المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مسائل في زكاة الفطرة
2024-11-06
شروط الزكاة وما تجب فيه
2024-11-06
آفاق المستقبل في ضوء التحديات
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / حرمة الربا.
2024-11-06
تربية الماشية في ألمانيا
2024-11-06
أنواع الشهادة
2024-11-06

معاملات التوزع (Distribution coefficients)
2024-01-02
قاعدة « نفي السبيل »
20-9-2016
 مما تأويله حكاية في نفس تنزيله و شرح معناه
2023-12-17
معنى {إِلىٰ رَبِّهٰا نٰاظِرَةٌ}
15-11-2015
استحباب الأضحية.
28-4-2016
مفهوم القياس الحراري عند العلماء العرب والمسلمين
2023-05-07


رسالة ابن خاتمة الى لسان الدين  
  
432   01:53 صباحاً   التاريخ: 2024-05-28
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج6، ص: 28-30
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-31 848
التاريخ: 2024-05-06 557
التاريخ: 2024-01-16 965
التاريخ: 2023-02-16 1319

رسالة  ابن  خاتمة  إلى لسان الدين

وقال  لسان   الدين  رحمه  الله   تعالى  :  ولما   قضى   الله  عزل  وجل  بالإدالة   ورجعنا   الى   أوطاننا  من العدوة    واشتهر  عني   ما اشتهر   من الانقباض   عن الخدمة    واليه السلطان  والدولة  والتكبر  على  أعلى  رتب  الخدمة   وتطارحت   على  السلطان   في استنجاز  وعد الرحلة    ورغبت   في تبرئة   الذمة   ونفرت  عن الاندلس  بالجملة  خاطبي   -  يعني   أبا جعفر   ابن  خاتمة  -  بعد صدر   بلغ    من حسن    الإشارة    وبراعة   الاستهلال   الغاية   بقوله  : (  والى   هذا  يا سيدي  ومحل   تعظيمي  وإجلالي  أمتع   الله تعالى    الوجود   بطول    بقائكم   وضاعف  في العز   درجات  ارتقائكم   فإنه  من الأمر   الذي لم  يغب   عن  رأي   العقول   ولا اختلف  فيه أرباب   المعقول   أنكم    بهذه   الجزيرة   شمس   أفقها    وتاج   مفرقها   وواسطة  سلكها   وطراز ملكها   وقلادة   نحرها  وفريدة  دهرها   وعقد  جيدها  المنصوص  وتمام 

                                                          28

زينتها على العموم والخصوص، ثم أنتم مدار أفلاكها ، وسر سياسة أملاكها و ترجمان بيانها ، ولسان إحسانها ، وطب مارستانها، والذي عليه عقد إدارتها ،

و به قوام إمارتها ، فلديه يحل المشكل، وإليه يلجأ في الأمر المعضل ، فلا غرو تتقيد بكم الأسماع والأبصار ، وتحدق نحوكم الأذهان والأفكار ، ويزجر عنكم

السانح والبارح ، ويستنبأ ما تطرف عنه العين وتختلج الجوارح ، استقراء

لمرامكم ، واستطلاعاً لطالع اعتزامكم ، واستكشافاً عن مرامي سهامكم

لا سيما مع إقامتكم على جناح خفوق ، وظهوركم في ملتمع بروق ، واضطراب الظنون فيكم مع الغروب والشروق ، حتى تستقر بكم الديار ، ويلقي عصاه التسيار ، ولها العذر في ذلك إذ صدعها بفراقكم لم يندمل ، وسرورها بلقائكم لم يكتمل ، ولم يبرأ بعد جناحها المهيض ، ولا جسم ماؤها المغيض ،

،

ولا تميزت من داجيها لياليها البيض ، ولا استوى نهارها ، ولا تألفت أنهارها ولا اشتملت نعماؤها ، ولا نُسيت عماؤها ، بل هي كالناقة ، والحديث العهد بالمكاره ، يستشعر نفس العافية ، ويتمسح منكم باليد الشافية

، فبحنانكم عليها ، وعظيم حرمتكم على من لديها ، لا تشوبوا لها عذب المجاج بالأجاج ، وتفطموها عما عودت من طيب المزاج ، فما لدائها وحياة قربكم غير طبكم من علاج . وإني ليخطر بخاطري محبة فيكم ، وعناية بما يعنيكم ، ما نال جانبكم صانه الله تعالى بهذا الوطن من الجفاء ، ثم أذكر ما نالكم من

حسن العهد وكرم الوفاء ، وأن الوطن إحدى المواطن الأظار التي يحق لهن جميل الاحتفاء ، وما يتعلق بكم من حرمة أولياء القرابة وأوداء الصفاء، فيغلب على ظني أنكم لحسن العهد أجنح ، وبحق نفسكم عن حق

أوليائكم أسمح ، وليلتي هي أعظم قيمة من فضائلكم أو هَبُ وأَسْجَحُ ، وهب أن الدر لا يحتاج في الإثبات ، إلى شهادة النحور واللبات، والياقوت غني في المكان ، عن مظاهرة القلائد والتيجان ، أليس أنه أعلى للعيان ، وأبعد عن مكابرة البرهان ، تألقها في تاج الملك أنوشروان ؟ فالشمس وإن كانت أم الأنوار ، وجلاء الأبصار ، مهما أغمى مكانها من الأفق

                                          29

قيل : أليل  هو أم   نهار  وكما في  علمكم  مافارق ذوو   الارحام  وأولو الاحلام 

واطن  استقرارهم  وأماكن  قرارهم   إلا  برغمهم   واضطرارهم   واستبدال 

دار  خير   من دارهم    ومتى  توازن  الاندلس  بالمغرب   أو يعوض   عنها  إلا  بمكة  أو يثرب .؟    ما تحت  أديها  أشلاء   وعباء   وما فوقه   مرابط  جهاد 

ومعاقد   ألوية  في سبيل   الله  ومضارب   أوتاد    ثم  يبوأ ولده   مبوأ   أجداده   ويجمع  له   بين طارفه  وتلاده   أعيذ  أنظاركم    المسددة  من رأي   فائل   وسعي  طويل  لم يحل  منه   بطائل  فحسبكم   من هذا  الإياب  السعيد   والعود  الحميد  وهي   طويلة

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.