الوضع الحالي للمرأة بتأثير البيئة الاجتماعية والعادات والتقاليد |
277
11:31 صباحاً
التاريخ: 2024-08-30
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-1-2016
2978
التاريخ: 9-10-2018
2205
التاريخ: 19-1-2016
2500
التاريخ: 28-7-2022
2639
|
إنّ موقع المرأة في نظام القيم والحقوق والواجبات في الشريعة الإسلامية في مساواتها للرجل في الوظائف العامة، قد يشكل عليه بما يراه الفرد من الوضع الحالي للمرأة، حيث تكون أقلّ كفاءة وأهليّة من الرجل في مجالات الوظائف العامة، فهل هذه الفروق ذاتية بحيث تجعل جنس الرجل أفضل من جنس المرأة؟
أو تكون كفاءة الرجل أكثر من كفاءة المرأة في الوظائف العامة؟
أو تكون أهلية المرأة للمناصب العامة في الدولة أقلّ من أهلية الرجل لتلك المناصب؟
والجواب على ذلك: ما أشار إليه العلامة شمس الدين: من أنّ هذه الفروق بين جنس الذكر وجنس الاُنثى وإن كانت فروقاً موجودة في الوضع الاجتماعي الذي تعيشه أكثر المجتمعات، إلاّ أنّها ليست فروقاً ذاتية، بل هي فروق ناشئة من الظروف التربوية والاجتماعية التي أدّت إلى تكوين ثقافة خاصة بالمرأة جعلتها قاصرة عن تنمية وتطوير المواهب والكفاءات التي تتمتع بها بحسب أصل خلقتها، فتبدو أقلّ أهلية وأقلّ كفاءة من الرجل في بعض المجالات، أو تبدوا معدومة الأهلية والكفاءة في مجالات أُخرى.
والحقيقة: أنّ تلك الفروق كانت نتيجة ظروف شاذة جعلت منها مخلوقاً شاذاً ومتدنياً بالنسبة إلى الرجل.
وهذه الظروف الشاذة استمرت دهوراً طويلة بحيث كوّنت قاعدة مزوّرة مثّلت تدنّي المرأة في أصل الخلقة وحقيقة الفطرة.
وإذا أردت معرفة الحقيقة فلاحظ امرأة نشأت في مناخ اجتماعي وتربوي يوفّر ثقافة لها كما يوفّرها للرجل، وكانت الفرص لها مماثلة لفرص الرجال في الوظيفة العامة للإنسان، فإنّك ترى أنّ المرأة تحصل على مواهب وكفاءات مماثلة لما عند الرجل في الوظائف العامة.
وإذا عكستَ الأمر فجعلتَ الرجل ينشأ في مناخ اجتماعي وتربوي ينتج ثقافة مماثلة لثقافة المرأة المنكمشة الممنوعة عن الأنشطة الاجتماعية والسياسية والثقافية، فإن هذا الرجل ينشأ معدوم المواهب والكفاءات أو ضعيفها (1).
والخلاصة: أنّ المجتمعات الإسلامية قديماً (2) قد تأثّرت بعادات وأعراف دخيلة ومستحدثة لم تكن موجودة عند الشارع المقدّس، فكانت هذه العادات والأعراف الدخيلة إرثها الثقافي نتيجة تفاعلها مع أهل الاديان والثقافات غير الإسلامية، وهذه الأعراف والعادات هي التي ميّزت بين الذكر والاُنثى في الوظائف العامة المشتركة بينهما.
والشاهد على هذا: عرض القرآن الكريم لجملة من النساء اللاتي قمن بأدوار بارزة في مجتمعاتهن، وقمن بأنشطة تعبّر عن مواهبهن وكفاءاتهن التي تضاهي مواهب وكفاءات الرجال، وتزيد عليها في بعض الأحيان، كامرأة فرعون والسيدة مريم وابنتي شعيب وبلقيس ملكة سبأ، ومن تاريخ الإسلام نذكر أم المؤمنين خديجة الكبرى وأم المؤمنين أم سلمة والسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) والسيدة زينب، وحتى في تاريخ الأمم حيث نشاهد كثيراً من النساء اللاتي قمن بأعمال كبرى ومارسن أدواراً قيادية ووظائف عامة كالرجال مثل كليوباطرا ملكة مصر وبنت كسرى ملك الفرس مع التزامهن بالأمومة والزوجية في نطاق الأُسرة.
وهذا القصص القرآني يراد منه التعليم بذكر القدرة العملية في مجال الخير والعمل الصالح فيكون القرآن قد ذكر موقع المرأة في نظام القيم ونظام الحقوق والواجبات الإسلامية في الشريعة الإسلامية، وهذه النصوص تشكّل الإطار التشريعي لكلّ حكم يرد على المرأة في السنّة، وبواسطتها نفهم النصوص الاُخرى الواردة في حقّ المرأة، وقبولها أو عدم قبولها، ولذا فإنّ من جملة ما يميّز الروايات الصحيحة من عدمها عرضها على كتاب الله، والعمل بما وافق الكتاب منها وردّ ما خالفه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ راجع مسائل حرجة في فقه المرأة، الكتاب الأول: 27 وما بعدها.
2ـ لم تكن المجتمعات الإسلامية لوحدها هي المتأثّرة بعادات وأعراف تمنع المرأة من دخولها الحياة الكريمة وظُلمت واضطهدت في منعها ما يحقّ لها في التعليم والتربية والعمل وغير ذلك، فهذا قرار للمحكمة الأمريكية، صدر سنة 1872 يعلل رفض إعطاء المرأة تصريحاً بممارسة مهنة المحاماة، فقال: إنّ وظيفة المرأة أن تكون زوجة واُمّاً، وإنّ هذا هو قانون الخالق.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|