المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
اغتمام بعض المسلمين يوم احد
2024-10-22
إعطاء الحقوق من اصدق الايمان
2024-10-22
اطلق لفظة الاب على العم
2024-10-22
تسمين ورعاية ماشية اللحم
2024-10-22
اصطفاء مريم
2024-10-22
اذى اليهود ووعد الله نصر المسلمين
2024-10-22

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


اهتزاز المبادئ الأخلاقية  
  
155   10:12 صباحاً   التاريخ: 2024-10-08
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 265 ــ 270
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-7-2021 2004
التاريخ: 25-1-2017 6838
التاريخ: 15-10-2018 1923
التاريخ: 14-7-2022 1425

إن الفكرة الخاطئة المبنية على أساس الأخلاق النسبية قد هزت قواعد الكثير من الصفات الحسنة والسجايا الإنسانية التي تمثل جذور سعادة الإنسان الفردية والإجتماعية، كما أفرغها من أية قيمة لفضائل الأخلاق. وقد أشاع هذا التصور الباطل الإباحية، والإندفاع في الشهوات، وهي منشأ شقاء الإنسان ومنبع الفساد للجيل الجديد، كما أنها أزالت قبح الأخلاق السيئة.

لقد كانت قضية الخير والشر ومعرفة الأخلاق الحسنة والسيئة، في الماضي، تبحث بين الفلاسفة والمتكلمين والعلماء الآخرين، وكذلك كانت تتناولها الكتب العلمية بالبحث والتحليل، ولكن نتيجة الثورة الصناعية والانقلاب الذي حصل في الأخلاق الإجتماعية، فإن مسألة نسبية الأخلاق جذبت الإهتمام، وأخذت تدرس في الكتب التربوية والأخلاقية، وكتب علم الإجتماع والنفس باستفاضة.

والمقصود بالأخلاق النسبية هو أن الخير والشر في الأخلاق ليسا شيئاً مطلقاً وثابتاً، بل شيء يتغير مع اختلاف شروط البيئة واختلاف الزمان والمكان.

الأخلاق ومتطلبات الزمان:

(يقول صموئيل كينغ - إن أفكارنا حول الخطأ والصواب تتعلق بالآداب والتقاليد والسنن المتداولة، وطبقاً لقول ـ سمنر ـ إن الآداب والتقاليد الإجتماعية بإمكانها أن تظهر الخطأ على أنه صواب، وما كان في يوم ما مقبولاً يصبح في يوم آخر مرفوضاً، وبالعكس. وكذلك إن ما يمكن أن يكون صواباً في مجتمع، يكون خطأ في مجتمع آخر. ولفهم هذه الحقيقة يكفي ان نقارن بين ملابس السباحة الحالية والتي لا تستر إلا القليل من الجسم، مع ألبسة السباحة التي كانت شائعة في السابق والتي كانت تستر معظم جسم المرأة والرجل. ولذا فإننا سنرى أن جميع المبادىء والأفكار الأخلاقية والفضائل ترتبط تماماً بمقتضيات الزمان والمكان، ولا يوجد أي معيار دولي مطلق لتعيين القيم والمبادئ الأخلاقية.

وقد وصل ـ ادوارد وستمارك ـ في كتابه الموسوم بـ ـ الأخلاق النسبية ـ إلى هذه النتيجة، وقد أثبت عن طريق شواهد كثيرة من مباني وأصول أخلاق المجتمعات البشرية المختلفة، أن للأخلاقيات جانباً نسبياً، يختلف بالنسبة للمجتمعات من مجتمع لآخر، وهذا الإختلاف ناتج عن اختلاف التجربة بين المجموعات والمجتمعات المختلفة، وكذلك مستوى علومهم ومعلوماتهم السابقة) (1).

الاثم والرأي العام:

أحد أكبر المعايير للأخلاق الحسنة والسيئة في عالم اليوم هو رفض وقبول الناس، فهناك الكثير من الشبان والفتيات، والنساء والرجال، يرتكبون بعض الخطايا الكبيرة والشريرة دون مبالاة، وإذا جوبهوا باحتجاج الوالدين والأقارب الذين يريدون صلاحهم، فإن الشبان يعتمدون على الرأي العام وأساليب الناس، وطبقاً لنظرية الأخلاق النسبية يوردون مثل هذه الجمل:

- إن أمثال هذه القضايا وجدت لها حلول في عالم اليوم.

- إن الرأي العام في العالم يوافق على هذه الأعمال.

- إن عهد أقوالكم القديمة قد مضى.

- إن عالم اليوم قبل هذه الأعمال.

- كانت هذه الأعمال مرفوضة في يوم من الأيام، ولكنها مقبولة اليوم في رأي الناس.

