أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-28
1146
التاريخ: 2023-02-12
1211
التاريخ: 2023-03-04
1234
التاريخ: 19-1-2023
1475
|
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 30]
وإذ قال ربك للملا كانوا في الأرض مع إبليس وقد طردوا عنها الجن بني الجان وخففت العبادة [1] .
القمي عن الصادق ( عليه السلام ) إن إبليس كان بين الملائكة يعبد الله في السماء وكانت الملائكة تظنه منهم ولم يكن منهم وذلك أن الله خلق خلقا قبل آدم وكان إبليس حاكما فيهم فأفسدوا في الأرض وعتوا وسفكوا بغير حق فبعث الله عليهم الملائكة فقتلوهم وأسروا إبليس ورفعوه معهم إلى السماء فكان مع الملائكة يعبد الله إلى أن خلق الله آدم فلما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم وظهر ما كان من حسد إبليس له واستكباره علمت الملائكة أنه لم يكن منهم ، وقال إنما دخل في الأمر لكونه منهم بالولاء ولم يكن من جنسهم .
والعياشي عنه ( عليه السلام ) أنه سئل عن إبليس أكان من الملائكة أو هل يلي شيئا من أمر السماء ؟ قال : لم يكن من الملائكة ولم يكن يلي شيئا من أمر السماء وكان من الجن وكان مع الملائكة وكانت الملائكة ترى أنه منها وكان الله يعلم أنه ليس منها فلما أمر بالسجود كان منه الذي كان .
وفي الكافي : عنه ( عليه السلام ) مثله إلى قوله ولم يكن يلي شيئا من أمر السماء وزاد بعده ولا كرامة إني جاعل في الأرض خليفة بدلا منكم ورافعكم منها فاشتد ذلك عليهم لأن العبادة عند رجوعهم إلى السماء تكون أثقل عليهم .
وفي رواية خليفة تكون حجة لي في أرضي على خلقي كما يأتي قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء كما فعلته الجن بني الجان الذين قد طردناهم عن هذه الأرض ونحن نسبح بحمدك ننزهك عما لا يليق بك من الصفات ونقدس لك نطهر أرضك ممن يعصيك .
قال إني أعلم ما لا تعلمون من الصلاح الكامن فيه ومن الكفر الباطن في من هو فيكم وهو إبليس لعنه الله .
القمي عن الباقر عن آبائه عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) ، ورواه في العلل أيضا عنه ( عليه السلام ) على اختلاف في ألفاظه قال : إن الله لما أراد أن يخلق خلقا بيده وذلك بعدما مضى عن الجن والنسناس في الأرض سبعة آلاف سنة فرفع سبحانه حجاب السماوات وأمر الملائكة أن انظروا إلى أهل الأرض من الجن والنسناس فلما رأوا ما يعملون فيها من المعاصي وسفك الدماء والفساد في الأرض بغير الحق عظم ذلك عليهم وغضبوا الله تعالى وتأسفوا على الأرض ولم يملكوا غضبهم وقالوا ربنا أنت العزيز القادر العظيم الشأن وهذا خلقك الذليل الحقير المتقلب في نعمتك المتمتع بعافيتك المرتهن في قبضتك وهم يعصونك بمثل هذه الذنوب ويفسدون في الأرض ولا تغضب ولا تنتقم لنفسك وأنت تسمع وترى وقد عظم ذلك علينا وأكبرناه لك ، فقال جل جلاله : إني جاعل في الأرض خليفة تكون حجة لي في أرضي على خلقي .
