلهة، وزوجته الأخرى المسماة «نس-لب-أشرو» التي أنجبت «حورسا آزيس»، وهو الذي صار فيما بعد الكاهن الأكبر «لآمون رع» ملك الآلهة.
وقد ذُكِرَ من قبل أن له زوجة أخرى تدعى «أبيا».
ونعرف فضلًا عما ذكر أن الكاهن الأعظم «شيشنق» هذا قد جاء ذكره في برديتين من بين أوراق بردي متحف «سنت بيترز برج» (راجع Lieblein, Aegyptische Denkmaler in Saint-Petersburg. p. 56–59; & Wreszinski Die Hohenpriester des Amon p. 30 No. 43).
ونجد في هاتين الورقتين أن اسمه قد ذُكِرَ كما جاء ذكر اسم زوجه «نس-تا-وزيت-آخت»، وهاتان الورقتان تُذْكَرَانِ أحيانًا باسم «ورقتي دنون» (راجع Maspero, Momies Royales p. 736-737)، وقد نشرهما في كتابه سياحة في الوجه القبلي (راجع Denon, Voyage dans la Haute Egypte Pl. 173–138;)، وهما لشخص يدعى «أوسركون»؛ ففي واحدة منهما ذكر بأنه كاهن «آمون رع» ملك الآلهة «أوسركون» صادق القول ابن الكاهن الأول «لآمون رع» ملك الآلهة «شيشنق» صادق القول ابن الملك رب الأرضين (محبوب آمون «أوسركون») معطي الحياة مثل «رع سرمديًّا».
وفي الورقة الثانية من هاتين الورقتين نجد اسم أمه: والدته «تاوزيت آخت» (راجع Maspero, Momies Royales p. 736-7; Labib Habashi A. S Tom LI p. 455).
تمثال «شيشنق» الكاهن الأول «لآمون»: عُثر على بقايا تمثال لهذا الكاهن في حفائر معبد «الأقصر» الحديثة، ولم يبقَ من هذا التمثال إلا القاعدة والقدمان، ويمكن أن تعرف من هذه البقية الضئيلة أنه كان ممثَّلًا واقفًا لابسًا نعليه، وفي يده صولجان ربما كان في نهايته رأس كبش، وقد كتب على قمة القاعدة سطر عمودي جاء فيه: «شيشنق» بن الملك سيد الأرضين «أوسركون» محبوب «آمون» وأمه ابنة الملك الشريفة «ماعت كارع».
تاكيلوت» بن «أوسركون»: «وهو الذي أصبح ملكًا على البلاد كما سنرى بعد.
الأمير «أورات»: جاء ذكره على نقوش مقاييس النيل في السنة الخامسة من الحكم المشترك لكل من «أوسركون الأول» «وتاكيلوت الأول» بوصفه ابن «أوسركون» رب الأرضين (راجع Lergrain, A. Z. XXXIV, 1896. p. 113 & Daressy, Rec. Trav. XXXV p. 144).
وكذلك جاء اسمه بوصفه كاهنًا أكبر لآمون على تمثال الكاهن الثالث لآمون المسمى «بادموت»، وهو صهر الكاهن الأكبر «أورات» (راجع legrain, lbid III No. 42215. p. 38).
ولدينا لهذا الكاهن الأعظم لوحة محفوظة بالمتحف البريطاني (رقم 1224) جاء عليها الألقاب التالية: «الكاهن الأعظم لآمون ملك الآلهة الذي يثبت القوانين الجميلة في أرض الجنوب، والقائد الأعلى للأرضين جميعًا، والمقدم «أورات» المنتصر ابن الملك رب الأرضين محبوب آمون «أوسركون».» ومن هذه اللوحة نعلم كذلك أن أخت «أورات» كانت مغنية وتسمى «شبسيت-دنيت» (راجع Guide to Egyptian Galleries Sculpture (1909) No. 777 p. 215 Pl. XXVIII).
الأمير نسبادد (سمندس) (أو «نسبانبدد»): وُجِدَ اسم هذا الأمير في نقوش مرسى الكرنك الخاصة بمقاييس النيل (الفيضان) في السنة الثامنة من عهد الكاهن الأكبر لآمون ملك الآلهة (المسمى) «نسبادد» المنتصر ابن الملك رب الأرضين محبوب آمون «أوسركون». ويلاحَظ أن اسم الملك لم يذكر هنا (راجع Legrain, A. Z. XXXIV (1896) p. 113)، وقد ذكر مرة أخرى في نفس نقوش المرسى بتاريخ السنة الرابعة عشرة؛ غير أن هذا التاريخ ليس مؤكدًا على وجه الإطلاق.
ومما سبق نعلم أن ثلاثة من أولاد «أوسركون الأول» قد تولوا رياسة الكهنة لآمون رع وهم: «شيشنق»، و«أورات»، و«سمندس».
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل: شراكتنا مع المؤسّسات الرائدة تفتح آفاقًا جديدة للارتقاء بجودة التعليم الطبّي في العراق
|
|
|