المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

التحضر ومشكلات المدن - تاريخ التحضر
2-3-2020
استخدامـات و منافع تطبيـق مواصفات 9000 ISO
2-4-2021
الروح والجسد
24-03-2015
عدسة ثابتة البؤرة fixed-focus lens
5-5-2019
الجعالة
23-9-2016
جواز النظر إلى الخطيبة
2023-11-22


استحباب نِساء قريش وبني هاشم  
  
173   06:23 مساءً   التاريخ: 2024-11-10
المؤلف : السيد علي عاشور العاملي
الكتاب أو المصدر : تربية الجنين في رحم أمه
الجزء والصفحة : ص49ــ52
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /

في الوسائل رقم: 24965 - مُحمَّد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عُميرٍ عن حماد بن عُثمان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) خير نساءٍ ركبن الرّحال نِساءُ قُريش أحناهُنَّ على ولدٍ وخَيرُهُنَّ لِزوج(1).

وفيه رقم: 24966 - وعن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن إسحاق بن عمَّارٍ عن أبي بصيرٍ عن أحدهما (عليه السلام) قال: خطب النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله) أُمَّ هَانِي بنت أبي طالب فقالت: يا رسُول اللَّه إِنِّي مُصابةً في حجري أيتام ولا يصلح لك إلا امرأةٌ فارغة فقال رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) ما ركب الإبل مِثْلُ نِساء قريش أحنى على ولدٍ ولا أرعى على زوج في ذات يديه.

وفيه رقم: 24967 - وعن عِدَّةٍ مِن أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن غير واحِدٍ عن زياد القندِي عن أبي وكيع عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث الأعور قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): خيرُ نِسَائِكُم نِسَاءُ قُرِيشِ ألطَفُهُنَّ بِأَزواجِهِنَّ وأرحمُهُنَّ بِأولادِهِنَّ المجُونُ لِزوجها(2) الحصان عـلـى غـيـره قـلنا ومـا المجُونُ قال: الَّتِي لا تمنَّعُ(3).

وفيه رقم: 24969 - الحسنُ بن مُحمَّدٍ الطُّوسِيُّ في الأمالي عن أبيه عن المفيد عن ابن الصلت عن ابن عُقدة عن عليّ بن مُحمَّدٍ العلوِيِّ عن جعفر بن محمد بن عيسى عن عبيد الله بن علي عن الرّضا عن آبائِهِ: عن النَّبِي (صلى الله عليه وآله) قال: كُلُّ نسبٍ وصهرٍ مُنقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي(4).

نظرة في الروايات

أقول: لعل المراد من الحثّ على الزواج من نساء قريش التأكيد على تكثير نسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) خصوصاً والأشراف عموماً.

مضافاً لما ورد في فضل بني هاشم نحو ما عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول (صلى الله عليه وآله): ((إن الله اصطفى كنانة من بني اسمعيل واصطفى من بني كنانة قريشاً واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم)) أخرجه مسلم والترمذي(5).

وعن عائشة قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((قال جبريل (عليه السلام): قلبت الأرض مشارقها ومغاربها فلم أجد رجلاً أفضل من محمد (صلى الله عليه وآله) وقلبت الارض مشارقها ومغاربها فلم أجد بني أب أفضل من بني هاشم))(6).

وعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ((يا بني هاشم إني سألت الله عزّ وجلّ لكم أن يجعلكم نجباء رحماء، وسألته أن يهدي ضالكم ويؤمن خائفكم ويشبع جائعكم)) الحديث بكامله أخرجه الطبراني في الصغير(7).

وفي كنوز الحقائق أنه (صلى الله عليه وآله) قال: ((بنو هاشم خير العرب وخير البرية)). أخرجه الديلمي(8).

وعلى من يتزوج من النسب الشريف أن يرعى حرمتهنّ وقرابتهن من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلا يظلمها ولا يضربها ولا يسبها ولا يهينها، لما فيه من أذية لرسول الله وآله الطاهرين عليهم السلام.

بل عليه أن يكرمها فإن له بذلك أجر وثواب يكافيه عليه رسول الله لأنه يعتبر مودة له قال تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ} [الشورى: 23].

