المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

كيمياء البلاديوم ومعقداته
2024-07-18
Past and Present Uses of Phosphorus
6-11-2018
الطاقة النووية
30-5-2021
[أسماء الذين تولى قتلهم علي (عليه السلام) ببدر]
19-10-2015
المبادئ المشتركة بين القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان
6-4-2016
Muscular System
9-7-2021


أهمية أدب الأطفال  
  
3565   11:27 صباحاً   التاريخ: 28/9/2022
المؤلف : محمد حسن بريغش
الكتاب أو المصدر : أدب الأطفال أهدافه وسماته
الجزء والصفحة : ص41 ـ 46
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-12-2016 7957
التاريخ: 5-1-2023 1143
التاريخ: 8-1-2023 1205
التاريخ: 13-6-2017 17610

قبل الحديث عن أدب الأطفال لا بد من التوقف عند الأدب عامة؛ لأنه - في نظري - وسيلة من أهم الوسائل التي ينبغي استغلالها والتعامل معها بشكل إيجابي وخاصة في تربية الأطفال.

ولقد اهتم الأوروبيون بالأدب ونظروا إليه نظرة أبعد وأوسع مما نتصور، فهو في رأي بعضهم يأخذ مكان أشياء عديدة، (مكان الترحل أو الإقامة في بلاد غريبة، مكان الخبرة المباشرة، وبديل وهمي عن الحياة، ويمكن أن يستعمله المؤرخون كوثيقة اجتماعية)(1).

ويعدون الأدب أيضاً (نظاماً غير خاضع لاعتبارات الزمن)(2).

(وأنه مؤسسة اجتماعية، أداته اللغة)(3)، (وأنه شكل من أشكال الفلسفة)(4).

ولقد فطن أسلافنا إلى الأدب وعرفوا مكانته وتأثيره، واستخدمه المسلمون في ساعات الشدة أحسن استخدام. ففي القادسية جُمع القرّاء وذوي الرأي وأصحاب النجدة والمروءة، وكذلك جمع معهم الشعراء والخطباء، مثل: الشماخ، والحطيئه، وأوس بن معزاء، وعبدة بن الطيب، ودفعهم إلى ساحات القتال وقال لهم: (انطلقوا فقوموا في الناس بما يحق عليكم، ويحق لهم عند مواطن البأس... إنكم شعراء العرب وخطباؤهم، وذوو رأيهم ونجدتهم وسادتهم، فسيروا في الناس فذكروهم وحرضوهم على القتال، فساروا فيهم)(5).

وتمثلت معجزة الإسلام - القرآن الكريم - في أسلوب فني أدبي معجز، نفذ كالسحر في قلوب الناس، وفي قلوب أرباب الفصاحة والبيان وفرسان البلاغة والكلام فخضعوا لسلطانه، ووقعوا تحت تأثيره، واستجابت له نفوسهم وقلوبهم، فغير حياتهم، وبدل أفكارهم، وقلب موازين الأمور عندهم(6).

(ومن هنا كانت الكلمة أمانة.. إنها موقف ومسؤولية، وهي شرف والتزام ليست للدعابة، أو التسلية، أو تزجية أوقات الفراغ...)(7).

فالأدب في هذا العصر من أهم الوسائل المؤثرة في مسيرة الأجيال، وتربية النشء، وإدخال الأفكار، وتشكيل الوجدان. ولقد استفاد من هذه الوسيلة أصحاب المعتقدات الوضعية والفلسفات المادية حتى نقلوا عن طريقه إلى شعوب الأمة الإسلامية كل آرائهم وفلسفاتهم، وأدخلوا في نفوس الناشئة كل ما يريدون من معتقدات ومذاهب عن طريق الأقصوصة والرواية، والمسرحية، والشعر، والمقالة، والنقد، وباسم الفن، والمذاهب الغنية والأدبية.

وكان تقصير المسلمين في هذا الشأن واضحاً كبيراً، حتى غدوا عالة على غيرهم، يأخذون ويقلدون، ويتأثرون ويتابعون بمعرفة وغير معرفة، وكان نصيب أدب الطفل من هذا التأثر والتقليد كبيراً.

أهمية أدب الأطفال:

وأدب الأطفال مهم جداً في هذا المجال، لأنه يؤثر بطريقة مباشرة وغير مباشرة في عقل الطفل ووجدانه، ومثل هذا التأثير الذي يستجيب له الطفل بسهولة يحقق أهدافه المبتغاة منه، ولا سيما أن عقل الطفل في هذه المرحلة خامة لينة يمكن تشكيلها بالصورة التي نريد، ولأن نفسية الطفل - أيضاً - كالصفحة البيضاء يمكن أن نخط عليها ما نشاء. والطفل في مراحله الأولى يقنع بكل جواب، ويصدق كل ما يسمع من والديه وبيئته، كما أنه يقلد ما يراه من حركات وتصرفات، ولهذا كانت مسؤولية الوالدين أولا، والمربين - ومن بينهم الأدباء - كبيرة لتأثيرهم على الطفل.

