أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-5-2017
4068
التاريخ: 18-1-2016
8016
التاريخ: 10-1-2018
3672
التاريخ: 2023-03-11
1418
|
(اهتمامنا أولا وأخيراً موجه للأسرة كمجموعة أصيلة هامة، يكون الطفل أو قد كان جزءاً هاماً منها). وكل تنظيم إداري يكون ضرره أكثر من نفعه إذا فشل في إدراك ذلك، وقد انتهى كاتبو الفقرة السابقة منذ أكثر من عشرين عاما إلى:
إن فشل كل من المؤسسات العامة والخاصة، وكذلك محاكم الأحداث ومدارس التدريب... الخ في الاهتمام التام بأنها تتعامل مع أفراد هم أعضاء في أسر، لهو الجواب على عدم نجاح الكثير من الخدمات التي تقدم إلى هؤلاء الأطفال، ولسوء الحظ لا تزال الحقيقة ناطقة بأن هناك ضعفا واضحا فيما تقوم به وكالات إيواء الأطفال، ويتمثل ذلك في نقص بحث الحالات بحثا إيجابيا مع عائلات الأطفال التي يعنيها الأمر. وقد تكون نتيجة ذلك تأخير عودة الأطفال إلى بيوتهم، أو ما هو أشد خطورة من ذلك، وهو الفصل الدائم بين الوالدين والأطفال.
وتتقدم رعاية الأطفال المهملين والمشردين شيئاً فشيئاً في معظم البلاد الغربية على الرغم من جمود الجمهور، وذلك نتيجة لنشاط طائفة قليلة من الناس المخلصين ذوي النية الحسنة. وقد تدفقت الإعانات الخيرية الخاصة، وخصصت بصفة أساسية لتقديم الطعام والمأوى لأطفال كانوا عرضة للموت لولا هذه الإعانات. ومع أن النتيجة غير مناسبة وغير وافية بالعرض، إلا أن هذا العمل العظيم يجب ألا ينسى. ويجب ألا يغيب عن البال، عند نقد الطريقة التي كانت تدار بها هذه الجهات الخيرية القديمة والمؤسسات الكبيرة، ما أدته من خدمات مخلصة بينما كان الجمهور بوجه عام يقف جانبا بلا مبالاة..
وقد شهدت السنوات الأخيرة اتجاها ظاهرا نحو توحيد الجهات الخيرية الخاصة والجمعيات وإقامة إدارة للخدمات ذات طابع عام. فقد اندمجت في الولايات المتحدة الأمريكية اتحادات الترفيه عن الأسرة ووكالات إيواء الأطفال معاً لمزايا تعود على كل منهما. ولم يحدث هذا الإندماج مع الأسف في غيرها من البلاد المتقدمة، ففي بريطانيا العظمى مثلا لا تزال خدمات رعاية الطفل منفصلة عن خدمات الأسرة، وذلك لأن السلطات الحكومية التي تولت رعاية الأطفال المشردين والتي أحدثت ثورة عظمى في رعاية الطفل كانت مقيدة بتوصية لجنة كيرتس التي أقرتها الحكومة، فانحصرت جهودها فيما يسمى (بالأطفال المشردين). ولأنها ملتزمة بهذا الإصلاح امتنعت عن بحث الاضطرابات الاجتماعية العميقة الكامنة وراء هذه الاصطلاحات. وكنتيجة لذلك نشأ موقف مضطرب لم تتحمل فيه أية سلطة مسئولية واضحة لمنع إهمال أو سوء علاج الأطفال في بيوتهم أو منع انهيار الاسرة. ومع هذا، كما يعرف كل الإداريين، فإن المسئولية الموزعة معناها الجمود.
ولهذا فإن الدرسين اللذين يمكن استخلاصهما من هذه التجارب هما:
(أ) رفاهية الطفل ورفاهية الأسرة وجهان لقطعة عملة واحدة ويجب أن يخطط لهما معا.
(ب) يجب توحيد وتحديد المسئولية إزاء كل منهما بوضوح.
والمبدأ الثالث الذي أشير إليه مرات كثيرة جداً هو:
(ج) يحتاج العمل لخير الأسرة والطفل إلى مهارة ويجب أن يدرب العاملون على ذلك تماماً.
وينبغي أن تكون إدارة رعاية الطفل قادرة أولا وقبل كل شيء على تقديم مساعدة فعالة إلى الآباء بما في ذلك الآباء المشكلين لتمكينهم من تهيئة حياة عائلية مستقرة وسعيدة للأطفال. ويجب أن تهتم برعاية الأم غير المتزوجة ومساعدتها إما على إعداد بيت للطفل وإما اتخاذ الترتيب اللازم للتبني. والمساعدة على إيجاد أقارب أو جيران يعملون كبديل للأم في حالة الطوارئ، وتهيئة إقامة قصيرة الأمد في الحالات الضرورية بينما يجري العمل لإعادة الحياة المنزلية الطبيعية، وتهيئة إقامة طويلة الأمد في حالة فشل كل الوسائل الأخرى. ويمكن أن تؤدي هذه الإدارة عملها في كفاية إذا توافرت لها السلطات القانونية والمالية اللازمة للقيام بكل هذه الأشياء، بالإضافة إلى الإخصائيين الاجتماعيين المدربين على تنفيذها. أما فيما يختص بالموظفين فإنها تحتاج إلى إخصائيين كما تحتاج إلى أطباء عموميين - إخصائيين في الأخذ بيد الأسر المشكلة، وإخصائيين في التبني. وإخصائيين في الرعاية الطويلة الأمد وغيرهم كثير. ولكن من الخطأ المغالاة في التخصص أو فقدان الصلة بين نوع من الإحصائيين والأنواع الأخرى، لأن الجميع معنيون بنفس المشكلة الأساسية ومعتمدون في عملهم على نفس العلوم الأساسية - علم الاجتماع، وسيكولوجية العلاقات الإنسانية. ويمكن أن يتحقق التعاون في الفكر والعمل إذا عملوا معا كشركاء في رعاية الأسرة والطفل.
