المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6329 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
اختبار تحلل الأسكولين Esculin Hydrolysis
2024-12-21
أحكام التخلي
2024-12-21
موجبات الوضوء
2024-12-21
حفظ الاغذية بالتجفيف
2024-12-21
طبقات الغلاف الجوي
2024-12-21
التوزيع المكاني للأمطار في العالم
2024-12-21



حقيقة التوكل  
  
23   08:22 صباحاً   التاريخ: 2024-12-21
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الأخلاق في القرآن
الجزء والصفحة : ج2/ ص171-174
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / الفضائل / الاخلاص والتوكل /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-7-2016 1988
التاريخ: 18-7-2016 2198
التاريخ: 5-6-2021 2966
التاريخ: 18-7-2016 1537

رأينا في ما تقدّم أنّ (التوكل) من مادّة (وكالة) ، بمعنى ايداع الامور إلى الله تعالى والاعتماد على لطفه ورحمته ، وهذا لا يعني أن يعيش الإنسان حالة التكاسل وعدم التحرّك في نشاطات الحياة بل عليه أن يبذل ما امكنه من السعي والجهد في سلوك طريق الحياة بجدّية ولكنه في نفس الوقت يعيش حالة التوكل على الله بالنسبة إلى ما لا يجد في نفسه القدرة على تذليل الصعاب ويستمد من ألطافه الجلية والخفية في ما يمنحه القدرة على الإستمرار في هذا الطريق.

ويقول أحد علماء الأخلاق المعروفين في تفسير التوكّل : «اعلم أنّ التوكل منزل من منازل الدين ومقام من مقامات الموقنين ، بل هو من معاني درجات المقربين ، وهو في نفسه غامض من حيث العلم وشاق ، وقال (عليه‌ السلام) : لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده ، بل انظروا إلى خلقه وعمله.

ووجه غموضه من حيث العلم أنّ ملاحظة الأسباب والاعتماد عليها شرك في التوحيد ، والتباعد عنها بالكلية طعن في السنّة وقدح في الشرع ، والاعتماد على الأسباب انغماس في غمرة الجهل.

والتحقيق فيه أنّ التوكل المأمور به في الشرع هو اعتماد القلب على الله في الامور كلّها وانقطاعه عمّا سواه ، ولا ينافيه تحصيل الأسباب إذا لم يكن يسكن إليها ، وكان سكونه إلى الله تعالى دونها مجوزاً أن يؤتيه الله مطلوبه من حيث لا يحتسب دون هذه الأسباب الّتي حصلها ، وأن يقطع الله هذه الأسباب عن مسبباتها».

ثمّ يضيف قائلاً : «وليس معنى التوكل ـ كما يظنه الحمقى ـ أنّه ترك الكسب بالبدن وترك التدبير بالقلب ، والسقوط على الأرض كالخرقة الملقاة واللحم على الوضم ، فإنّ ذلك جهل محض ، وهو حرام في الشرع ، فإنّ الإنسان مكلف بطلب الرزق بالأسباب الّتي هداه الله إليها من زراعة أو تجارة أو صناعة أو غير ذلك ممّا أحلّه الله» ([1]).

ونقرأ في (المحجّة البيضاء) في بحث حقيقة التوكّل قوله : «إعلم أنّ التوكّل من أبواب الإيمان وجميع أبواب الايمان لا تنتظم إلّا بعلم وحال وعمل والتوكل كذلك ينتظم من علم هو الأصل ، ومن عمل هو الثمرة ، وحال هو المراد باسم التوكّل».

ثمّ يشرع بذكر بعض التفاصيل عن عنصر العلم الّذي يمثل الأساس للتوكل ، وبعد بيان مطول يصل إلى ذكر حقيقة التوكل الّتي هي عبارة عن الأساس الّذي يبتني التوكل عليه ، وحاصله أن ينكشف لك أن لا فاعل إلّا الله ، وأن كلّ موجود من خلق ورزق وعطاء ومنع وحياة وموت وغنى وفقر إلى غير ذلك فالمنفرد بابداعه واختراعه هو الله تعالى لا شريك له ، وإذا انكشف لك هذا لم تنظر إلى غيره بل كان منه خوفك وإليه رجاؤك وبه ثقتك وعليه اتكالك فإنه الفاعل على الانفراد دون غيره ، وما سواه مسخّرون لا استقلال لهم بتحريك ذرّة في ملكوت السماوات والأرض» ([2]).

وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي الأكرم (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) عند ما سُئل : «مَا التَّوَكُّلُ عَلَى اللهِ عَزَّ وجلَّ؟ فَقَال (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) : الْعِلْمُ بِانَّ الْمَخْلُوقَ لَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ وَلَا يُعْطِي وَلَا يَمْنَعُ وَاسْتِعْمَالُ الْيَأْسِ مِنَ الْخَلْقِ».

ثمّ قال (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) : «فَاذَا كَانَ الْعَبْدُ كَذَلِكَ لَمْ يَعْمَلْ لِاحَدٍ سِوَى اللهِ وَلَمْ يَرْجُ وَلَمْ يَخَفْ سِوَى اللهِ ، وَلَمْ يَطْمَعْ فِي احَدٍ سِوَى اللهِ ، فَهَذَا هُوَ التَّوَكُّلُ» ([3]).

ونقرأ في حديث آخر أنّه سُئل الإمام (عليه‌ السلام) عن حقيقة التوكل فقال : «لَا تَخَافُ سِوَاهُ» ([4]).

