أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-14
249
التاريخ: 1-1-2016
2527
التاريخ: 29/11/2022
1038
التاريخ: 30/11/2022
1135
|
رأى كثير من الباحثين ، لا في علم المناخ وحده ، بل ولى بعض العلوم الأخرى المتصلة به أن المعدلات المناخية التي تنشرها محطات الأرصاد كثيرا ما تعطى صورة غير صحيحة لحقيقة العلاقة بين عناصر المناخ من جهة ومظاهر الحياة المختلفة فوق سطح الأرض من جهة أخرى . فمجرد معرفتنا لكمية الأمطار التي تسقط في مكان ما لا تفيدنا كثيرا إلا إذا عرفنا القيمة الفعلية لهذه الكمية ، فقد تتساوى كمية الأمطار التي تسقط سنويا في مكانين معينين ، ولكن الأثر الذي تحدثه هذه الكمية قد يختلف في أحد المكانين اختلافا واضحا . عنه في المكان الآخر ، ويرجع ذلك إلى أن الأمطار تخضع بعد سقوطها على سطح الأرض لعدة عوامل لمى التي تحدد الفائدة التي يمكن للأنواع المختلفة من الحيوان والنبات أن تحصل عليها منها ، فجزء من عند انحداره فوق سطح الأرض أو تجمعه فى المنخفضات والمجارى النهرية ، جزء آخر يتسرب فى التربة ، وربما يصل إلى أعماق بعيدة يستحيل معها الاستفادة به ، وجزء آخر ينحدر في مجارى الأنهار ويصل إلى البحر أو المحيط وتختلف المقادير التي تضيع من مياه الأمطار بسبب العوامل السابقة من منطقة إلى أخرى على حسب الظروف المحلية الخاصة بكل منطقة ، خصوصا ما يتعلق منها بدرجة الحرارة والتوزيع الفصلى للأمطار ونوع الرياح وخواص التربة وانحدار سطح الأرض ، ويعتبر كوبن Koppen الألماني من أشهر الباحثين الذين وجهوا النظر ، منذ أوائل القرن الحالي ، إلى ضرورة الاهتمام بتقدير القيمة الفعلية للأمطار عند دراسة المناخ .
وفى الولايات المتحدة تقدمت الدراسات المناخية على أسس رياضية على يد Thornthwaite s ، الذي اقترح في سنة 1948 تقسيمه المناخي المعروف الذي أصبح في الوقت الحاضر من أ أكثر التقسيمات المناخية الحديثة استخداما في مختلف جهات العالم . وقد بناه على أسس جديدة تعتمد على تحليل العلاقة بين الأمطار وما يضيع منها بالتبخر والنتح .
وماقيل عن الأمطار يمكن أن يقال كذلك عن درجة الحرارة ، فليست جميع درجات الحرارة ذات قيمة واحدة من حيث أثرها في حياة النبات ، فلكل نوع. من أنواع النباتات حد أدنى وحد أعلى لدرجة الحرارة التي يستطيع أن ينمو فيها . كما أن سرعة نمو النبات قد تكون في درجة حرارة معينة أسرع منها في الدرجات الأخرى ، ويحتاج كل نبات كذلك إلى مجموعة من الوحدات أوالدرجات الحرارية التي يجب توفرها خلال فصل النمو . ويعتبر الضوء عاملا مساعدا لدرجة الحرارة، بمعنى أن النبات الذى ينمو في منطقة ما قد يحتاج لكي يتم نموه ونضجه إلى كمية من الوحدات الحرارية أكبر مما يحتاجه نفس النبات لو كان نموه في منطقة أخرى نصيبها من ضوء الشمس أكبر من نصيب المنطقة الأولى ، وذلك لأن ضوء الشمس يساعد عادة على زيادة سرعة نمو النبات .
وهذه الحقيقة مهمة جدا بالنسبة للزراعة فى العروض العليا حيث يزداد طول النهار فى فصل الصيف، وهو فصل النمو ، كلما اقتربنا من الدائرة القطبية ويتزايد تبعا لذلك مقدار ماتستفيده الأرض من ضوء الشمس . وقد ساعد هذا على نجاح زراعة بعض غلات المناطق المعتدلة مثل القمح في الأقاليم الباردة ، ويعتبر B.E.Livingston ) ) من أول الباحثين الذين كان لهم فضل توجيه النظر إلى ضرورة تقدير القيمة الفعلية لدرجات الحرارة المختلفة وتأثير كل منها في حياة النبات .
وهذا الاتجاه الحديث لتقدير التأثير الفعلى للعناصر المناخية قد فرض على الباحثين في علم المناخ أن يقووا صلتهم بالعلوم الأخرى . وأن يستفيدوا من النتائج العلمية التي يتوصل إليها غيرهم من الباحثين ، خصوصا في علم النبات والزراعة وهندسة المياه ( الهيدرولوجيا ) ، وهكذا بدأ علم المناخ يوسع اختصاصاته ، وبدأت تستخدم فيه تعبيرات جديدة مثل القيمة الفعلية أو التأثير الفعلى للأمطار PrecipitationEffectiveness والقيمة الفعلية أو التأثير الفعلى لدرجة الحرارة Temperature Efficiency والحرارة المتجمعة Accumulated وصفر النمو Zero point of Growth والتبخر / والنتح Evapotranspiration وهو ما يطلق عليه كذلك تعبيرالتبخر الكلى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Livingston, B.E., Study of Plant Growth in Relation to Climatic
Conditions, (1) Physical Review, vol, i 1916 pp. 399-420.
Koppen, W., Versuch einer Klassification der Klimate
Geogr. Zeitscher, vol. 6, 1900, pp. 963-657
* Grundriss der Klimakunde, » 1931.
Thornthwaite, C. W., « An Approach Towards a Rational
Classification of Climate, » Geog. Rev., vol. 38, 1948, pp. 59-93.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|