كانت الإذاعة العراقية وحتى التلفزيون في وقت لاحق تستفيد من التمويل الحكومي ، وكانت المبادرة الاولى في ذلك السياق قد جاءت في العام 1936 مع تأسيس دار الإذاعة العراقية التي كانت هي المكلفة بتولي مهام التمويل وعبر ميزانية الدولة ، كما كانت ميزانية الإذاعة تستفيد من الرسوم والضرائب التي كانت تفرض على امتلاك وتشغيل الراديو قبل ان تقوم الحكومة بإلغاء الضريبة تلك وتحمل اعباء التمويل بالكامل بعد تحسن إيرادات مبيعات النقط العراقي ، وبعد تغيير النظام السياسي في العراق من الملكي إلى الجمهوري عقب ثورة الرابع عشر من تموز من العام 1958 وبعد تأسيس هيكلية إدارية للإذاعة والتلفزيون عرفت باسم المديرية العامة للإذاعة والتلفزيون والتي ألحقت بوزارة الإرشاد بدأت تتلقى التمويل من ميزانية الوزراء اثناء المدة ما بين الاعوام من 1954 وحتى 1972 ولاسيما بعد صدور قانون المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون وهو ما مكنها من امتلاك ميزانية مستقلة ، واستمرت في ذلك حتى العام 2003 قبل ان تتوقف عن العمل بشكل نهائي جراء الحرب الامريكية على العراق وما تبعها من احتلال عسكري وتدمير للمنشآت والبنى التحتية للمحطات الإذاعية والتلفزيونية . كما سمحت الحكومة العراقية في العام 1966 للتلفزيون ببث الاعانات التجارية للحصول على الايرادات المالية ، وكان الترخيص بذلك مقتصراً على التلفزيون دون الإذاعة واستمرت السياسة تلك حتى منتصف السبعينات حيث بدأت المؤسسات بالامتناع مؤقتاً عن بث الاعلانات على وفق توجيهات مركزية وكانت عائدات الاعلان المتحققة ما بين الاعوام من 1972 وحتى 1978 قد بلغت (60-70) ألف دينار سنوياً عن عائدات الاعلانات تلك ، كما ان المجلات التي كانت تصدرها الإذاعة (هنا بغداد) ومجلة (الإذاعة والتلفزيون) التي صدرت في العام 1970 ومجلة (فنون) الصادرة في العام 1978 حققت هي الاخرى بعض الموارد المالية البسيطة للمؤسسة (37) وكان قانون المؤسسة العامة للإذاعة التلفزيون اكد في المادة الرابعة المتعلقة بالتمويل على ان ميزانية المؤسسة تأتي عبر  :

1. منحة الحكومة السنوية التي يفترض ان لا تقل عن مليوني دينار .

2. اجور الخدمات التي تقدمها المؤسسة كالإعلان التجاري والحفلات والنشرات وكل ما تمتلك المؤسسة حق التصرف به.

 3. الهبات والتبرعات .

وبرغم المسيرة الطويلة للإذاعة العراقية خلال أربعة عقود من التأسيس والتطور إلا انها ظلت تراوح في مكانها وظلت بعيدة عن متطلبات التطور اعلامياً وهندسياً لأسباب كثيرة ، كما ان الدعم الكبير الذي كانت تتلقاه الإذاعة لم يشفع لها في دفع عجلتها إلى الامام.