قالت الملائكة {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} كما فعل هؤلاء ويتحاسدون ويتباغضون فاجعل ذلك الخليفة منا فانا لا نتحاسد ولا نتباغض ولا نسفك الدماء {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} قال تبارك وتعالى : {قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} إني أريد أن أخلق خلقا بيدي واجعل من ذريته الأنبياء والمرسلين وعباد الله الصالحين وأئمة مهديين واجعلهم خلفائي على خلقي في أرضي يهدونهم إلى طاعتي وينهونهم عن معصيتي وأجعلهم حجة لي عليهم عذرا ونذرا وأبين النسناس عن أرضي وأطهرها منهم وأنقل الجن المردة العصاة عن بريتي وخيرتي من خلقي وأسكنهم في الهواء وفي اقفار الأرض فلا يجاورون خلقي وأجعل بين الجن وبين نسل خلقي حجابا ومن عصاني من نسل خلقي الذين اصطفيتهم أسكنتهم مسكن العصاة وأوردتهم مواردهم فقالت الملائكة : سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا قال : فباعدهم الله عز وجل من العرش مسيرة خمسماءة عام فلاذوا بالعرش وأشاروا بالأصابع فنظر الرب جل جلاله إليهم ونزلت الرحمة فوضع لهم البيت المعمور فقال : طوفوا به ودعوا العرش فإنه لي رضا .
فطافوا به وهو البيت الذي يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه أبدا ووضع الله تعالى البيت المعمور توبة لأهل السماء والكعبة توبة لأهلالأرض فقال الله تبارك وتعالى :{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} [الحجر: 26] قال وكان ذلك من الله تعالى تقدمة في آدم قبل أن يخلقه واحتجاجا منه عليهم قال فاغترف جل جلاله من الماء العذب الفرات غرفة بيمينه وكلتا يديه يمين فصلصلها فجمدت ، وقال الله جل جلاله : ( منك أخلق النبيين والمرسلين وعبادي الصالحين والأئمة المهديين الدعاة إلى الجنة واتباعهم إلى يوم القيامة ولا أسئل عما أفعل وهم يسألون ) .
ثم اغترف من الماء المالح الأجاج غرفة فصلصلها فجمدت فقال تعالى : ومنك أخلق الفراعنة والجبابرة واخوان الشياطين والعتاة والدعاة إلى النار وأشياعهم إلى يوم القيامة ( ولا اسئل عما أفعل وهم يسألون ) قال وشرط في ذلك البداء فيهم ولم يشترط في أصحاب اليمين ثم خلط الماءين جميعا في كفه فصلصلهما ، ثم كفاهما قدام عرشه وهما سلالة من طين ثم أمر ملائكة الجهات الشمال والجنوب والصبا والدبور أن يجولوا على هذه السلالة من الطين فأبرؤوها وأنشأوها ثم جزؤ وها وفصلوها وأجروا فيها الطبائع الأربع المرتين [3] والدم والبلغم ، فجالت الملائكة عليها وأجروا فيها الطبائع الأربع فالدم من ناحية الصبا والبلغم من ناحية الشمال والمرة الصفراء من ناحية الجنوب والمرة السوداء من ناحية الدبور فاستقلت النسمة وكمل البدن فلزمه من جهة الريح حب النساء وطول الأمل والحرص ومن جهة البلغم حب الطعام والشراب والبر والحلم والرفق ومن جهة المرة الغضب والسفه والشيطنة والتجبر والتمرد والعجلة ومن جهة الدم حب الفساد واللذات وركوب المحارم والشهوات .
قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : وجدنا هذا في كتاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وزاد القمي في روايته فخلق الله آدم ( عليه السلام ) وبقي أربعين سنة مصورا وكان يمر به إبليس اللعين فيقول : لأمر ما خلقت قال العالم ( عليه السلام) : فقال إبليس لئن أمرني الله بالسجود لهذا عصيته قال ثم نفخ فيه الروح وبلغت دماغه عطس عطسة وجلس منها مستويا فقال الحمد لله فقال الله عز وجل يرحمك الله ربك يا آدم فقال الإمام ( عليه السلام ) فسبقت له من الله الرحمة .
أقول : أكثر ما تضمنه هذا الحديث قد روي في أخبار كثيرة عنهم ( عليهم السلام ) .