وقال الشيخ عبد الوهاب الشعراني في كتابه ((اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الاكابر)): (ويجب الاعتقاد وجوب محبة ذرية نبينا محمد (صلى الله عليه وآله)، وأكرامهم واحترامهم، وهم الحسن والحسين ابنا فاطمة رضي الله عنهم وأولادهما الى يوم القيامة، وأن نكره كل من آذى شريفاً ونهجره ولو كان من أعز أصحابنا؛ لقول تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23](9).

(ونقل) (السيد السمهودي في كتابه ((جواهر العقدين)) عن ((توثيق عرى الإيمان)) للبارزي نقلاً عن الشيخ العلامة العارف بالله أبي الحسن الحراني في كلامه على الإيمان التام بخير الأنام (صلى الله عليه وآله) قال: إن خواص العلماء رحمهم الله من هذه الأمة يجدون لأجل اختصاصهم بهذا الإيمان محبة خاصة لنبيهم، وتقرباً له في قلوبهم، حتى يجدوا إيثاره على أنفسهم وأهليهم وأموالهم، ويحبون بحبه قرابته وذريته وذرية أصحابه، ويجدون لهم في قلوبهم مزية على غيرهم، ويستحبون أن يعينوهم ويدنوهم رعاية لآبائهم، وعلماً باصطفاء نطفهم الكريمة قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} [الطور: 21]. فلا يكونون كمن ليست له سابقة.

قال: وبالحقيقة لا يعد من المؤمنين من لم يجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وذريته أحب إليه وأعز عليه من أهله وولده والناس أجمعين).

ثم قال في موضع آخر: (ومن علامة محبته (صلى الله عليه وآله) ومحبة ذريته وإكرامهم والإغضاء عن اعتقادهم، فما انتقد ذرية محمد (صلى الله عليه وآله) محب لمحمد قط ، ومن علامات محبته محبة أصحابه ، ومن علامات محبة اصحابه محبة ذريتهم، وخصوصاً أولاد الصديق والفاروق وعثمان وسائر العشرة وذريتهم وسائر أولاد المهاجرين والأنصار ، وأن ينظر إليهم اليوم نظره الى آبائهم بالأمس لو كان معهم ، ويعلم أن نطفهم طاهرة وأن ذريتهم ذرية مباركة ، وأن يغض المؤمن عن انتقاد أولاد الصحابة كما غض عن انتقاد ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام)، لأنهم قوم شرف الله ذريتهم وأخلاقهم، فلا تغلب عليها أفعالهم كما تغلب الأفعال من أقدارهم بحسب أفعالهم) انتهى ما قاله السمهودي(10).

______________________________

(1) الرحال: بالحاء المهملة جمع رحل وهو مركب البعير ولعله كناية عن إذهاب العروس إلى بيت زوجها بناءً على عادة العرب من إجلاس العروس على الإبل المرحل عند ذهابها إلى بيت زوجها. و(أحناه) في النهاية: الحانية التي تقيم على ولدها ولا تتزوّج شفقة وعطفاً، ومنه الحديث في نساء قريش: أحناه على ولد وأرعاه على زوج، إنّما وحّد الضمير في أمثاله ذهاباً إلى المعنى تقديره أحنى من وجد أو خلق أو من هناك. وهو كثير في العربية.

(2) المجون: الصلب الغليظ ومن لا يبالي قولاً وفعلاً.

(3) الكافي: 5 / 26 ح 2 - 3.

(4) وسائل الشيعة ج: 20 ص: 38.

(5) صحيح مسلم: 15 / 38 ح 5897 أول كتاب الفضائل، وسنن الترمذي: 5 / 583 أول كتاب المناقب ح 3605.

(6) فضائل الصحابة: 2 / 628 ح 1073.

(7) المعجم الاوسط: 373/8 ـ 7757، واحياء الميت للسيوطي: 246.

(8) الفردوس: 2 / 29 ح 2180 ط. دار الكتب و 39 ح 2001 ط. دار الكتاب، وكنوز الحقائق: 414 ط. مصر و 1 / 215 ح 2717 ط بیروت.

(9) اليواقيت والجواهر: 2 / 78 المبحث الرابع والأربعون ط. مصر 1369 الحنفي و 1378 هـ الحلبي.

(10) جواهر العقدين: 348 - 349 الباب الحادي عشر من القسم الثاني، ونقل المحدث باعلوي عــن الجزلي كلاماً قريباً. يراجع غرر البهاء الضوي: 496 الفصل الثامن. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.