أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-18
334
التاريخ: 2024-08-19
327
التاريخ: 2023-06-04
1484
التاريخ: 18-10-2016
990
|
( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) ([1]).
الدعاء اقبال العبد علی الله ، والاقبال علیٰ الله هو روح العبادة ، والعبادة هي الغاية من خلق الانسان.
هذه النقاط الثلاثة تستطيع ان تجسد قيمة الدعاء وتوضح لنا حقيقته ولنبدأ بالنقطة الاخيرة ، ومنها نتدرج إلیٰ الثانية ثم الاولیٰ، إن القران الكريم صريح وواضح في أن العبادة هي الغاية من خلق الانسان. يقول تعالیٰ : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) ([2]) وهذه هي الحقيقة الاولیٰ ، وهي ذات اهمية كبيرة في هذا الدين.
وقيمة العبادة أنها تشد الانسان إلیٰ الله وتربطه به تعالیٰ، ولذلك فان قصد التقرب إلیٰ الله في العبادة امر جوهري في تحقيقها. ومن دونه لا تكون العبادة ، فالعبادة في حقيقتها حركة الی الله ، واقبال علیٰ الله ، وقصد لوجه الله ، وابتغاء لمرضاته.
وهذه الحقيقة الثانية ، وهي توضح الحقيقة الاولیٰ.
والحقيقة الاولیٰ أن الدعاء اقبال علیٰ الله ، ومن ابرز مصاديقه الانشداد والارتباط بالله ... ولا يوجد في العبادات عبادة تقرب الانسان إلیٰ الله أكثر من الدعاء.
روي عن سيف التمار أنه قال سمعت ابا عبدالله الصادق (عليه السلام) يقول : « عليكم بالدعاء ، فانكم لا تتقربون بمثله » ([3]).
وكلما تكون حاجة الانسان إلیٰ الله اعظم ، وفقره إليه تعالیٰ اشد ،
واضطراره إليه أكثر يكون اقباله في الدعاء علیٰ الله اكثر.
والنسبة بين فقر الانسان إلیٰ الله واضطراره إليه تعالیٰ ، وبين اقبال الانسان عليه سبحانه في الدعاء نسبة طردية. فإن الحاجة والاضطرار يلجئان الانسان إلیٰ الله ، وبقدر ما يشعر بهذه الحاجة يكون اقباله علیٰ الله ، كما ان العكس أيضاً كذلك.
يقول تعالیٰ : ( كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ õ أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ ) ([4]).
إن الانسان ليطغیٰ ويعرض عن الله بقدر ما يتراءیٰ له أنه قد استغنیٰ ، ويقبل علیٰ الله بقدر ما يعي من فقره وحاجته إلیٰ الله. وتعبير القران دقيق ( أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ ). فلا غنىٰ للانسان عن الله ، بل الانسان فقر كله إلیٰ الله : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّـهِ وَاللَّـهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) ولكنه يتراءیٰ له أنه قد استغنیٰ ، وغرور الانسان هو الذي يخيل إليه ذلك.
فإذا تراءیٰ له أنه قد استغنیٰ عن الله اعرض ونأیٰ بجانبه وطغیٰ.
فإذا مسه الضر ، وأحس بالاضطرار إلی الله عاد واقبل عليه.
اذن الدعاء في حقيقته اقبال علیٰ الله.
ومن يدع الله تعالیٰ ، ويتضرع إليه فلابدّ ان يقبل عليه تعالیٰ.
وهذا الاقبال هو حقيقة الدعاء وجوهره وقيمته.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|