وبناء على كل هذه الاعتبارات فإن الطريق الأمثل هو ما يمكن أن يكون ماثلا لذلك الذي سار فيه الطلب العلاجي في القرون الماضية، فقد كانت هناك في بادئ الأمر تبرعات خيرية فردية للمرضى والمحتاجين، وكانت غالبا لا تكفي لأكثر من إيوائهم، ولو أنه قد أضيف إلى ذلك بمرور الوقت علاج الأمراض العادية - ولم تحدث الثورة الكبرى في الطلب العلاجي إلا بعد أن عرفت بعض أسباب أمراض معينة، وأمكن اتخاذ إجراءات واسعة النطاق للحماية منها. ومع أن الطب العلاجي والقلب الوقائي لا يزالان منفصلين، فإن هناك إدراكاً متزايداً للحاجة إلى توحيد الخدمات الصحية التي يقوم بها عاملون مختصون متمرسون في علوم الطب والعلوم المتصلة بها، ومن المأمول أن يسير التقدم في توفير الرفاهية للأسرة وللطفل في اتجاه مماثل. وبما أن الهيئات المتطوعة تقوم في الوقت الحاضر بجزء فقط من هذه الخدمات وبخاصة عندما تهيء الرعاية للأطفال بعيداً عن البيت بينما لا تتخذ أية خطوات لتجنب إبعادهم أو لإعادة تكوين الأسرة، فإنه من الواجب أن تعيد تفحص برامجها فحصاً شاملا. وإذا كانت الحكومة هي التي تخطط لهذه الخدمات، فمن الضروري تغطية كل مشكلة وأن تعطى لها السلطة الكاملة لمساعدة الأطفال داخل أسرهم أو خارجها على حد سواء.
لقد ركزنا في كل ثنايا هذا الكتاب على الأهمية البالغة لرعاية الأم لطفلها في المحافظة على صحته العقلية. ولهذا فمن الواضح أنه يجب أن تتعاون إدارت رعاية الأسرة ورعاية الأطفال تعاوناً مباشراً في المستقبل، لامع بعضها البعض فحسب، بل مع إدارات الصحة العقلية، لأن الأهداف النهائية للإدارات الثلاث جميعاً واحدة، فوسائلها آخذة في التقدم على نسق أكثر تشابها، ووجوه نشاطها أصبحت معقدة ومتشابكة وصار كل منها قادراً إلى حد كبير على مساعدة الأخرى. ويجب أن يتعلم العاملون في ميدان الصحة العقلية، والعاملون في ميدان رعاية الأطفال، كيف يعملون معا. ولكي يكون لهذا أثره فستكون الحاجة ماسة دائماً إلى تعديل نظام كل منها. وليس من الضروري فقط أن يلم العاملون في ميدان رعاية الطفل بقواعد الصحة العقلية مثل إلمامهم الفعلي بقواعد الصحة الجسمية، بل يجب أن يتحمل العاملون في ميدان الصحة العقلية مشقة تعلم أشياء أكثر مما يعرفون الآن عن مشاكل الأسر ومشاكل الأطفال، وأيضاً عن العمل الذي يقوم به المختصون لصالحهم. ومن المرجح أن تكون مشورة كل من طبيب الصحة العقلية والعالم النفسي والباحث الاجتماعي المدرب على شئون الصحة العقلية ذات فائدة إذا كان كل منهم ملما حقيقة بأحوال الحياة اليومية. ولهذا السبب فإن أفضل الخدمات تقدم الآن عن طريق هيئات الترفيه عن الأسرة والطفل، التي لديها أعضاء من موظفيها مدربون على شئون الصحة العقلية، أو الهيئات التي كانت من الحكمة وحسن الطالع بحيث عينت مستشارين للصحة العقلية يخصصون الكثير من وقتهم وفكرهم لهذا العمل. ومن الممكن فقط عن طريق هذه الجهود المتعاونة باستمرار الوصول إلى الهدف العام أن ينمو الاحترام المتبادل والتفاهم الضروري للنجاح. ومن العبث إرسال حالات فردية بطريقة عرضية إلى طبيب الصحية العقلية المشغول بمشكلات أخرى، فقد يولد ذلك العداوة لدى كل من الجانبين.
|
|
للتخلص من الإمساك.. فاكهة واحدة لها مفعول سحري
|
|
|
|
|
العلماء ينجحون لأول مرة في إنشاء حبل شوكي بشري وظيفي في المختبر
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يحتفي بإصدار العدد الألف من نشرة الكفيل
|
|
|