ولا ينكر أحد أن أدب الأطفال يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأسرة(8)، فالجدة والجد، والأم والأب كانوا ينشدون لأطفالهم، لأن هذه الأناشيد ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمهام التربية، فهي وسيلة وغاية في وقت واحد... وكذلك كانت الحكايات والقصص المأخوذة من تاريخ الأمة، أو تقاليدها، وهي ترمز إلى بعض القيم، أو تستثير خيالات الأطفال.. كانت هذه الحكايات والقصص جزءاً من شخصية الجد والجدة والأب والأم في الأسرة بالنسبة للأطفال، ولا سيما أن تربية الأطفال عند المسلمين لا تقف عند تعليمهم، وإنما تمتد إلى تربية خلقهم، وبعث الصفات الحسنة، والصفاء في نفوسهم، وتنظيم العادات الطيبة فيهم، وهي ترسم للأطفال الطريق لتكوين الإنسان الناجح الصالح الذي ينفع دينه وأمته وأسرته ونفسه(9).

كيف لا والحديث الشريف يصف الولد بأنه ثمرة القلوب (الولد ثمرة القلوب)(10)، ولذا كانت النساء تنشد للأطفال، وترقصهم، وتبث من خلال هذه الاناشيد أسمى المعاني وأطيب الأخلاق، إضافة لإمتاعهم بهذا النشيد المنبعث من صدق الأمومة.

من هذا نرى كيف اهتم الإسلام بالطفولة، وكيف وضع الأسس الواضحة لتنشئة الأطفال تنشئة صالحة، والأدب أو الكلمة الطيبة كانت وسيلة مهمة، منذ أن اختار الله (عز وجل)، كتابه الكريم ليكون معجزة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، للعالم إلى يوم الدين. فهل كان الأدب بعيداً عن الطفولة؟، إن ذلك من الأمور التي لا يعقل أن يهملها المسلمون، لأنهم كانوا يقبلون على قراءة كتاب الله، ويحثون أطفالهم على سماعه وتلاوته وحفظه، وفي هذا ما فيه من تأثير شامل في الأذواق والسلوك والفكر والتجارب، فيه قصص الماضين، في إمداد الخيال إلى ما بعد الحياة، فيه رحلات عبر الكون وفي أعماق النفس، فيه استحثاث العقل الصغير على التفكير والإبداع والتخيل، والفهم والتدبر، فيه تربية وإعداد وسلوك.

وكذلك هناك الجلسات التربوية لسماع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، في أحاديثه المتنوعة.. في تلك الحكم البليغة والأحاديث العظيمة وهناك الشعر، وقصص الماضين، وهناك حديث الإسراء والمعراج التي كانت أسبق من أي نص في إثارة العقل ودفعه للتخيل، والتفكير.

وهناك القصص الكثيرة على ألسنة الحيوانات: على لسان الطير والنمل، وحديث عن النحل، وحديث عن البقرة، إلخ.

ثم ألم يخرج الأطفال مع الكبار لاستقبال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، عندما هاجر إلى المدينة، وانتظروا ثم انتظروا حتى أحرقتهم الشمس، ولما وصل بعد طول انتظار استقبلوه بهذا النشيد العذب:

طلع البدر     علينا         من ثنيات الوداع

وجب الشكر  علينا         ما دعا لله داع(11).

الأدب عند أطفال المسلمين، أو أدب الطفل عند المسلمين عاش مع الأدب الإسلامي جنباً إلى جنب، لكنه لم يعرف هذه المصطلحات والتقسيمات التي كلف بها العصر الحديث، إنه الأدب الذي عاش مع كتاب الله، وسنة رسوله، ومع سيرة الدعوة وأسهم في إعداد الأجيال المتعاقبة.

(فأدب الأطفال هو النتاج الأدبي الذي يتلاءم مع الأطفال حسب مستوياتهم وأعمارهم، وقدرتهم على الفهم والتذوق، وفق طبيعة العصر، وبما يتلاءم مع المجتمع الذي يعيشون فيه... ولا يمكن أن نبحث عن أدب الطفل بالصورة التي يعرفها هذا العصر، كما لا يمكن أن نبحث عن أي لون أدبي، أو عن أي علم بالصورة التي نعرفها اليوم. فكل عصر له سماته وله طبيعته، وله أذواقه وأسلوبه).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ نظرية الأدب: رينيه ويليك، وأوستن دارين، ترجمة محيي الدين صبحي / 31، ط3.

2ـ المصدر السابق / 40.

3ـ المصدر السابق / 97.

4ـ المصدر السابق / 115.

5ـ الطبري 3 / 533، وانظر كتاب: نحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد: للدكتور عبد الرحمن الباشا رحمه الله / 86.

6ـ الزينة في الكلمات الإسلامية العربية 24- 25، نقلا عن كتاب: النظرة النبوية في نقد الشعر: الدكتور وليد قصاب / 10.

7ـ المصدر السابق / 24- 25.

8ـ أدب الأطفال في ضوء الإسلام: للدكتور نجيب الكيلاني/ 21.

9ـ التربية والتعليم: د / أحمد شلبي / 292.

10ـ الهيثمي في مجمع الزوائد / 8 - 155، كتاب البر والصلة، رواه أبو يعلى والبزار عن أبي سعيد.

11ـ انظر في أدب الأطفال: د / الحديدي / 219، ط 5، وانظر كتاب: تأديب الناشئين بأدب الدنيا والدين / 118، تحقيق محمد إبراهيم سليم، وكتاب: أدب الأطفال ومكتباتهم: سعيد أحمد حسن / 6. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.