المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



كيف ينمي الأطفال الذكاء العاطفي  
  
45   09:12 صباحاً   التاريخ: 2024-12-25
المؤلف : د. لورا ماركهام
الكتاب أو المصدر : آباء مطمئنون أبناء سعداء
الجزء والصفحة : ص151ــ156
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16/9/2022 2336
التاريخ: 25/12/2022 1163
التاريخ: 2023-04-25 1449
التاريخ: 2-5-2022 2402

يولد كل طفل وبداخله رغبة في التواصل بعمق مع غيره من بني البشر والاستمتاع بإتقان تخطي العقبات التي تمثلها الحياة. ذلك هو ما يجعل الإنسان سعيدا. لكن بعض الأطفال يتعثرون، أو يفقدون الأمل في تحقيق هذه الأهداف. فما الذي يعترض سبيلهم؟ الاحتياجات القوية التي تبقى من دون تلبية والعواطف القوية التي لا تسعهم إدارتها. تتمثل مهمتنا نحن الآباء في تلبية تلك الاحتياجات ومساعدة أطفالنا على تعلم إدارة تلك العواطف القوية، وبذا نساعدهم على بلوغ معدل ذكاء عاطفي عالٍ.

ألم تلاحظ الجزء الأصعب في مساعدة طفلتك على تعلم تنظيم عواطفها؟ لقد نشأ أغلبنا على الاعتقاد بأن العواطف خطيرة. وإن كنا عاجزين عن التسامح مع حزننا أو غضبنا، فلن نقدر على التسامح مع حزن طفلنا أو غضبه. وإن عجزنا عن تقبل خيبة أمل طفلنا أو غضبه أو حسرته، فنحن نرسل إليه رسالة مفادها أن مشاعره أخطر من أن يُسمح بها. ولن يمحو ذلك مشاعره لسوء الحظ. وإنما سيمنع طفلنا، فحسب، من تعلّم كيفية إدارتها.

التعاطف، أساس الذكاء العاطفي

أصبت بانهيار منذ بضعة أيام، واعترتني نوبة غضب بسبب شيء كانت تفعله ابنتي ذات الأعوام الأربعة. فتراجعت بضع خطوات إلى الوراء، من دون أن ترتبك، ونظرت إليَّ. اقتربت مني وفتحت ذراعيها لتعانقني قائلة: «تبدين مستاءة حقا». لقد شهدت تعاطفي معها ومع انهياراتها، وصارت قادرة على أن تشاركني السعي نحو التوازن، وأن تحملني عندما أحتاج إلى القليل من المساعدة في يومي".

- كانديس، أم لطفلة في سن الرابعة

التعاطف ليس أساس الذكاء العاطفي فحسب، بل هو أساس التربية الفعالة، كما قال جون جوتمان المؤلف مع دانيال جولمان كتاب (تنشئة طفل ذكي عاطفياً). لماذا؟ لأنه ضروري لمقدرتك على فهم طفلتك والتواصل معها. ولأنه سيمنعك من إسقاط مشكلات طفولتك الخاصة على طفلتك. ولأن، من دونه، لن تشعر طفلتك ببساطة بأنها محبوبة، بصرف النظر عن مدى حبك لها.

غالبًا ما يُعرّف التعاطف بأنه: رؤية الأمور من وجهة نظر الطرف الآخر. لكن التعاطف في الواقع هو نشاط بدني، يتحكم فيه الفص الجزيري في النصف الأيمن من دماغنا هل تذكر كيف تشكلت بنية النصف الأيمن من الدماغ خلال العامين الأولين قبل أن يتكلم طفلك؟ يعتقد العلماء أن النصف الأيمن من الدماغ هو ما يسترو الحميمية. يربط الفص الجزيري الدماغ بالقلب والجهاز الهضمي والجلد. لذلك عندما يخفق قلبنا، أو تتقلص معدتنا، أو يقشعر جلدنا، فهذا معناه أن الفص الجزيري يرسل إلينا رسالة. وعندما نحس بتعاطف عميق، نحس به داخل أجسامنا ذلك يعني أن التعريف الأدق للتعاطف هو الإحساس بالأمور من وجهة نظر الطرف الآخر.

عندما يسبغ أحد الأبوين نعمة التعاطف على طفلة تكافح، يغير ذلك الاتصال العميق كل شيء. التعاطف يوطد رابطة علاقتهما. يساعد التعاطف الطفلة على الشعور بأنها مفهومة، وأنها ليست وحيدة مع آلامها ومعاناتها. التعاطف يشفي. وتجربة التعاطف تعلّم الصغيرة أعمق الطرق التي يتواصل بها البشر، فتمنحها منصة انطلاق لكل علاقة مستقبلية.

كيف يطور الأطفال التعاطف؟ يحدث ذلك بشكل طبيعي، بوصفه جزءا من التطور العاطفي الصحي، ما دام الأطفال يتلقون التعاطف من القائمين على رعايتهم. ولعل هذا سبب أن التربية بالتعاطف تُعد هدية مضاعفة لطفلك: بالإضافة إلى تعاطفك الذي يساعده على تعلم إدارة عواطفه، فإن تلقي تعاطفك يساعده، أيضًا، على تطوير التعاطف تجاه الآخرين. منح التعاطف هو أيضًا هدية لك، لأن الأطفال الذين يشعرون بتعاطفك يكونون أكثر تعاونا في تقبلهم لتوجيهك. الترجمة: يجعل التربية أسهل كثيرا!

