المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



معيار أفضلية الانسان  
  
275   10:01 صباحاً   التاريخ: 2024-10-10
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 132 ــ 133
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-03 1206
التاريخ: 2024-02-10 1087
التاريخ: 2024-09-24 126
التاريخ: 2024-08-24 254

يتحدث القرآن الكريم، في بعض الآيات، عن حرية الإنسان، ويشير بتعابير دقيقة إلى هذه الحقيقة الثمينة والقيمة التي تشكل أساس تكامل الإنسان، والاختلاف الأصلي بين الإنسان والحيوان. فهو يقول في بعض هذه الآيات: {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [الإنسان: 2].

إن خلق الإنسان من نطفة مخلوطة ليس ميزة لأفضلية الإنسان، لأن جميع الحيوانات خلقت من نطفة مخلوطة من الذكر والأنثى أو ذرات مخلوطة من عناصر طبيعية وأملاح معدنية، وإنما أفضلية الإنسان وتمييزه على سائر الحيوانات هي في (نبتليه) التي تفصله عن بقية المخلوقات.

الانسان وقدرة الامتحان:

إن الله سبحانه وتعالى يمتحن الإنسان، وهذا يعني أن الإنسان يليق به الامتحان، وأنه تبارك وتعالى، منحه ضميراً حياً مبصراً ليعرف المباح من الممنوع نحن نعلم أن شرط الامتحان، هو الحرية، والتلميذ الذي يمتحن لمعرفة مقدار معلوماته يجب أن يكون حراً في الإجابة على الأسئلة العلمية، ليتبين مقدار علمه.

أما الحيوانات المحصورة والمسجونة داخل الغرائز، فلا تمتحن، لأنها لا تملك الحرية، ولا تستطيع أن تتمرد على البرنامج التكويني لله سبحانه وتعالى، وإنما الإنسان هو الذي يجب أن يتحمل عبء الإمتحان لأنه خلق حراً، والإنسان هو الذي يستطيع أن يطيع الأوامر الإلهية الحكيمة فيسعد نفسه، كما أنه يستطيع أن يتمرد على أوامر الخالق فيهيء لنفسه طريق الشقاء والتعاسة. الطريف أن (صلاحية الإمتحان)، الذي يدل على الحرية، وضعت في الإنسان منذ أن كان نطفة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.