أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2014
1445
التاريخ: 11-10-2014
2102
التاريخ: 2024-07-20
412
التاريخ: 18-11-2014
1474
|
{ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ} [يوسف: 88]
يُقَالُ: أَصَابَنَا بِهم سِنِينَ شِدَادٌ قِحَاطٌ [1].
الضُّرُّ: الهُزَالُ مِن الجُوعِ وَالشِّدَّةِ [2].
يُقَالُ: فُلَانٌ أَزجَيتُه وَطَرَدتُهُ، وَ: {مُّزْجَاةٍ} بِضَمِّ المِيمِ، وَسُکُونِ الزَّاءِ المُعجَمَةِ: المَدفُوعَةُ، يَدفَعُهَا کُلُّ تَاجِرٍ رَغبَةً عَنهَا، وَقِيلَ: المُزجَاةُ؛ کَانَت مِن مَتَاعِ الأَعرَابِ؛ الصُّوفُ وَالسَّمَنُ، وَقِيلَ: کَانَت دَرَاهِمَ زُيُوفَاً، لَا تُنفَقُ في ثَمَنِ الطَّعَامِ [3].
وَفي کِتَابِ النُّبُوَّةِ: بِالإِسنَادِ عَن الصَّادِقِ(عليه السلام) في خَبَرٍ طَويِلٍ: (أَنَّ يَعقُوبَ(عليه السلام) کَتَبَ إِلى عَزِيزِ مِصرَ، وَهوَ يُوسُف:
بِسمِ اللَّـهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ، إِلَى عَزِيزِ مِصرَ، وَمَظهَرِ العَدلِ، وَمُوفِي الكَيلِ، مِن يَعقُوبَ بن إِسحَاقَ بن إِبرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّـهِ، صَاحِبِ نُمرُودَ الَّذِي جَمَعَ لِإِبرَاهِيمَ الحَطَبَ وَالنَّارَ لِيُحرِقَهُ بِهَا، فَجَعَلَهَا اللهُ عَلَيهِ بَردَاً وَسَلَاماً، وَأَنجَاهُ مِنهَا.
أُخبِرُكَ أَيُّهَا العَزِيزُ، أَنَّا أَهلُ بَيتٍ قَدِيمٍ، لَم يَزَلِ البَلَاءُ إِلَينَا سَرِيعاً مِنَ اللَّـهِ؛ لِيَبلُوَنَا بِذَلِكَ عِندَ السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، وَأَنَّ مَصَائِبَ تَتَابَعَت عَلَيَّ مُنذُ عِشرِينَ سَنَةً:
أَوَّلُهَا: أَنَّهُ كَانَ لِيَ ابنٌ سَمَّيتُهُ يُوسُفَ، وَكَانَ سُرُورِي مِن بَينِ وُلدِي، وَقُرَّةَ عَينِي، وَثَمَرَةَ فُؤَادِي، وَأَنَّ إِخوَتَهُ مِن غَيرِ أُمِّهِ سَأَلُونِي أَن أَبْعَثَهُ مَعَهُم يَرتَعُ وَيَلعَبُ، فَبَعَثتُهُ مَعَهُم بُكرَةً، وَإِنَّهُم جَاؤونِي عِشَاءً يَبكُونَ، وَجَاؤونِي عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ، فَزَعَمُوا: أَنَّ الذِّئبَ أَكَلَهُ، فَاشتَدَّ لِفَقدِهِ حُزنِي، وَكَثُرَ عَلَى فِرَاقِه بُكَائِي، حَتَّى ابيَضَّت عَينَايَ مِنَ الحُزنِ.
وَأَنَّهُ كَانَ لَهُ أَخٌ مِن خَالَتِهِ، وَكُنتُ بِهِ مُعجَباً، وَعَلَيهِ رَفِيقَاً، وَكَانَ لِي أَنِيسَاً، وَكُنتُ إِذَا ذَكَرتُ يُوسُفَ ضَمَمتُهُ إِلَى صَدرِي، فَيَسكُنُ بَعضُ مَا أَجِدُ فِي صَدرِي.
وَأَنَّ إِخوَتَهُ ذَكَرُوا لِي: إِنَّكَ أَيُّهَا العَزِيزُ سَأَلْتَهُمْ عَنهُ؟ وَأَمَرتَهُم أَن يَأتُوكَ بِهِ، وَإِن لَم يَأتُوكَ بِهِ مَنَعتَهُمُ المِيرَةَ لَنَا مِنَ القَمحِ مِن مِصرَ، فَبَعَثتُهُ مَعَهُم لِيَمتَارُوا لَنَا قَمحَاً، فَرَجَعُوا إِلَيَّ فَلَيسَ هُوَ مَعَهُم، وَذَكَرُوا أَنَّهُ سَرَقَ مِكيَالَ الملِكِ، وَنَحنُ أَهلُ بَيتٍ لَا نَسرِقُ، وَقَد حَبَستَهُ، وَفَجَعتَنِي بِهِ، وَقَدِ اشتَدَّ لِفِرَاقِهِ حُزنِي، حَتَّى تَقَوَّسَ لِذَلِكَ ظَهرِي، وَعَظُمَت بِهِ مُصِيبَتِي، مَعَ مَصَائِبَ مُتَتَابِعَاتٍ عَلَيَّ.
فَمُنَّ عَلَيَّ بِتَخلِيَةِ سَبِيلِهِ، وَإِطلَاقِهِ مِن مَحبَسِهِ، وَطَيِّب لَنَا القَمحَ، وَاسمَح لَنَا فِي السِّعرِ، وَعَجِّل سَرَاحَ آلِ يَعقُوبَ.