وفي رواية العياشي أن الملائكة منوا على الله بعبادتهم إياه فأعرض عنهم وأنهم قالوا في سجودهم في أنفسهم ما كنا نظن أن يخلق الله خلقا أكرم عليه منا نحن خزان الله وجيرانه وأقرب الخلق إليه فلما رفعوا رؤوسهم قال الله واعلم ما تبدون من ردكم علي وما كنتم تكتمون من ظنكم أني لا أخلق خلقا أكرم علي منكم فلما عرفت الملائكة أنها وقعت في خطيئة لا ذوا بالعرش وانها كانت عصابة من الملائكة ولم يكن جميعهم . الحديث .
وعن الباقر ( عليه السلام ) كان ذلك تعصيا منهم فاحتجب عنهم سبع سنين.
فلا ذوا بالعرش يقولون لبيك ذا المعارج لبيك حتى تاب عليهم فلما أصاب آدم الذنب طاف بالبيت حتى قبل الله منه .
وفي الكافي والعياشي عنه ( عليه السلام ) فغضب الله عليهم ثم سألوه التوبة فأمرهم أن يطوفوا بالضراح [4] وهو البيت المعمور فمكثوا يطوفون به سبع سنين يستغفرون الله مما قالوا ثم تاب الله عليهم من بعد ذلك ورضي عنهم فكان هذا أصل الطواف ثم جعل الله البيت الحرام حذاء الضراح توبة لمن أذنب من بني آدم وطهورا لهم .
وفي العلل عن الصادق ( عليه السلام ) فحجبهم عن نوره سبعة [5] آلاف عام فلا ذوا بالعرش سبعة آلاف سنة فرحمهم وتاب عليهم وجعل لهم البيت المعمور الذي في السماء الرابعة فجعله مثابة لهم وأمنا ووضع البيت الحرام تحت البيت المعمور فجعله مثابة للناس وأمنا فصار الطواف سبعة أشواط أوجب على العباد لكل ألف سنة شوطا .
أقول : لا منافاة بين السبع سنين وسبعة آلاف عام لأن مدة السنين والأيام تختلف باختلاف النشئات والعوالم ، قال الله تعالى :{فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج: 4] وقال {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ } [الحج: 47] فيجوز أن يكون تارة عده بسني نشأة وأخرى بسني أخرى .
[1] يحتمل كون البناء للفاعل والعبادة مفعولا والضمير المستتر للجان بني الجان يعني قد طردهم الملائكة في حال إفسادهم في الأرض وتخفيفهم وتحقيرهم للعبادة وعدم اعتنائهم بها أو تقليلهم للعبادة بالنسبة إلى سابق الزمان وللمفعول والعبادة نائب الفاعل والفاعل الحقيقي أيضا الجن بني الجان بأحد المعنيين أو للمفعول ونائب الفاعل مستتر يرجع إلى الملائكة والعبادة منصوب على أنه مفعول ثان أي وقد خفف الله على الملائكة العبادة بالنسبة إلى عبادتهم في عالم الملكوت منه قدس سره .
[2] روى العياشي هذه الرواية في سورة الحجر من قوله : قال الله تعالى : إني خالق بشرا إلى قوله وهما سلالة من طين . منه قدس الله سره
[3] والمرة إحدى الطبائع الأربع من الدم والسوداء والصفراء والبلغم والمرة : القوة وشدة العقل أيضا . صحاح اللغة .
[4] الضراح بضم الضاد المعجمة ثم الراء ثم الحاء المهملتين . منه قدس الله سره .
[5] لعل السبعة آلاف سنة كناية عن عمر الدنيا فإن في هذه المدة يتكامل هذا النوع وينال الملائكة المسخرون له قسطهم من الكمال ولعل البيت المعمور كناية عن ملكوت قلوب الأولياء وروحا نيتها ( منه ) .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|