تغيير الآداب والتقاليد:

إن هذا النوع من التفكير حول الآداب والتقاليد الإجتماعية التي ليس لها أي تأثير في سعادة وتعاسة الإنسان يمكن من قبولها، تماماً كعادة وضع القبعة على الرأس أمام الآخرين كانت تعتبر في يوم ما دليلاً على الإحترام، ثم تغيرت هذه العادة وأصبح رفعها عن الرأس دليل احترام أكثر، ولكن بالنسبة للقضايا الأخلاقية، التي هي من أركان سعادة الإنسان والمجتمع، فإن الأفكار العامة ليس بإمكانها أن تكون معياراً لحسنها وقبحها، وإن رفضها وقبولها من قبل الناس لا يمكن أن يغير الواقع، ولكن بإمكانها أن تزلزل القيم الأخلاقية عند اعتبارها حسنة وسيئة نسبياً، وبالتالي تجعل الإنسان في شك منها فيغلق أمامه طريق التكامل.

(لكنت دونوي يقول: إن الفكرة المطلقة للحسن والسيئ لم تتوضح أبداً، ولكن كان الضمير الإنساني موجوداً منذ البداية، وقد فسر الفلاسفة هذين المصطلحين، وقالوا إنهما نسبيان، ولا يوجد (حسن وسيء) بشكل مطلق، فإن الشيء الذي هو (حسن) في هذا البلد ربما كان سيئاً في بلد آخر، ولكن أن ندع فكرة (نسبية) الحسنِ والسيئ تنتشر بين الناس فإنها خطرة وتبعث على الأسف.

إن عدداً كبيراً من الأذكياء تكون تصرفاتهم طبقاً للقواعد الأخلاقية، لأنهم يرون أنهم طالما يعيشون في المجتمع فإن ذلك ضروري. وهؤلاء رغم أنهم لا يعتقدون بمطلق الحسن والسيء إلا أنهم لا يضرون، ولكنهم لا يعرفون أن هناك عدداً كبيراً لا يهتمون لتصرفاتهم، وأغلب الناس يحتاجون إلى سدود من المشاعر الروحانية أو العقلية، وساحات المحاكم مملوءة بالأطفال والكبار المسنين الذين يفتقرون للتربية الأخلاقية المناسبة.

إن بعض الكتاب يرون أنفسهم أكبر من أن يحتاجوا لإطاعة القواعد الدينية والأخلاقية، لأنهم يتصورون أنهم ليسوا بحاجة لها، ولا يعتقدون بقيمها المطلقة. إن تأثير أمثال هؤلاء الأشخاص وكتاباتهم من الممكن أن تكون مدمرة، ولكن معظمهم يجهل هذا الأمر) (2).

لكي يتضح بحث الأخلاق النسبية إلى حد ما، ويحصل الكبار والشباب معلومات أكثر، نتحدث عن (الحسن) و(السيئ) وأقوال العلماء عنهما بشيءٍ من الاختصار.

إن إحدى المسائل العلمية الصعبة في عالم الأمس واليوم، هي تعريف (الخير) و(الشر) ومعرفة (الحسن) و (السيئ)، وقد بحث الحكماء والعلماء منذ القرون الماضية وحتى الآن في هذا الأمر، وأوردوا أحاديث كثيرة، ولكن المعيار الجامع لهما بقي مجهولاً.

تعريف الخير والشر:

(يقول أفلاطون: ـ الخير ـ لدى العامة هو عبارة عن ـ إدراك ـ الطيبات، وفي رأي الخاصة عبارة عن ـ المعرفة ـ) (3).

(يقول سفسطائيو اليونان: إن معيار الخير والشر هو الإنسان نفسه، فكل ما يريده الإنسان هو ـ خير ـ، وما سواه ـ شر ـ) (4).

(يقول لكنت دونوي: (الخير) هو مساعدتنا صعوداً نحو التكامل، وهدايتنا من الحالة الحيوانية إلى الحرية، و (الشر) هوما يناقض التكامل، ودفعنا نحو الحيوانية بشكلٍ انحطاطي وإبعادنا عن التكامل) (5).

اخلاف العلماء:

(يقول الدكتور كارل: لم يتفق علماء الأخلاق في أي عصر وفي أي بلد على تعريف (الخير) و(الشر)، فالبعض اعتبر (الخير) بموازاة المفيد والصالح، والبعض الآخر اعتبره بما يطابق الطبيعة أو الإرادة الإلهية، و(الشر)، كذلك، مرادفاً للألم والظلم والجهل والتلقين الشيطاني. وعليه فإن تعريف (الحسن والسيء) و(الخير والشر) كان مختلفاً وغير قاطع وثابت) (6).

حول معرفة (الخير والشر) هناك الكثير من أمثال هذه الأقوال لدى القدماء والمتأخرين، ونستخلص منها نتيجة واحدة، وهي أن الإنسان لم يصل إلى التعريف أو المعيار الحقيقي لهما، ولا يعلم ما هو (الخير) وما هو (الشر).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ علم الإجتماع صموئيل كينغ، ص 90.

2ـ مصير البشرية، ص 155.

3ـ الجمهورية، ص 276.

4 مسير الحكمة في أوروبا، ج 3، ص 130.

5ـ مصير البشرية، ص 158.

6ـ طريق الحياة، ص 69. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.