أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2016
2731
التاريخ: 22-9-2021
1957
التاريخ: 9-11-2017
2057
التاريخ: 2024-09-07
280
|
الزوج السعيد هو الذي يتأمل في أقوال ونصائح العلماء الأفاضل، سيما من تعضده الخبرة والتجربة منضمة مع العلم والتفقه في دين الله عزّ وجل، ومن هنا يقول أحد العلماء العظام:
أما في الأكل والشرب؛ فبأن لا تأكل ما استطعت إلا الطيب، وتجنب الشبهات... وأما قدر الأكل والشرب؛ فبأن لا يمتلىء البطن منهما وعلامته الأكل بما دون الرغبة، وشدة الإحتياج، وكذلك الشرب، فلا تأكل حتى تجوع، فإذا أكلت فلا تشبع. وعلامة ذلك إنك بعدما فرغت من الطعام تشتهي النفس إياه، ولا تزال الشهوة إلى ساعة وبعدها ترتفع، ولا تشرب حتى تعطش، فإذا شربت فلا ترو؛ لأن الشرب يجب أن يكون ثلث الأكل.
ـ وأما اللباس فيقتصر على ما يستر عورته والزائد يكون وجوده وعدمه عنده على السوية. لا أنه يترك اللباس الحسن بالكلية...
ـ وأما النوم فلا تنم ما لم يغلب عليك النوم، وقلل النوم ما استطعت، فإنَّ كثرة النوم تدع الرجل فقيراً يوم القيامة، فلا تجعل همك النوم، ولا تعين له وقتاً...
ـ وأما سائر الأحوال فابك كثيراً ما استطعت من خشية الله وذلتك وفقرك، وفي مصيبة الإمام المظلوم (عليه السلام) سيد شباب أهل الجنة، فإن البكاء في مصيبته أفضل الطاعات، والأعمال والقربات، يجلب الرزق، ويشرح الصدر، وينور القلب، ويورث العز، ويذهب بالفقر والفاقة، وعليك بمجالسة من يذكر الحسين (عليه السلام) والجلوس في المجلس الذي يذكر فيه الأئمة (عليهم السلام) فإن نور الله الأعظم ظاهر في ذلك المجلس، والجالس فيه مغمور بكله من ظاهره وباطنه في نور الله وسعة رحمته، والتفات جميع الأنبياء والمرسلين والأولياء خصوصاً، وأشرف الأنبياء نبينا محمد (صلى الله عليه وآله)، فمن شملته عنايتهم والتفاتتهم فلا يشقى أبداً...
ـ ولا تضحك كثيراً، فإنَّ الضحك الكثير يميت القلب، ويذهب بالبهاء والوقار، واستشعر الحزن، وحبيب الحزن الخوف، ولا تكن عبوساً ولا ضاحكاً بالقهقهة، بل كن بشاشاً واسع الخلق ...
ـ واجعل لك وقتاً في الخلوة في الليل والنهار، لتنظر فيه إلى آثار الصنع، وتتفكر في العالم. وكيفية التفكر أن تجمع قلبك وحواسك، وكيفية اجتماع القلب أن تترك الهموم الدنيوية، فلا تهتم لشيء فاتك، واسأل الله أن يبلعُك أحسن مما فاتك فإنه ذو الفضل العظيم، ووظف أوقاتك ولا تضيعها بالبطالة، واصرفها فيما خلقت لأجله...
ـ واشتغل بذكر الله سبحانه وتعالى، وأفضل الذكر بعد الصلاة، تسبيح مولاتنا وسيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) على أبيها وبعلها وبنيها وعليها آلاف التحية والثناء(1)...
ـ وصلِّ على محمد وآل محمد كل يوم ألف مرة، وإن يصعب عليك فصل كل يوم مائة مرة، ويوم الجمعة ألف مرة، كما روي عنهم (عليهم السلام)...
