المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

epenthesis (n.)
2023-08-23
آداب النكاح والدعاء عند إرادة التزويج.
2-2-2023
حرمة قتل الجراد.
18-4-2016
Relations-Ordering Relations
14-2-2017
سند ابن إدريس إلى مشيخة الحسن بن محبوب.
2023-07-02
من تعقيبات صلاة الفجر / دعاء (أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ للهِ).
2023-06-09


الحب سير ومواقف / الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) وحبه لله  
  
300   02:04 صباحاً   التاريخ: 2024-09-03
المؤلف : السيد مرتضى الحسيني الميلاني
الكتاب أو المصدر : الى الشباب من الجنسين
الجزء والصفحة : ص 49 ــ 50
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-27 724
التاريخ: 4-1-2017 2666
التاريخ: 11-9-2019 2067
التاريخ: 17-9-2020 2065

هذا هو رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخاتم رسله وأنبيائه قد عرضت عليه قريش كل ما يطلب، فرفضها ورفض طلبها، واتجه إلى الله. لم يحب قريشاً أبداً لأن حبهم هذا فيه غضب الله وعصيان له. فقال لعمه أبي طالب (رضي الله عنه) كلمته المشهورة العظيمة: (يا عماه: والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره أو أهلك دونه ما تركته).

فقد عرض المشركون كل شيء يمكن أن يطلبه في مقابل ترك التبليغ بالرسالة الإسلامية الجديدة (التي هي حب الله الحقيقي) المنزلة رحمة للعالمين.

هذا هو حب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإيمانه العظيم الذي تجسد في هذا المشهد ومشاهد أخرى كثيرة إبتداء من بيت الأرقم في بداية الدعوة، إلى فرض الحصار عليهم في شعب مكة، إلى عام الحزن الذي فقد فيه حماته، إلى هجرة الطائف ثم المدينة، إلى مواقف عشيرته، أمثال أبي لهب وغيره، إلى الشهداء الذين سقطوا بين يديه تحت وطأة التعذيب أو في الغزوات. حتى قال (صلى الله عليه وآله): (ما أوذيَ نبي مثل ما أوذيت) (1). كل ذلك حباً لله. وما أكثر مشاهده العظيمة الحافلة بالبطولات والعبر والدروس، لا مراهنة ولا مساومة ولا حلول وسط، إنما هو حب الله الذي جعله فوق كل حب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مناقب آل أبي طالب، 3 / 42. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.