أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-06
962
التاريخ: 2024-08-02
412
التاريخ: 2023-11-02
1073
التاريخ: 2024-08-03
442
|
قام بحركة الاصلاح الديني في المانيا مارتن لوثير (Luther) (1483 - 1546) بعد ان شاهد مفاسد المؤسسة البابوية وانغماسها في الانقسام السياسي الذي كان ناشباً في اوروبا مما جعلها تبتعد بنظره عن تعاليم المسيحية الاولى. وكان لوثير من اتباع القديس اوغسطين تأثر بكتاباته الى حد بعيد وعكف على دراسة الكتب المقدسة دراسة صحيحة بعد ان أنهى دراساته في القانون في جامعة (Erfrut) وفي اللاهوت في جامعة وتنبرغ (Wittenburg) التي تسلم فيها فيما بعد منصب استاذ لعلم اللاهوت مما جعلها تشهد على يده أعظم حركة اصلاحية في تاريخ المسيحية. انطلقت الشرارة الاولى لحركة الاصلاح الديني منذ ان قام لوثير بزيارته الى روما سنة 1511. اذ شاهد فيها مظاهر الفساد والانحلال وانغماس البابوية نفسها ورجال الدين في حياة البذخ والملذات فهاله الامر وعلق على ذلك قائلاً: ان كل من يذهب الى روما يشعر بأن عقيدته الدينية تترنخ تحت الضربات التي تصيبه من جراء ما يرى هناك». ان أكثر ما اثار دهشة لوثير الاساليب التي اتبعها بعض رجال الدين لجمع صكوك الغفران. فاخذ يهاجم هذه البدعة معتبراً ان الله يغفر جميع الذنوب إذا تاب الانسان المؤمن اليه. وانه لا سبيل لخلاص الانسان الا بالأيمان برحمة الله والصلاة واسداء الشكر لله. وقد عرفت هذه العقيدة باسم عقيدة التبرير بالأيمان (Justification par la foi). لم تأبه البابوية اول الامر لاحتجاجات لوثير الموجهة ضد صكوك الغفران اذ كان على البابا ليو العاشر الشروع في انشاء كنيسة القديس بطرس بما يتلاءم مع وضع البابوية في القرن السادس عشر. ففي سنة 1515 منح ليو
صك الغفران لكل من يسهم في جمع النفقات لإكمال مشروعه على الرغم من احتجاج ملوك اوروبا الذين كانوا يشعرون بأن روما كانت تستنزف ثروات بلادهم القومية بتحويل الاموال اليها وكان من بين الذين اكتسبوا مهارة فائقة في عملية بيع صكوك الغفران الراهب الدومنيكاني تنزل (Tetzel) الذي اشتط في دعوته لشراء صكوك الغفران عندما خاطب جمع من الفلاحين بقوله: «انه ما ان يسمع رنين العملة في الصندوق حتى تكون روح من دفعت عنه الأموال قد تحررت واخذت طريقها الى الفردوس» (1). استغل لوثير هذه الحادثة وأعلن احتجاجه الشديد على تصرفات الراهب منتهزاً فرصة اجتماع الاهلين للاحتفال بعيد جميع القديسين وعلق على باب كنيسة وتنبرغ احتجاجه المتضمن خمس وتسعين حجة Thèse ضد صكوك الغفران أطلق عليها «بحث في بيان فضيلة صكوك الغفران». وقد ذاع امر هذه الوثيقة بعد ان طبعت وترجمت الى الالمانية ووزعت في جميع انحاء المانيا ذلك لم يكن الاحتجاج اللوثري دعوة الى حمل السلاح أو رد فعل من قبل رجل يرتكب المعاصي بل كان تحذيراً أو دعوة للعودة الى الاصول الدينية تحمل في طياتها موقفاً ثورياً تجاه البابوية ومفاسد رجال الدين. لقد هاجم لوثير في بيانه الوسائل التي يتم بها جمع صكوك الغفران بل انه حمل على الغفران نفسه كعملية دينية تمارسها البابوية في صورة تتنافى مع المسيحية. وذكر بان سهولة اصدار وبيع صكوك الغفران قد أضعف الاحساس بالندم وجعل الخطيئة تبدو أمراً يمكن تسويته مع انه لم ينكر سلطة البابوية في غفران الخطايا. ومما قاله: «لو علم البايا بأنواع الاغتصاب والاكراه والظلم التي يمارسها وعاظـه الفاسدون المرتشون لفضل رؤية كاتدرائية القديس بطرس وهي تلتهمها النيران وتصير الى رماد بدلاً من ان يراها مشيدة على جلود وعظام ولحوم رعاياه المسيحيين"(2). لم يكتف لوثير بهذا الاحتجاج بل انه دعا امراء المانيا الذين هللوا لموقفه ليتزعموا هذه الحركة. وبذلك يكون لوثير أول المصلحين الذين خرجوا على الكنيسة بعد ان آمن غيره بإصلاحها من الداخل. وقد اوضح مضمون حركته في عدة مبادئ طرحها بين العامة. فكانت اساسا لحركة الاصلاح الديني ومن اهمها:
- وجوب اخضاع رجال الدين للسلطة المدنية واعطاء الامبراطور والامراء سلطة تفوق سلطة الكنيسة.
- الكتاب المقدس هو قانون الايمان الوحيد وليس لأحد حتى البابا نفسه الحق في احتكار تفسيره. اذ يحق لكل انسان عاقل قراءة نصوص الكتاب المقدس وتفسيرها وفق مفاهيمه.
- اباحة الزواج والطلاق لجميع المسيحيين بمن فيهم القساوسة وتحريم التبتل والنذور.
- ازالة التماثيل والصور وعدم تقديس القديسين لأنه نوع من عبادة الاوثان.
.............................................
1- FEBVRE. L. Un destin Martin Luther. Collection Hier Paris 1968 P. 52.
2- لم يكن لوثير يزعم في بيانه انه يضع مشروع عقيدة جديدة بقدر ما أراد أن يوضح ان وحدة هو الذي يغفر للناس. راجع STAUFFER. R. La Réforme Que Sais-je? No. (1376) Paris 1974 P. 18. وللمزيد من الشروحات حول بيان لوثير انظر 286. LORTZ. J.: Op. cit. t 1.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|