أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-30
220
التاريخ: 2024-07-09
576
التاريخ: 12-1-2017
2115
التاريخ: 2024-05-24
758
|
صعد «تحتمس» العظيم إلى السماء بعد أن جلس على عرش الملك أربعة وخمسين حولًا كاملًا، وقد أكَّدَ لنا ذلك قائدُه الأمين «أمنمحاب» في تاريخ حياته الذي ذكره لنا على جدران قبره؛ إذ يقول: «لقد أتَمَّ الفرعون حياتَه الحافلة بالسنين بشجاعة وسلطان ونصر من، السنة الأولى إلى السنة الرابعة والخمسين، في اليوم الثلاثين من الشهر الثالث من الفصل الثاني، وهو حكم الملك «منخبر رع»، ثم صعد إلى السماء واتحد مع الشمس، واندمجت الأعضاء المقدَّسة مع بارئها، وعندما انفلق الصباح وأشرقت الشمس وأضاءت السماء، تربَّعَ على عرش والده الفرعون «عا خبرو رع» أمنحتب الثاني، ولُقِّب بالألقاب الملكية«(1). وقد دُفِن تحتمس العظيم في مقبرة أعَدَّها لنفسه في «وادي الملوك»، وقد كُشِف عن هذه المقبرة في ربيع سنة 1898، وتقع على مسافة قصيرة من مقبرة «رعمسيس الثالث»، وجدرانها محلَّاة بصورة آلهة ونقوش من بينها قائمة طويلة بأسماء الآلهة، كما نُقِش عليها نسخة تامة من كتاب «ما يوجد في عالم الآخرة «. ويُشاهَد على عمود من عمد الحجرة الثانية «تحتمس الثالث»، تتبعه والدته «إزيس» وأزواجه وابنته «مريت آمون»، وعندما كُشِف عن قبره وُجِد التابوت خاويًا؛ وذلك لأن موميته قد نُقِلت من قبره إلى خبيئته «الدير البحري»، والظاهر أنها كانت قد عبث بها اللصوص في مخدعها الأخير، بعد أن هشموا التابوت الخشبي الذي كان يحتويها ونهبوا ما عليها من حلي، وقد حدث من جرَّاء ذلك أن أُصِيبت المومية بأضرار جسيمة، وتدلُّ شواهد الأحوال على أن الذين وضعوها ثانيةً في مخبأ «الدير البحري» قد أصلحوا الكفن، وهو مصنوع من الكتان الجميل، وقد نُقِش عليه تعاويذ من «كتاب الموتى»، كما وُجِد معه كذلك بعض الأثاث الجنازي، أهمه إوزة من الخشب، وفهود كذلك من الخشب، وتماثيل صغيرة وخواتم من الخزف المطلي، وتعاويذ عدة، ورمَّموا المومية قبل دفنها، فوضعوا الأجزاء التي كانت قد تفكَّكَتْ من الجسم في مكانها، ولأجل أن تصبح المومية متماسكة الأجزاء، وتأخذ شكلها الأصلي، وُضِعت بين أربع قطع من الخشب، كلٌّ منها بشكل مجداف، ولُوِّنت باللون الأبيض، ثلاث منها في داخل الكفن، وواحدة خارجه تحت الأشرطة التي رُبِط بها الكفن، ولحسن الحظ لم يُصَبْ وجهه بسوء؛ إذ كان قد غُطِّي بملاط من القار وقت التحنيط، وقد بقي سليمًا لم تُصِبْه يد اللصوص.
ولا يدل مظهر وجه «تحتمس الثالث» على نموذج المثل الأعلى لفاتح عظيم مثله، ومع أن تماثيله لا تُظهِره في صورة رجل جميل الطلعة، إلا أنها مع ذلك تدلُّ على أنه كان رجلًا مهذَّبًا ذا تقاسيم تنطق عن ذكاء، وإذا قرناها بصورته الأصلية، وجدنا أن المثَّال الذي نحتها كان كريمًا معه إلى حد بعيد؛ إذ نجد في الواقع محيا «تحتمس الثالث» لا ينمُّ عن أي جمال؛ إذ كان منخفض الجبين إلى درجةٍ تفوق المعتاد، ذا عينين غائرتين في محجريهما، وفك ضخم، وشفتين غليظتين، وخد بارز العظم جدًّا، فكل ملامحه إذن تذكِّرنا بملامح والده «تحتمس الثاني»، غير أن هيئته كانت تدل على مقدار عظيم من النشاط. وفي الحق إن «تحتمس الثالث» كان فلَّاحًا من السلالات المصرية القديمة الأصلية، قصير القامة، ممتلئ الجسم، سوقيًّا في صورته وملامحه، غير أنه مع ذلك لم تنقصه قوة العزيمة، وشدة البأس.
...................................
1- راجع: A. Z. XXI. p. 123.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|