ويستفاد من هذه العبارات أنّ روح التوكل هي الانقطاع إلى الله وهجر التعلق بالمخلوقات والأسباب ، وما لم يصل الإنسان إلى هذه المرتبة فهو بعيد عن حقيقة التوكل ، وكذلك يستفاد من الروايات الرفض الأكيد للمفهوم السلبي من التوكل ، أي ترك الاستفادة من الأسباب المادية ، فقد ورد في حديث معروف أنّ رجلاً اعرابياً ترك ناقته وجاء إلى رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) قائلاً : «تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ» فقال له النبي (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) : «اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ» ([5]).

ولهذا السبب ورد في الآيات الكريمة والسنّة النبوية نصوص كثيرة توجب على المؤمنين الأخذ بالأسباب الظاهرية وأنّ ذلك لا يتقاطع مع روح التوكل من قبيل قوله تعالى : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ ...)([6]).

ومن جهة اخرى نرى أنّ القرآن الكريم يبيّن للمسلمين كيفية صلاة الخوف ويقول : (... وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ...)([7]).

وعلى هذا الأساس نرى أنّ القرآن الكريم يوجب على المسلمين الأخذ بأدوات الحذر والحيطة تجاه العدو حتّى في حال الصلاة ، فكيف الحال في الموارد الاخرى؟

إن النبي الأكرم (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) نفسه لم يتحرك في هجرته من مكّة إلى المدينة من موقع اللامبالاة بالخطر وبدون تخطيط مسبق والاكتفاء بقول (تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ) ، بل تحرك على مستوى اغفال العدو بأن طلب من الإمام علي (عليه‌ السلام) من جهة أن ينام على فراشه إلى الصباح ، ومن جهة اخرى خرج من مكّة ليلاً وعلى أتم السريّة والخفاء ، ومن جهة ثالثة لم يتوجه شمالاً صوب المدينة مباشرة ، بل توجه نحو الجنوب قليلاً وبقي في غار ثور لثلاثة أيّام مختفياً عن الأنظار ، وعند ما يأست قريش من العثور عليه خرج من الغار متوجهاً إلى المدينة مستديراً حول مكّة وكان يسير ليلاً وأحياناً يسلك الطرق غير السالكة حتّى وصل إلى المدينة.

إذن ، فروح التوكل الّتي كان يعيشها النبي الأكرم (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) بجميع وجوده واحساساته لم تمنعه من الأخذ بالأسباب الظاهرية.

وأساساً فإنّ مشيئة الله تعالى قائمة على أساس أن يأخذ الناس في حركتهم لتحقيق مقاصدهم بالأسباب والوسائل الموجودة كما ورد في الحديث الشريف عن الإمام الصادق (عليه‌ السلام) حيث قال : «ابَى اللهَ انْ يَجْرِيَ الأَشْيَاءَ الّا بِاسْبَابٍ فَجَعَلَ لِكُلِّ شَيْءٍ سَبَباً» ([8]).

وعليه فإنّ اهمال عالم الأسباب والمسببات ليس فقط لا يعدّ من التوكل ، بل هو في الواقع اهمال للسنن الإلهيّة الموجودة في عالم الخلقة ، وهذا ممّا لا ينسجم مع روح التوكل.

ونختم هذا الكلام برواية تتعلق بزمان النبي موسى (عليه‌ السلام) حيث ورد «أنّ موسى (عليه‌ السلام) اعتلّ بعلّة فدخل عليه بنو إسرائيل فعرفوا علّته فقالوا له : لو تداويت بكذا لبرأت. فقال : لا أتداوى حتّى يعافيني من غير دواء ، فطالت علّته فقالوا له : إن دواء هذه العلّة معروف مجرّب وإنّا نتداوى به فنبرأ. فقال : لا أتداوى ، فدامت علّته فأوحى الله إليه : «وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا ابْرَأْتُكَ حَتَّى تَتَدَاوَى بِمَا ذَكَرُوهُ لَكَ» ، فقال لهم : داووني بما ذكرتم ، فداووه فبرأ ، فأوجس في نفسه من ذلك ، فأوحى الله إليه : «ارَدْتَ انْ تَبْطُلَ حِكْمَتِي بَتَوَكُّلِكَ عَلَيَّ ، فَمَنْ اوْدَعَ الْعَقَاقِيرَ مَنَافِعَ الْاشْيَاءَ غَيْرِي» ([9]).

هذا الحديث الشريف يوضّح لنا حقيقة التوكل.

وعند ما نرى أنّ إبراهيم الخليل (عليه‌ السلام) لا يمدّ يده إلى الملائكة في اللحظات الحرجة ولا يطلب إليهم انقاذه من نار نمرود فإنّ ذلك لا يتعارض مع مسألة الاستفادة من الأسباب الطبيعية الّتي قرأناها في سيرة النبي موسى (عليه‌ السلام) ، لأن التوسل بالأسباب المادية والطبيعية لم تكن واردة في قصّة إبراهيم (عليه‌ السلام) بل تحكي عن نوع من الاستمداد وطلب النجاة من الأسباب الغيبية وغير الطبيعية ، ولهذا لم يقبل إبراهيم (عليه‌ السلام) في هذه المرحلة بالذات أن يمد يده إلى ما سوى الله تعالى (فتدبّر).


[1] أخلاق شبّر ، ص 275 مع التلخيص.

[2] المحجة البيضاء ، ج 7 ، ص 273.

[3] بحار الأنوار ، ج 68 ، ص 138 ، ح 23.

[4] بحار الأنوار ، ج 68 ، ص 143 ، ح 42.

[5] المحجّة البيضاء ، ج 7 ، ص 426 ، كنز العمّال ، ح 5687 و 5689.

[6] سورة الأنفال ، الآية 60.

[7] سورة النساء ، الآية 102.

[8] اصول الكافي ، ج 1 ، ص 183 ، ح 7.

[9] المحجّة البيضاء ، ج 7 ، ص 432.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.