صدرَ حديثًا عن المَجمَع العلميّ للقرآن الكريم في العتبة العبّاسيّة المقدّسة الكتيّب الأوَّل من سلسلة ندواته العلميّة ضمن مشروع (المنصّة القرآنيّة). ويُشرف على إصدار سلسلة النّدوات الموسومة بـ(سنابل) مركز الدّراسات والبحوث القرآنيّة التّابع للمَجمَع. وتضمّنت النّدوة القرآنيّة (حركة النّصح في كتاب الله الكريم) التي قدّمها الشّيخ غزوان الخزاعي، على محاور متعدّدة ذات أهميّة كبيرة لما لها أنْ تجهد نفسها في الإجابة عن تساؤلات مهمّة وهي تسعى إلى تقديم رؤية أخرى في قراءة النّص القرآنيّ الكريم منها التّفسير والتّأويل، وهي تفرض طبيعة أهدافها وتعلن عن غاياتها بأسلوب حواري فاعل؛ لمناقشة الظواهر القرآنيّة وإرساء الأسس العتيدة والركائز المهمّة لسلامة مضمون النّص القرآنيّ واستجلاء معانيه المتجدّدة في رسم المعطى القرآنيّ والعمل بمقتضياته. وتطرح النّدوات التي تأتي ضمن المشروع القرآنيّ (المنصّة القرآنيّة) رؤيته راسخة تدعو إلى «عالمٍ قرآنيّ فاعل متناغم متعايش» فقد تعدّدت أساليبه وتنوّعت مضامينه وتجلّى سعيه في قصد سبيل الثّقلين لبناء صرحٍ قرآنيٍّ هدفه الأسمى نشر الثّقافة القرآنيّة وبلورة معانيها.

ويسعى مركز الدّراسات والبحوث القرآنيّة التابع إلى المَجمَع العلميّ للقرآن الكريم إلى تجسيد الرؤية القرآنيّة على وَفقِ نتاجات علميّة معرفيّة قرآنيّة تستند إلى الأهداف الكبرى التي تبنّاها المَجمَع العلميّ. ويهدف المَجمَع العلميّ عَبرَ مشروعه القرآنيّ إلى أن يمضي المرء متسلّحًا بثقافة القرآن، ذلك يعني أنّه أخذ بأسباب النّجاة، واختار لخطواته الصّواب نحو مسار السّلوك القويم، بل أن يتبصّر أكثر بمضامين القرآن الكريم فقد نال هدى الآيات القرآنيّة قاصدًا سبيل المفلحين في الدّارين. وتتيح المنصّة الفرصة للباحثين والمختصّين المحترفين لتقديم رؤاهم القرآنيّة بما ينسجم وتراثنا المعرفيّ لمدرسة أهل البيت (عليهم السّلام) فضلًا عمّا تقدّمه من معارف قرآنيّة متعدّدة تعمل على تبصير الإنسان بالحقائق العلميّة والتي بدورها تعمل على تطويره فكريًّا وعلميًّا.