المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



رسالة من أبي سالم إلى لسان الدين  
  
443   01:40 صباحاً   التاريخ: 2024-05-28
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج6، ص: 13-14
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-06 681
التاريخ: 2024-01-16 945
التاريخ: 25-1-2023 1227
التاريخ: 4-7-2016 3014

رسالة  من أبي  سالم   الى  لسان  الدين

ومما  خوطب  به ابن   الخطيب   رحمه  الله  تعالى   ,   من قبل  سلطان  المغرب

المستعين  بالله  أبي  سالم    إبراهيم   ابن السلطان    أبي  الحسن  المريني   ما صورته   بعد  البسملة   والصلاة :

من عبد الله   المستعين بالله ابراهيم   أمير  المسلمين   المجاهد  في سبيل  رب 

العالمين    ابن  مولانا   امير  المسلمين    المجاهد   في  سبيل رب   العالمين  أبي  الحسن ابن مولانا أمير    المسلمين    المجاهد   في سبيل    رب  العالمين    أبي     يوسف  يعقوب

ابن عبد الحق ، أيد الله أمره وأعز نصره ، إلى الشيخ الفقيه الأجل الأسنى الأعز الأحظى الأوجه الأنوه الصدر الأحفل المصنف البليغ الأعرف الأكمل أبي عبد الله ابن الشيخ الأجل الأعز الأسنى الوزير الأرفع الأنجد الأصيل الأكمل المرحوم المبرور أبي محمد ابن الخطيب ، وصل الله عزته ووالى رفعته ، عليكم ورحمة الله وبركاته :

سلام

ن أما بعد حمد الله تعالى والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد رسوله الكريم المصطفى ، والرضى عن آله وصحبه أعلام الإسلام وأئمة الرشد.

والهدى ، وصلة الدعاء لهذا الأمر العلي العزيز المنصور المستعيني بالنصر الأعز والفتح الأسنى ، فإنا كتبناه إليكم - كتب الله تعالى لكم بلوغ الأمل ، ونجح القول والعمل ـ من منزلنا الأسعد بضفة وادي ملوية يمنه الله ، وصنع الله جميل ، ومنه جزيل، والحمد لله ، ولكم عندنا المكانة الواضحة الدلائل ، والعناية المتكفلة برعي الوسائل ، ذلكم لما تميزتم به من التمسك بالجناب العلي ، المولوي العلوي ، جدد الله تعالى عليه ملابس غفرانه ، وسقاه غيوث رحمته وحنانه ؛

 

 

 

 

ا وردت هذه الرسالة في الاستقصا 4 : 29 - 30 وأزهار الرياض 1 : 282 .

                                             13

وما أهديتم إلينا من التقرب لدينا ، بخدمة ثراه الطاهر ، والاشتمال بمطارف حرمته السامية المظاهر .

.

وإلى هذا وصل الله حظوتكم ووالى رفعتكم ، فإنه ورد علينا خطابكم الحسن عندنا قصده ، المقابل بالإسعاف المستعذب ورده ، فوقفنا على ما نصه ، واستوفينا ما شرحه وقصه ، فآثرنا حسن تلطفكم في التوسل بأكبر الوسائل إلينا ، ورعينا أكمل الرعاية حق ذلكم الجناب العزيز علينا ، وفي الحين عينا لكمال مطلبكم ، وتمام مأربكم ، والتوجه بخطابنا في حقكم ، والاعتماد بوفقكم ، خديمتينا أبا البقاء ابن تاسكورت ، وأبا زكريا ابن فرقاجة ، أنجدهما الله وتولاهما ؛ وأمس تاريخه انفصلا مودعين إلى الغرض المعلوم ، بعد التأكيد عليهما فيه ،

وشرح العمل الذي يوفيه ، فكونوا على علم من ذلكم ، وابسطوا له جملة آمالكم ، وإنا لنرجو ثواب الله في جبر أحوالكم ، وبرء اعتلالكم ، والله سبحانه وتعالى يتصل مبرتكم ، ويتولى تكرمتكم ، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ؛ كتب في الرابع والعشرين لرجب عام واحد وستين وسبعمائة » .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.