فَلَـمَّا مَضَى وُلدُ يَعقُوبَ مِن عِندِهِ نَحوَ مِصرَ بِكِتَابِهِ، نَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَى يَعقُوبَ، فَقَالَ لَهُ: يَا يَعقُوبُ، إِنَّ رَبَّكَ يَقُولُ لَكَ: مَنِ ابتَلَاكَ بِمَصَائِبِكَ الَّتِي كَتَبتَ بِهَا إِلَى عَزِيزِ مِصرَ؟ قَالَ يَعقُوبُ: أَنتَ بَلَوتَنِي بِهَا، عُقُوبَةً مِنكَ وَأَدَباً لِي، قَالَ اللهُ: فَهَل كَانَ يَقدِرُ عَلَى صَرفِهَا عَنكَ أَحَدٌ غَيرِي؟ قَالَ يَعقُوبُ: اللَّـهُمَّ لَا، قَالَ: أَفَمَا استَحيَيتَ مِنِّي حِينَ شَكَوتَ مَصَائِبَكَ إِلَى غَيرِي، وَلَم تَستَغِث بِي، وَتَشكُو مَا بِكَ إِلَيَّ؟ فَقَالَ يَعقُوبُ: أَستَغفِرُكَ يَا إِلَهِي وَأَتُوبُ إِلَيكَ، وَأَشكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَيكَ.
فَقَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: قَد بَلَغتُ بِكَ يَا يَعقُوبُ وَبِوُلدِكَ الخَاطِئِينَ الغَايَةَ فِي أَدَبِي، وَلَو كُنتَ يَا يَعقُوبُ شَكَوتَ مَصَائِبَكَ إِلَيَّ عِندَ نُزُولِهَا بِكَ وَاستَغفَرتَ، وَتُبتَ إِلَيَّ مِن ذَنبِكَ لَصَرَفتُهَا عَنكَ بَعدَ تَقدِيرِي إِيَّاهَا عَلَيكَ، وَلَكِنَّ الشَّيطَانَ أَنسَاكَ ذِكرِي، فَصِرتَ إِلَى القُنُوطِ مِن رَحمَتِي، وَأَنَا اللهُ الجَوَادُ الكَرِيمُ، أُحِبُّ عِبَادِيَ المُستَغفِرِينَ التَّائِبِينَ، الرَّاغِبِينَ إِلَيَّ فِيمَا عِندِي يَا يَعقُوبُ.
أَنَا رَادٌّ إِلَيكَ يُوسُفَ وَأَخَاهُ، وَمُعِيدٌ إِلَيكَ مَا ذَهَبَ مِن مَالِكَ وَلَحمِكَ وَدَمِكَ، وَرَادٌّ إِلَيكَ بَصَرَكَ، وَ يَقُوّمُ لَكَ ظَهرُكَ، فَطِب نَفسَاً، وَقُرَّ عَينَاً، وَإِنَّ الَّذِي فَعَلتُهُ بِكَ كَانَ أَدَبَاً مِنِّي لَكَ، فَاقبَل أَدَبِي.
وَمَضَى وُلدُ يَعقُوبَ بِكِتَابِهِ نَحوَ مِصرَ، حَتَّى دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ فِي دَارِ المملَكَةِ، فَـ {قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا} بِأَخِينَا ابن يَامِين، وَهَذَا كِتَابُ أَبِينَا يَعقُوبَ إِلَيكَ فِي أَمرِهِ، يَسأَلُكَ أَن تَمُنَّ بِهِ عَلَيهِ.
قَالَ: فَأَخَذَ يُوسُفُ كِتَابَ يَعقُوبَ فَقَبَّلَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى عَينَيهِ، وَبَكَ وَانتَحَبَ، حَتَّى بَلَّت دُمُوعُهُ القَمِيصَ الَّذِي عَلَيهِ، ثُمَّ أَقبَلَ عَلَيهِم، فَـ: {قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ} مِن قَبْلُ: {وَأَخِيهِ} مِن بَعدُ: {قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّـهُ عَلَيْنَا * قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّـهُ عَلَيْنَا} فَلَا تَفضَحنَا، وَلَا تُعَاقِبنَا اليَومَ، وَاغفِر لَنَا: {قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّـهُ لَكُمْ} .
قَالَ ابنُ الأَنبَارِيُّ: هَذَا استِفهَامٌ، يَعنِي بِهِ تَعظِيمُ القِصَّةِ، وَمَعنَاهُ: مَا أَعظَم مَا ارتَکَبتُم، وَمَا أَقبَحَ مَا آتَيتُم بِهِ؛ مِن قَطِيعَةِ الرَّحِمِ، وَتَضييِّعِ حَقِّهِ، کَمَا يَقُولُ الرَّجُلُ: هَل تَدرِي مَن عَصَيتَ إِذ أَنتُم جَاهِلُونَ لَا تَعلَمُونَ قُبحَهُ؛ يَعنِي: هَل عَلِمتُم قُبحَهُ، فَتُبتُم إِلى اللَّـهِ مِنهُ؟ لأَنَّ عِلمَ القَبحِ يَجُرُّ إِلى التَّوبَةِ، وَقِيلَ: مَعنَاهُ؛ أَنتُم صِبيَانٌ أَو شُبَّانٌ حِينَ يَغلِب عَلَى الإِنسَانِ الجَهلُ؟ {قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ} هَذَا استِفهَامُ تَقرِيرٍ؛ وَلِذَلِكَ حُقِّقَ بِأَن وَاللَّامُ عَلَيهِ [4].
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|