المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / حرمة الربا.
2024-11-06
تربية الماشية في ألمانيا
2024-11-06
أنواع الشهادة
2024-11-06
كيفية تقسم الخمس
2024-11-06
إجراءات الاستعانة بالخبير
2024-11-06
آثار رأي الخبير
2024-11-06



ترجمة ابن رضوان  
  
235   02:36 صباحاً   التاريخ: 2024-08-29
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج6، ص: 107-112
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-31 897
التاريخ: 2024-01-27 924
التاريخ: 2023-04-02 1260
التاريخ: 30-5-2022 2048

ترجمة ابن رضوان

وهو عبد الله بن يوسف بن رضوان بن يوسف بن رضوان النجاري ، من أهل مالقة ، صاحب العلامة العلية والقلم الأعلى بالمغرب ، قرأ على جماعة منهم بتونس قاضي الجماعة ابن عبد السلام ، قال في التاج » فيه أيام لم يفقه حوضه ، ولا أزهر روضه ، ما نصه : أديب أحسن ما شاء ، ومتح قليبه فملأ الدلو وبل الرشاء ، وعانى على حداثته الشعر والإنشاء ، وله ببلده بيت معمور بفضل وأمانة ، ومجد وديانة ، ونشأ هذا الفاضل على أتم العفاف والصون ، فما مال إلى فساد بعد الكون ، وله خط بارع ، وفهم إلى الغوامض مسارع ، وقد أثبت من كلامه ، ونفئات أفلامه ، كل محكم العقود ، زار بابنة العنقود ، فمن ذلك قوله  :

لعلكما أن ترعيا لي وسائلا فبالله عوجا بالركاب وسائلا

ومنها :

لقد جار دهري إذ نأى بمطالبي وظل بما أبغي من القرب ماطلا عتبت عليه فاغتدى لي عاتباً وقال : أصح لي لا تكن قط عاذلا أتعتبني أن قد أفدتك موقفاً لدى أعظم الأملاك حلماً ونائلا                               

مليك   حباه  الله  بالخلق الرضى      وأعلى   له في  المكرمات  المنازلا

وهي طويلة

ومن نظم  ابن  رضوان  المذكور :

تبرأت  من حولي  إليك   وأيقنت    برحماك  آمالي  أصح   يقين  

فلا أرهب  الأيام   إذ كنت  ملجأ          وحسبي  يقيني  باليقين  يقيني

وكلفه  أبو عنان   وصف  صيد   من غدير   فقال   من أبيات

ولرب  يوم في حماك   شهدته       والسرح   ناشرة   عليك   ظلالها

حيث  الغدير  يريك   من صفحاته      درعا  تجيد   به الرياح  صقالها

والمنشآت به تدير   حبائلا               للصيد   في حيل   تدير  حبالها

وتريك  اذ  يلقي  بها  اليم  الذي           أخفت  جوانحه   وغاب  خلالها

فحسبتها  زردا  وأن  عواليها                    تركت  به عند  الطعان  نصالها

وقال  فيه  يضا :

أبصرت  في يوم  الغدير  عجائبا                جاءت  بآيات  العجائب  مبصره

سمكا  لدى شبك  فقل   ليل  بدت                   فيه   الزواهر  للنواظر  نيره

فكأن   ذا زرد  تضاعف نسجه                       وكأن  تلك  أسنة  متكسره

ومما  نظمه  عن أمر  الخلافة  المسعينية  ليكتب   في طرة  قبة  رياض  الغزلان

 

                                                       108



 

من حضرته  :

هذا محل المنى بالأمن مَعمورُ من حله فهو بالآمال محبور مأوى النعيم به ما شئت من ترف تهوى محاسنه الولدان والحور

ويطلع الروض منه مصنعاً عجباً يضاحك النور من لألاثه النُّور ويسطع الزهرُ من أرجائه أرجاً ينافح الند نشر منه منشور مغنى السرور سقاه الله ما حملت غر الغمام وحلته الأزاهير انظر إلى الروض تنظر كل معجبة مما ارتضاه لرأي العين تحبير مر النسيم به يبغي القرى فقرى دراهم النور تبديد وتنثير وهامت الشمس في حسن الظلال به ففرقت فوقها منه دنانير والدوح ناعمة تهتز من طرب همساً ، وصوت غناء الطير مجهور كأنما الطير في أفنائها صدحت بشكر مالكها ، والفضل مشكور والنهر شق بساط الروض تحسبه سيفاً ولكنه في السلم مشهور ينساب للُّجة الخضراء أزرقهُ كالأيم جد انسياباً وهو مذعور هذي مصانع مولانا التي جمعت شمل السرور ، وأمر السعد مأمور وهذه القبة الغراء ما نظرت لشكلها العين إلا عن تنظير ولا يصورها في الفهم ذو فكر إلا ومنه لكل الحسن تصوير ولا يرام بحصر وصف ما جمعت من المحاسن إلا صد تقصير فيها المقاصير تحميها مهابته لله ما جمعت تلك المقاصير كأنها الأفق تبدو النيراتُ به ويستقيم بها في السعد تسيير وينشأ المزن في أرجائه وله من عنبر الشحر إنشاء وتسخير وينهمي القطر منه وهو منسكب ماء من الورد يذكو منه تقطير

