ممثلة في شبه الجزيرة الايبيرية وشبه الجزيرة الإيطالية وشبه جزيرة البلقان وكلها تكونت أثناء الزمنين الأول والثاني. وكانت جزراً في البحر القديم ثم تشكلت تضاريسياً مع النمو الألبي، فأما شبه الجزيرة الإيبيرية فقد أحيطت شمالاً وجنوباً بمرتفعات البية تتمثل في جبال البرانس وجبال سيرا نيفادا، فتصدعت الهضبة تصدعا شديداً، أدى إلى هبوط أجزاء في شمالها الشرقى وجنوبها الغربي على شكل مثلثين اندفعت إليها مياه البحر فتحولنا إلى سبخات كبيره - ردمت برواسب نهرى إبرو Ebro شمالاً والوادي الكبير جنوباً بغرى، كما ظهرت جبال اندفاعية قسمت الهضبة إلى أحواض داخلية، وهبطت الأجزاء الغربية من الهضبة الإيبيرية مكونة السهل البرتغالي المطل على المحيط الأطلسي وقد تحولت الخطوط الانكسارية إلى مجارى نهرية مع الانحدار العام للهضبة نحو المغرب مثل نهرى الوادي اليانع Guadiana ونهر دورو Duero كما ظهرت مجموعات جزرية مثل جزر البليار Balearic التي تشكل امتدادا لسلاسل نيفادا في غرب البحر المتوسط، وجزر أخرى في شمال غرب شبه الجزيرة تشكل امتدادا لجبال كنتبریان Cantabrian في الشمال، وهي امتداد لجبال البرانس غرباً وتشرف على الساحل الشمالي بسهل ساحلي ضيق جداً بحيث يختفى في بعض الأجزاء والسهل الساحلي الشرقي يمتد كسهل ضيق فى معظم أجزائه، وتنحدر حافة الهضبة نحوه انحدارا شديداً أو معتدلاً. إذ حولت بعض المنحدرات إلى مدرجات استثمرت اقتصادياً في زراعة الأشجار المختلفة ولاسيما الزيتون والكروم والفاكهة كما تناثرت قرى سياحية مختلفة، ويواصل السهل الساحلى نحو الجنوب كسهل ضيق جداً يختفي فى كثير من المواضع لتشرف حافة الهضبة مباشرة على البحر المتوسط ولاسيما عند مضيق جبل طارق.

وأما السهل الساحلى الغربى فيتسع كثيراً ليفصل بين حافة الهضبة الضعيفة الانحدار والساحل المطل على المحيط الأطلسي، وقد قطع بعدد من المجار النهرية الطويلة المشار إليها، بخلاف السهول الأخرى التي تنتهي إليها أنهار قصيرة سريعة الجريان استغلت في توليد طاقة كهربائية ونشاط سياحي منطور.

وأما شبه الجزيرة الإيطالية فتنقسم تضاريسياً إلى ثلاثة أقاليم، فالإقليم الأول هو حوض سهل لمبارديا في الشمال محاطاً بالمرتفعات الألبية من كل الجهات إلا الجهة الشرقية حيث يصب نهر البو فى رأس البحر الأدرياتيكي، وكان لساناً مستنقعياً من البحر ردمته رواسب نهر البوقى الزمنين الثالث والرابع والإقليم الثانى هو شبه الجزيرة مع القدم الإيطالي إذ أن جبال الابنين تشكل عموده الفقرى مع سهول ساحلية على الجانبين. وقد قطعت الجبال بعدد كبير من الأنهار القصيرة والممرات كما حولت معظم المنحدرات إلى مدرجات زرعت بأشجار مختلفة، والإقليم الثالث يحتضن الجزر ممثلة في جزيرة صقلية وهي استمرار للقدم الإيطالي ويفصل بينهما مضيق مسنا Messina الضيق. وجبال شمال صقلية هي استمرار للنظام الألبي. أما جزيرتا سردينيا الإيطالية Sardinia وكروسيا الفرنسية Corsica فهما يمثلان بقية الهضبة التيرانية القديمة Tyrrenian التي هبطت كرد فعل للحركة الألبية وحل محلها البحر التيراني، والجزر الثلاث ذات طابع هضبى مع شريط ضيق من سهول ساحلية، وفي جزيرة صقلية تمتد جبال صقلية الألبية شمالاً منحدرة بشدة نحو البحر التيراني وتنحدر الهضبة بحافات منخفضة نحو السواحل والهضبة في جزيرتي كورسيكا وسردينا تمتاز بحافات معتدلة الانحدار نحو سهول ساحلية إلا الحافة الشرقية فهى إنكشارية شديدة الانحدار حائطية المظهر نحو سهل ساحلی ضيق جداً نتيجة لهبوط الهضبة التيرانية القديمة، وقد قطعت الهضاب بأنهار قصيرة كما انتشرت بعض الجزر الساحلية.

وأما شبه جزيرة البلقان فتختلف تضاريسياً عن سابقتيها. إذ تنقسم إلى ثلاثة أقاليم تضاريسية. أولها الإقليم الجبلى الألبي غرباً متمثلاً في جبال الألب الدينارية التي تتفرع من الألب الوسطى نحو الجنوب الشرقي حتى جزيرة كريت، وتتكون من مجموعة من السلاسل المتوازية تحتضن أودية طولية، وآخر هذه السلاسل الجبلية غرباً يشكل السلسلة الساحلية الهابطة في مجموعة من الجزر الساحلية.

وتشرف الجبال على سهل ساحلى. ضيق. أما الإقليم الثاني فهو هضبة البلقان التي تنحدر تدريجياً صوب الشرق والجنوب الشرقي إلى بحر إيجة والبحر المتوسط. وتمتد إلى جنوب من سهول نهر الدانوب، وقد تصدعت الهضبة بسبب المد الألبي الضخم إلى القرب منها فانتشرت شبكة من الانكسارات التي تحولت إلى مجاري نهرية من أهمها روافد نهر الدانوب، ومنها نهر مورافيا Morava الذي يتصل بالدانوب قرب مدينة بلغراد Belgrade. ونهر فاردار Vardar الذى يتجه جنوباً ليصب في بحر إيجة عند مدينة سالونيكا Salonik كما ارتفعت بعض الجبال الاندفاعية فحولت الهضبة إلى مجموعة من الأحواض الداخلية، وكما انفصلت جزيرة مورا Mora بعد شق قناة كوريثينا التي ربطت خليج كورثينا Korhnth بخليج أثينا، والإقليم الثالث يتمثل في حوض بحر إيجه Aegean Sea وهضبة رودوب Rhodope ، وكان جزءاً من هضبة البلقان هبط كرد فعل للحركات الألبية العنيفة في جبال الألب الدينارية غرباً وجبال البلقان بحوض الدانوب الأدنى شمالاً وجبال كريت جنوباً ومرتفعات آسيا الصغرى شرقاً متمثلة في جبال طوروس وجبال بونتس جنوب البحر الأسود. وما جزر ارفبيل بحر إيجة والجزء الغربي من هضبة آسيا إلا بقايا للهضبة الهابطة، مع انتشار كثرة تعاريج السواحل والخلجان المتعمقة في اليابس والمجموعات الجزرية الشاطئية التي تتناثر أمام هذه الخلجان الطويلة.