ـ واجعل لك وقتاً معيناً تقرأ فيه القرآن، كلام الله الذي فيه النور والنجاة والخير والبركة واقرأه في الخلوة إن استطعت بصوت حزين ورقة وخشوع، واستشعر حال القراءة أنه کلام الله، الذي خاطبك به، فأنت حينما تقرأه بمحضر منه سبحانه، واعلم أن القرآن شفيق رفيق، وحبيب صديق، يطعمك من جوع، ويؤمنك من خوف، فأحسن مرافقته ومصاحبته، واقرأه بالتدبر، والتفكر في معانيه وأسراره ومبانيه، ولا تجعل همك إتمام السورة ولا الجزء، بل اجعل همك معرفته واستشمام روائح أزهار بواطنه، ولا تقل أين ما أفهم، فإنك إذا داومت النظر والتدبر والتفكر، ينفتح لك باب فهمه ومعرفته..
ـ ثم بعد ذلك اشتغل بطلب العلم فإنه أفضل ما يعمله العاملون، ولطلبه وتحصيله فليتنافس المتنافسون وقد روي: (أن الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم، وأنه ليستغفر له كل من في السماء والأرض، حتى الحوت في البحر) ...
ـ والزم الصمت والسكوت، فإن المرء يعرف عقله بكلامه فمن قل کلامه كثر عقله، ومن كثر كلامه قل عقله، كما عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ولو كان الكلام من الفضة فالصمت من الذهب، وكثرة الكلام تورث البلادة والحمق، وضعف النفس، كما أن كثرة المسافات وفتحها في البدن تورث ضعف البدن ولا تتكلم إلا بذكر الله تعالى، فقد ورد: (أن المؤمن كلامه ذكر) ولا تتكلم إلا بما تراجعه في وجدانك مرتين، أو ثلاثاً، أو أكثر حتى لا تتكلم بالعبث، أو بشيء مستهجن تظن أنه حسن، وتنبه على خطأ كلامك في نفسك، قبل أن تظهره فينبهك الناس عليه واعلم أن المرء مخبوء تحت لسانه، وقيمه المرء بقدر ما يحسنه من العمل، وإذا أتاك آتِ لا تتكلم باللهو، ولا تبدأه بالكلام إلا أن يكون فيه رضى الله تعالى. وإذا صمت لا يكون صمتك ولا سكوتك عن الكلام الظاهري، بل كن في صمتك متفكراً، وفي سكوتك متدبراً في آفاق العالم والأنفس مرة في زوالها واضمحلالها، ومره في انقطاع الآمال إلا إليه تعالى ومرة في عظمة الله وقدرته، ومرة في قيوميته تعالى وقهاريته واقتداره على الأشياء، ومرة في توحيده تعالى في الذات والصفات والأفعال وهكذا فارتع في رياض الحكمة وبساتين القرب والمعرفة، ولا تبخس حظك من الدنيا، وخذ النصيب الأقوى عن الرقيب المعلى، وهو قوله (عليه السلام) في المؤمن: (وصمته فكر، ونظره اعتبار)....
ـ وأما المعاشرات؛ فإن كنت طالباً لعلم التوحيد والمعرفة، فاعتزل عن الخلق ما استطعت؛ فإن الناس داء دفين لا دواء لهم، وأهل الدنيا معاشرتهم سم قاتل، لا يسلم منهم أحد إلا من خصه الله بتوفيق الإعتزال ظاهراً وباطناً، والمطلوب هو الإعتزال بالقلب وما ورد عن الحث في معاشرة الإخوان، وزيارة الإخوان والخلان وضيافتهم، وعيادة مرضاهم، فإنهم إخوان الصفا، والأحباب في الله، الذين بمعاشرتهم يزيد نورك وبهاؤك، ويكثر عملك وزهدك، ويستنير قلبك، ويدفع الشكوك والشبهات عن وهمك، ويذهب غمك وهمك ويخرج حب الدنيا عن قلبك، لا أنه يزيد حباً للدنيا، وحرصاً لطلب المال والجاه، فإن وجدت أصحاباً كما وصفنا فعليك بملازمتهم ومصاحبتهم، ولا تفارقهم البتة، فإنهم نور القلوب وضياء الصدور، ولكن هؤلاء قليلون قليلون قليلون أقل من الكبريت الأحمر، وأما رفقاء السوء وهم أهل الدنيا وهم الذين يحجبونك عن فعل نافلة من النوافل فاحذرهم واهرب عنهم مهربك من الأسد الضاري، ولا تظن بأحد ظن السوء، ولا تستحقر أحداً ؛ ولا تتكبر على أحد، واذكر أولك نطفة قذرة، وآخرك جيفة نتنة، وأنت بين ذلك حامل العذرة، ومجمل المقال ومختصره عامل الناس كما تحب أن يعاملوك، وأحبب للناس كما تحب لنفسك، واكره لهم ما تكره لنفسك، ولا تمكن الناس من وقتك، فيذهب عليك دينك ودنياك وآخرتك وأولاك، ولا تغضب عليهم إذا أضروك بشيء من حطام الدنيا، واغضب عليهم إذا اضروك بشيء من دينك ليكون حبك في الله وغضبك وبغضك في الله...
