لم تغفل المرجعية الدينية العُليا في النجف الأشرف يوماً عن القضية الفلسطينية، وسجلت الكثير من المواقف التي تقف في صفّ الشعب الفلسطيني المظلوم، رافضةً سلب حقوقه واعتداءات الكيان الصهيوني المستمرّة. على مرّ السنين كانت المرجعية الدينية العُليا في صفّ الشعب الفلسطيني المظلوم وحقوقه المشروعة، مؤكّدةً مساندتها القاطعة للشعب الفلسطيني الأبيّ في مقاومته الباسلة للمحتلّين، الذين يسعون إلى قضم المزيد من أراضيه وتهجيره من أجزاء أخرى من القدس الشريف، فيما دعت الشعوب الحرّة إلى دعمه ونصرته في استرجاع حقوقه المسلوبة. ودعت المرجعية الدينية العُليا في بيانٍ لها صدر عام 2021، العالم للوقوف في وجه التوحّش الفظيع قائلة: "إننا ندعو العالم -مرةً أخرى- للوقوف في وجه هذا التوحّش الفظيع، ومنع تمادي قوات الاحتلال عن تنفيذ مخطّطاتها لإلحاق مزيد من الأذى بالشعب الفلسطيني المظلوم، كما ندعو الشعوب الإسلامية -خاصة- إلى التكاتف والتلاحم للضغط باتّجاه وقف حرب الإبادة في غزّة العزيزة، وتقديم مزيدٍ من العون إلى أهلها الكرام". وجاء في بيان سماحته الصادر في 11/ تشرين الأول/ 2023، "إنّ إنهاء مأساة هذا الشعب الكريم -المستمرّة منذ سبعة عقود- بنيله لحقوقه المشروعة وإزالة الاحتلال عن أراضيه المغتصبة، هو السبيل الوحيد لإحلال الأمن والسلام في هذه المنطقة، ومن دون ذلك فستستمرّ مقاومة المعتدين وتبقى دوّامة العنف تحصد مزيداً من الأرواح البريئة". دعوة للتضامن الإنساني مع لبنان ومع امتداد الحرب الأخيرة في قطاع غزّة إلى الأراضي اللبنانية وتسبّبها بسقوط عددٍ كبير من الشهداء والجرحى، ودمار كبير طال مئات المنازل والقرى في جنوب البلاد، دعت المرجعية إلى مساندة الشعب اللبناني والتخفيف من معاناته. أصدر مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (يوم الاثنين 23 سبتمبر 2024) بيانًا حول العدوان الإسرائيلي المستمرّ على لبنان، عبّر من خلاله عن تضامنه مع اللبنانيّين ومواساته لهم في معاناتهم الكبيرة، وطالب ببذل كلّ جهدٍ ممكن لوقف هذا العدوان الهمجي المستمرّ وحماية الشعب اللبنانيّ من آثاره المدمّرة، ودعا البيان المؤمنين إلى القيام بما يساهم في تخفيف معاناتهم وتأمين احتياجاتهم الإنسانية. تأتي هذه الدعوة في إطار التضامن الإنساني مع الشعبين الفلسطينيّ واللبنانيّ، وتعكس التزام المرجعية الدينية العُليا في العراق بدعم القضايا العادلة، والوقوف ضدّ الظلم والعدوان ونصرة الشعوب المظلومة. حملات إنسانية في العراق بعد دعوة المرجعية الدينية العُليا، أطلقت العتبات المقدّسة في العراق، حملات إغاثة واسعة لدعم الشعب اللبناني، وبادرت بجمع التبرّعات وتوفير الموادّ الغذائية والطبّية، وتسيير قوافل مساعدات إلى النازحين والمناطق المتضرّرة، إلى جانب استضافة آلاف العوائل اللبنانية في المنشآت السكنية التابعة للعتبات المقدّسة.

وبتعاون العتبات المقدّسة مع الجهات الرسمية والشعبية في العراق، أُجري إرسال العديد من القوافل الإغاثية التي تحمل كمياتٍ كبيرةً من المواد الغذائية والطبّية والمستلزمات الضرورية للنازحين اللبنانيّين، وتوفير أماكن سكن للعائلات اللبنانية في سوريا. يعكس الدعم الإنساني التزام الشعب العراقيّ ومرجعيته الدينية العُليا في دعم الشعوب المظلومة، والقضايا العادلة والوقوف ضدّ الظلم والعدوان، وسلب حقوق الشعوب.