لكن معظم الآباء يجدون فكرة التربية بالتعاطف مثيرة للقلق. إذ كيف للمرء أن يفعل ذلك بالضبط؟

أنت تعرف الإجابة بالفعل. ففي كل مرة تقول فيها: «أعلم ما تشعر به» أو (يبدو أنك مررت بيوم صعب)، تكون متعاطفاً. في كل مرة تسمو فوق مشاعرك الخاصة لترى الأمور من وجهة نظر طفلك، ذلك تعاطف. يبدو الأمر بسيطا، أليس كذلك؟ لماذا إذن يتمتع التعاطف بكل هذه القوة؟ تخيل أن التعاطف مرآة تحملها لطفلك. إن تقبلك لما يشعر به وتفهمك له يساعدانه في التعرف على عواطفه الخاصة وتقبلها. ذلك هو ما يسمح للمشاعر بتفريغ شحنتها وبدء التلاشي. لسنا بحاجة إلى التصرف وفق عواطفنا أو حتى استلطافها، نحن بحاجة فقط إلى الاعتراف بوجودها لتحرير أنفسنا منها.

إن تقبلك لعواطف طفلك يعلمه أن حياته العاطفية ليست خطيرة ولا مخزية، بل إنها في الواقع حقيقة كونية ويسهل التحكم فيها. لقد مر الجميع بشعور كهذا، حتى إن هناك اسما له! يشعر بالفهم والقبول. يدرك أنه لن يترك وحيدا في مواجهة عواطفه القوية.

ما لا يُعد تعاطفا

* التساهل. يمكنك (وحريُّ بك) أن تضع الحدود. لكن المفتاح يكمن في أن تعترف باستياء طفلك من تلك الحدود. من المهم بالنسبة إلى طفلك أن تكون قادرًا على التسامح مع خيبة أمله منك وغضبه عليك، بالإضافة إلى كل عواطفه الأخرى.

* حل المشكلة. الهدف هو مساعدته على اجتياز مشاعر الانزعاج بحيث يمكنه البدء بالتفكير في الحلول بنفسه، وليس حل المشكلة نيابة عنه. عندما يعبر عن مشاعره حيال أمر ما، ترغب في الاستماع إليه والاعتراف به، وليس التعجيل بالحلول وذلك معناه أن عليك إدارة قلقك الخاص من المشكلة المطروحة (الأمر الذي يعني أن تنفض عنك مشاعرك القلقة، وتقاوم الإتيان بأي تصرف).

* الموافقة. إن تقبل مشاعره والاعتراف بها لا يعنيان موافقتك عليها أو تأييدك لها. أنت تُريه أنك تفهم لا أكثر، لا أقل. إذا كان سبق لك وشعرت بأنك مفهوم، فأنت تعرف كم هي عظيمة هذه الهدية.

* التقصي. (أخبريني كيف تشعرين) ليست تعاطفا. التعاطف هو الجلوس برفقة ما تريك إياه عن تجربتها، وليس نزع الضمادة لفحص الجرح.

* التحليل. (أظنك غاضبة بسبب شعورك بالغيرة، لأن اليوم هو عيد ميلاد أختك). التعاطف هو تقبل ما يعبر عنه أحدهم والبقاء معه، وليس إرباكه بالتنقيب في نفسيته – حتى وإن كنت على صواب. عبارة بسيطة مثل: تبدين عابسة اليوم، يا عزيزتي ستنفعها بشكل أكبر في ملاحظتها ما يجري. بل إن الكلمات نفسها ليست ضرورية، خصوصا مع تقدم عمر الأطفال، لأن تسمية المشاعر غالبا ما يُشعر الناس بأنهم يخضعون للتحليل أو الانتقاد. مجرد قول «همم...» أو «رائع!» أو «يؤسفني ذلك» بدفء وعطف سيساعد طفلتك على الشعور بأنها مفهومة.

* التهويل. طابِق رد فعلك مع مزاجه كونك محبطاً بعض الشيء لأن فريقه خسر مباراة كرة القدم لا يستحق منك رد فعل كما لو أن أحدهم قد مات.

* المجادلة مع الشعور. ذلك يُفقده الأهلية فحسب، ويُشعره بالذنب حیال شعوره. كما أنه يدفع العاطفة لتستقر تحت الإدراك الواعي، فيحمل معه في الأرجاء شعورًا سلبيًا متأهبا للظهور من جديد مع أدنى استفزاز.

* محاولة الترفيه عنها. لا شك أنك تريد مساعدتها في تجاوز مشاعرها المزعجة، لكنك لا تريد أن تعطيها رسالة مفادها أنك تحتاج إلى الهروب منها. فبمجرد أن تتاح لها فرصة آمنة لملاحظة العاطفة وتقبلها والتعبير عنها لنفسها أو لك، ستتبدد بشكل طبيعي. عندئذ ستشعر بجاهزية (للترفيه) في صورة تغيير المشهد والموضوع. وستكون قد أعطيتها رسالة مفادها أن كل ما فيها مقبول، بما في ذلك مشاعرها المزعجة.

ما يعد تعاطفا

* الاستماع والتقبل من دون ضغوط تدفعك إلى حل أي شيء. لست بحاجة إلى حل أي شيء، ولست بحاجة إلى موافقته على آرائه لكنك بحاجة إلى تقبل أحقية طفلك في مشاعره. لا تأخذ الأمر على محمل شخصي.

* المحاكاة والاعتراف والتأمل. (أنت غاضب بشدة من أخيك)، أو (يا إلهي! انظر إلى نفسك، كم ضقت ذرعا!)، أو (تبدو قلقا بشأن المبيت خارج المنزل).

* احترام الحدود الصحية. حقيقة أنك تتعاطف لا تعني أن تفقد إحساسك بالطمأنينة. يوضح تفهمك الدافئ أنك تفهم أنه يحسبها نهاية العالم، وفي الوقت ذاته قدرتك على البقاء منتظما من الناحية العاطفية تؤكد له أن ثمة ضوءا في نهاية النفق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.