 

 

                                                                    109

 

 

وتخفق الربح منه وهي

ناسمة مما أهب به مسك وكافور

ويشرق الصبح منه وهو من غررٍ غر تلالاً منهن الأسارير وتطلع الشمس فيه من سنا ملك تبسّم الدهر منه وهو مسرور الله منه إمام عادل بهرت أوصافه فهي للأمداح تحبير

الهدى وهو للعادين تتبير

وهو تقدير

غيث السماح وليث البأس فالق به محيي قل للمباري وإن لم تلقه أبداً ورب فرض محال" فخر الأنام أحل الفخر منزله فكل مدح على علياه مقصور

4

إذا أبو سالم مولى الملوك بدا بدراً تضيء بمرآه الدياجير فأي خطب يخافُ الدهر آمله وأي سؤل له في النيل تعذير بشراك بشراك يا نجل الخلافة ما حولت من نيلها والضد مقهور لك الخلود بعز الملك في نعم لا يعتري صفوها في الدهر : تكدير فانعم هنيئاً بلذات مواصلة لا يأتليهن إلمام وتكرير لا زلت تلقى المنى في غبطة أبداً ما دام لله تهليل وتكبير

وقال وكتب به على قلم فضة :

إذا شهدت بالنصر خطية القنا فملكت أمر الفتح من دون ما شرط كفى شاهداً مني بفضلك ناطقاً لساني مهما أفصحت ألسن الخطي وقال وكتب به على سكين :

أروح بأمر المستعين وأغتدي لإذهاب طغيان البراع الرواقم ويفعل في الأقلام حدي مصلحاً كفعل ظبى أسيافيه في الأقالم

قال : ومما كتب به على قصيدة عيدية :

لما رأيت هدايا العيد أعظمها هدية الطيب في حسن وتعجيب

 

 

 

                                            110

 

 

ولم أجد في ضروب العاطرات شذا يحكي ثناءك في نشر وفي طيب

أهديت نحوك منه كل ذي أرج. ارج أنفاسه بين تشريق وتغريب وفي القبول منال السعد فالق به تلق الأماني بتأهيل وترحيب

وقال في رجل يلقب بالبعير :

وذي لقب عنتْ له عند صحبه مآرب لم يسعد عليهن مسعد دعوه بعيراً فاستشاط فقال مه أبا أحمد ، وارتد عنهم يهدهد فقلت له عد نحوهم لتعود من مرامك بالمطلوب توفى وتحمد فقال وقد غص الفضاء بصوته وقد هدرَتْ منه الشقاشق تزيد لئن عدت نادوني بعيراً كمثلها فقلتُ له لا تخش فالعود أحمد

وقال  

و بخيل ما دعوه لسكنى منزل بالجنان ضن بذلك قال لي مخزن بداري فيه كل مالي فلستُ للدار تارك قلت وفقت للصواب فحاذر قول خل مرغب في انتقالك لا تعرج على الجنان بسكنى ولتكن ساكناً بمخزن مالك

وقال رحمه الله تعالى في مركب : یا رب منشأة عجبت لشأنها وقد احتوت في البحر أ أعجب شان سكنت بجنبيها عصابة شدة حلت محل الروح في الجثمان فتحركت بإرادة مع أنها في جنسها ليست من الحيوان

                                                   111

 

 

وجرت كما قد شاءه سكانها فعلمت أن السر في السكان

وقال رحمه الله تعالى :

وذي خدع دعوه لاشتغال وما عرفوه غنا من سمين فأظهر زهده وغنى بمال وجيش الحرص منه في كمين وأقسم لا فعلتُ يمين حب فيا عجبا لحلاف مهين يغر بيسره ويمين حنت ليأكل باليسار وباليمين

. وهو الآن بحاله الموصوفة ؛ انتهى

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.