أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-27
1178
التاريخ: 2023-11-28
1088
التاريخ: 16-10-2014
1539
التاريخ: 16-10-2014
2206
|
أوّل ما كتب في الإسلام هو القرآن الشريف
أوّل كتاب كتب في الإسلام هو آياتُ كتاب الله الملك العلام ، حيث أنها مانُزّلت مجموعةً مكتوبة بقلم القدرة في الألواح والصحف ، كسائر الكتب السماوية ، بل كان نزوله التبليغي من عند ربّ العالمين بتوسط أمين الوحي إلى قلب سيد المرسلين ( صلى الله عليه واله وسلم ) منجمّاً متفرقاً منذ يوم بُعث ( صلى الله عليه واله وسلم ) إلى أنْ قبض ، للاتفاق من جميع أهل السير والتواريخ على أنّه ( صلى الله عليه واله وسلم ) إنّما صدَعَ بالقرآن الكريم وبلغه إلى الأمة في سنّي نبوته لا قبلها .
وكان إبلاغه متدرجاً بعد نزول الوحي اليه ، مرّةً بعد أخرى ، في أوقات مختلفة ، وأحوال متفرقة ، وأماكن متباعده ، وإنْ كان هذا النزول التدريجي التبليغي التشريعي المعّبر عنه بالتنزيل مسبوقاً بنزولٍ دفعيٍ تعليمي تشريفي خاص بحضرته النبويّة ، قبل أنْ يؤمَرَ بالتبليغ ، ويعبّر عنه بالإنزال ، بشهادة آية {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } [البقرة: 185] و {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1] و {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} [الدخان: 3] وغيرها من الآيات الكريمة ، ودلالة الأخبار الصحيحة على نزول القرآن عليه جملة في ليلة القدر.
وليس تشريفه بتعليم القرآن ونزوله عليه دفعةً إلا كتشريفه بتعليم سائر العلوم الموهوبة اللدنية الربّانية ، التي ماحام حول شيء منه ولا قربه فردٌ من أفراد البشر فهو ( صلى الله عليه واله وسلم ) كان يعلم جميع علوم القرآن وغيره من لدن ولادته .
وما كان كسائر البشر يخرجون من بطون أمّهاتهم لا يعلمون شيئاً لكنه كان منهيّاً عن التبليغ به قبل نزول الوحي التبليغي ، بصريح قوله تعالى {وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ } [طه: 114] ، فكان لا يبلّغ إلا بعد ما ينزل الوحي اليه .
ولما كان ( صلى الله عليه واله وسلم ) أميّاً لا يكتب فكان ( صلى الله عليه واله وسلم ) يتلو الآية أو الأيات في مجلس الوحي التبليغي على مَن بحضرته من الأصحاب ، ويكتبها كتّاب الوحي من إملائه ( صلى الله عليه واله وسلم ) على ما كان حاضراً عندهم من الصحف والحرير والقراطيس واللخاف والرقاع والأكتاف والأديم والعسب والأقتاب ، وتجمع تلك الأجزاء عند النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) وكانت محفوظة في داره.
وجمعٌ آخر من الأصحاب كانوا إذا تليت عليهم الآيات يودعونها في وعاء صدورهم ، ويثبتونها على صحائف قلوبهم بما جَبَلهم الله تعالى من قوه الحافظة الفطرية ، وكانوا يتقربون إلى الله تعالى في تلاوةآياته في أطراف الليل والنهار ، وفي تعليمها لسائر المسلمين لتنشر في الأقطار ، كانوا « 1 » من بين الأصحاب من الأجلّاء وملقبين بالقرّاء ، متفاوتين في حفظ الآيات كلًا أو بعضاً قليلا أو كثيراً حسب تفاوت الاستعدادات ، وشمول التوفيق والعنايات ، وانتشرت الآيات كذلك بين المسلمين حتى تواترت في عصر النبي الأمين ( صلى الله عليه واله وسلم ).
ولمّا انقطع الوحي بارتحاله وخيف ضياع بعض القرآن بانفصاله جُمِعَتْ عينُ الأجزاء المنفصلة ، والآيات المنزلة المكتوبة والمحفوظة بلا زيادة ، ولا تحريف ، ولا تغيير ، ولا تزييف ، وجعلت بين الدفتين على الترتيب ، الباقي عين ذلك الجمع والترتيب إلى اليوم ، وهو كتاب الإسلام المنصرف اليه الإطلاق ، والمنتشر في الآفاق ، وهو كتاب الدين ، والوحي المبين {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت: 42] {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الواقعة: 80].
______________
( 1 ) كذا في المخطوط والأصوب : وكان من بين أجلاء الأصحاب الملقبون بالقراء وهم متفاوتون في حفظ . . . .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|