ـ واجعل لك وقتاً لتربية عيالك، وأطفالك وأولادك، ومن وجب عليك مؤونتهم، وعاشرهم بالعدل ووسع عليهم إن وسع الله عليك، وإلا فما تستطيع، ولا تتكلف بما في وسعك إلا بمشقة، فلا تغضب على العيال ولا تعبس في وجههم، وجامع كثيراً فإن كثرة الجماع من سنن الأنبياء، ولا تجعل همك النساء، ولا تلذذ النفس، وإنما هو لأجل تثقيل الأرض لقائل (لا إله إلا الله)، ولكسر شهوة النفس، ولتطمئن ويجتمع قلبك، ويحصل لك الخضوع في طاعة الله، ولا تبقى عازباً فإن أراذل موتاكم العزاب، ولا تكدر خاطر النسوان، ولا تضربهنَّ ولا تعبس في وجههن، فإن أئمتنا (عليهم السلام) قالوا: (إن أشدكم حباً لنا أشدكم حباً للنساء).
ومن أراد أن يعرف أنه من أهل الجنة فلينظر كيف محبته للنساء على الوجه الحلال ولا تجعل عنقك جسراً للنساء حتى يتسلطن عليك، بل عاملهن على مقتضى الشرع والمروءة والإحسان، ولا تجالسهن أكثر من حد الضرورة، فإنها تورث البلادة والحماقة وخسران الدنيا والآخرة، فإذا تعددت الزوجات أعدل بينهن يعني كلما تعمل لواحدة اعمل للأخرى في كل شيء، وإن لم يجب عليك مطلقاً لكنه أقرب للتقوى، وأفرغ لك ولحواسك، وإلا تقع بينهنَّ العداوة والشحناء، ويظهرنها فتقع في تعب شديد ولا يمكنك التوجه إلى ما أنت بصدده من طلب الحق والمعارف الإلهية. واجعل لك وقتاً لتقعد فيه للناس، إن كان لا بد لك منه، وإلا فلا تقعد لهم ولا معهم ما استطعت.
ـ وأما إصلاح القلب فبأن لا تثق إلا بالله، ولا ترجو سوى الله ولا تخاف إلا من الله، ولا تطمئن إلا بذكر الله، ولا تفرح إلا بطاعة الله، ولا تحزن إلا عند معصية الله ولا تبك إلا شوقاً إلى لقاء الله، ولا تضجر إلا مما يشغلك عن الله تعالى، وأن تكون طاعته ومناجاته أحب الأشياء إليك، ولا تغفل عن ذكر الله، ولا تركن إلى الدنيا، وإذا أردت أن تصلي تكون صلاتك صلاة المودع للدنيا والمسافر على العقبي، وتكون متوكلاً على الله، راجياً عناية الله، فلا تفرح إن وعدك أحد من المخلوقين بخير، ولا تحزن إن منعك، وكن في هذه الحالة كما كتب إعرابي إلى حاكم من الحكام يطلب منه شيئاً، فكتب بعد البسملة: (إن أعطيتني فالله هو المعطي، وإنما الخير أُجري على يديك، وإن منعتني فالله هو المانع، ولا بأس عليك)، واعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ولا تضمر في قلبك شيئاً من الأمور التي لا يحبها الله سبحانه...
_________________________________
(1) وكيفية تسبيح الزهراء عليها السلام هكذا:
- 34 مرة الله أكبر.
ـ 33 مرة الحمد لله.
- 33 مرة سبحان الله.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|