المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



ترجمة أبي عبد الله المكودي  
  
62   06:11 مساءً   التاريخ: 2024-12-03
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج6، ص: 243
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-06-2015 2750
التاريخ: 29-12-2015 3022
التاريخ: 28-1-2021 5535
التاريخ: 24-7-2016 4348

وقال لسان الدين في ( الإكليل) في ترجمة أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن المكودي الفاسي ما نصه: شاعر لا يتقاصى ميدانه ، ومرعى بيان رف غضاه وأينع ستعدانه ، يدعو الكلام فيه طيع لداعيه ، ويسعى في اجتلاب المعاني فتنجح مساعيه، غير أنه أفرط في الانهماك، وهوى إلى السمكة من أوج السماك ، قدم على هذه البلاد من رهق تلمسان حين الحصار ، صفر اليمين واليسار من اليسار ، ، فل هرى أنحى على طريفه وتلاده ، وأخرجه من بلاده، ولما جد به البين ، وحل هذه البلدة بحال تقتحمها العين ، والسيف بهزته لا بحسن بزته ، دعوناه إلى مجلس أعاره البدر هالته ، وخلع عليه الأصيل غلالته ، وروض تفتح كمامه ، وهمى عليه غمامه ، وكأس أنس تدور ، فتتلقى نجومها البدور ، فلما ذهبت المؤانسة بخجله ، وتذكر هواه ويوم نواه حتى خفنا حلول أجله ، جذبنا للمؤانسة زمامه ، واستسقينا منه غمامه ، فأمتع وأحسب ، ونظر ونسب ، وتكلم في المسائل ، وحاضر بطرف الأبيات وعيون الرسائل ، حتى نشر الصباح رايته ، ، وأطلع النهار آيته ، فمما نسبه إلى نفسه وأنشدناه قوله:

مفلتاً

غرامي فبك جل عن القباس              وقد سقيتنيه بكل كاس

ولا أنسى هواك ولو جفاني                عليك أقاربي طراً وناسي

 

 

                                                       243

 

ولا أدري لنفسي من كمال      سوى أني لعهدك غير ناسي

وقال:

بعثت بخمر فيه ماء وإنما              بعثت بماء فيه رائحة الخمر

 فقل عليه الشكر إذ قل سكرنا        فنحن بلا سكر، وأنت بلا شكر

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.