المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
حور محب والحملة إلى بلاد بنت.
2024-06-29
حور محب وحروبه في آسيا.
2024-06-29
إجراءات إدارية في عهد حور محب.
2024-06-29
الأنظمة التشريعية في عهد حور محب.
2024-06-29
اصلاح القوانين في عهد حور محب.
2024-06-29
{وضائق به صدرك ان يقولوا لولا انزل عليه كنز}
2024-06-29

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الطرق المختلفة في حبّ الأطفال / دعاء الأبوين في حق الولد  
  
87   09:24 صباحاً   التاريخ: 2024-06-27
المؤلف : محمد جواد المروجي الطبسي
الكتاب أو المصدر : حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص65ــ68
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

إن من وظائف الأولاد الدعاء في حق أبويهما وطلب الرحمة والمغفرة لهما من الله تعالى، قال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}[الاسراء: 25]. لكن الأولاد بحاجة ماسة إلى دعاء الأبوين؛ لأنهم في مبتدأ الطريق وهم بحاجة شديدة إلى مساعدة الأبوين، فإنّ دعاء الابوين في حق أولادهم سريع الإجابة، ومن هنا إذا وجدنا أناساً لحقوا بالصالحين والأبرار فإنّ لوالديهم ودعائهما أثراً بالغاً في بلوغهم ذلك المـقـام. وعلى العكس من ذلك لو نجد بعض من ساءت عاقبة أمره فإنه قد ابتلي بسخط الأبوين عليه، وعليه فلدعاء الأبوين في حق أبنائهم دور مهم ومؤثر في حياتهم، وقد استقرت سيرة الأنبياء والمعصومين (عليهم السلام) العملية على ذلك حيث كانوا يطلبون سعادةً وتوفيق أبنائهم من الله تعالى، قال الله تعالى حكايةً عن إبراهيم {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ} [البقرة: 128].

والآن وبعد أن وقفنا على أهمية دعاء الوالدين في حق الأولاد وطلب سلامتهم وسعادتهم من الله تعالى، نحاول البحث عن ذلك في كلمات وسيرة أهل البيت (عليهم السلام).

دعاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) للصبيان

قالت عائشة: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يؤتى بالصبيان، فيدعو لهم، ويبارك عليهم(1).

استغفار يعقوب (عليه السلام) لبنيه

وعن إسماعيل بن الفضل الهاشمي، قال: قلت لجعفر بن محمد (عليه السلام): أخبرني عـن يعقوب (عليه السلام) لما قال له بنوه: {يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} [يوسف: 97، 98] فأخر الاستغفار لهم... قال وأخر يعقوب العفو؛ لأن عفوه إنما كان عن حق غيره، فأخرهم إلى السحر ليلة الجمعة(2).

صلاة الإمام الصادق (عليه السلام) عن ولده

قال عمر بن يزيد: كان أبو عبد الله (عليه السلام) يصلّي عن ولده كل ليلة ركعتين، وعن والده في كل يوم ركعتين... وكان يقرأ فيهما: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ و ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ}(3).

دعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام) في حق ولده

قال (عليه السلام): ((اللهم ومُنَّ عليَّ ببقاء ولدي وبإصلاحهم لي، وبإمتاعي بهم، إلهي، أمدد لي أعمارهم، وزد لي في آجالهم، وربّ لي صغيرهم، وقوّ لي ضعيفهم، وأصح لي أبدانهم وأديانهم وأخلاقهم، وعافهم في أنفسهم وفي جوارحهم، وفي كل ما عنيت به من أمرهم وأدرر لي وعلى يدي أرزاقهم، واجعلهم أبراراً أتقياء بصراء سامعين مطيعين لك، ولأوليائك محبين مناصحين، ولجميع أعدائك معاندين مبغضين، آمين.

اللهم اشدد بهم عضدي وأقم بهم أودي، وكثر بهم عددي، وزين بهم محضري، وأحي بهم ذكري، واكفني بهم في غيبتي، وأعني بهم عـلـى حـاجتي، واجعلهم لي محبّين، وعليّ حد بين مقبلين مستقيمين لي مطيعين غـيـر عـاصين ولا عاقين ولا مخالفين ولا خاطئين، وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم، وهب لي من لدنك معهم أولاداً ذكوراً، واجعل ذلك خيراً لي، واجعلهم لي عوناً على ما سألتك، وأعذني وذريتي من الشيطان الرجيم.

اللهم أعطنا جميع ذلك بتوفيقك ورحمتك، وأعذنا من عذاب السعير، وأعط جميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات مثل الذي سألتك لنفسي ولولدي في عاجل الدنيا وآجل الآخرة...))(4).

ثلاث دعوات مستجابة

قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): ((ثلاث دعوات لا يحجبن عن الله... دعاء الوالد لولده إذا بره، ودعوته عليه إذا عقه...))(5).

رفع درجة العبد باستغفار أبويه له

روى أبو القاسم الكوفي عن النبي (صلى الله عليه وآله): ((إنّ العبد ليرفع له درجة في الجنة لا يعرفها من أعماله، فيقول: ربّ أنى لي هذه؟ فيقول: باستغفار والديك لك من بعدك))(6).

دعاء المجلسي في حق ولده

حكى أحمد البهبهاني - سبط الأستاذ الأكبر - نقلاً عن بعض الثقات، عن محمد تقي المجلسي، أنه قال: عرض لي بعد الفراغ مـن صــلاة الـلـيـل والتهجد حال عرفت فيه استجابة الدعاء، ففكرت في نفسي لمن أدعـو؟ ومـا ينبغي لي أن أطلب من الله تعالى؟ فإذا بصوت محمّد باقر قد علا وهو في المهد، فقلت: اللهم اجعل هذا الولد مروّجاً للدين، وناشراً لأحكام خير المرسلين، ووفقه بتوفيقك يا كريم....(7).

___________________________

(1) كتاب العيال، ج1، ص402.

(2) بحار الأنوار، ج12، ص280.

(3) وسائل الشيعة، ج 2، ص 656.

(4) الصحيفة السجادية من دعائه (عليه السلام) لولده.

(5) سفينة البحار، ج1، ص 458.

(6) مستدرك الوسائل، ج1، ص 439.

(7) مردان علم در میدان عمل، ص 117. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.