المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



مقومات الشخصية القوية / من أنت؟!  
  
866   10:09 صباحاً   التاريخ: 2024-04-06
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تكسب قوة الشخصية؟
الجزء والصفحة : ص15ــ20
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-5-2022 3118
التاريخ: 24-11-2016 2334
التاريخ: 9-10-2021 1892
التاريخ: 23-4-2022 1418

هل وقفت يوماً لتسأل نفسك قائلاً: من أنت؟

ربما تقول إن هذا سؤال تافه، أفلا يعرف أحدنا نفسه ومن يكون؟

ولكن لا تسرع في الإجابة، ذلك أن حقائق الحياة تكشف أن هذا السؤال هو من أهم الأسئلة المطروحة على الإنسان.. حيث من دون أن نعرف من نحن لن نعرف ماذا لنا؟ وماذا علينا؟ ومن دون ذلك لن تعرف قيمة أنفسنا..

وكفى بالمرء جهلاً ألا يعرف قدر نفسه. كما يقول الإمام علي (عليه السلام).

ونعود للسؤال: من أنت؟

والجواب: إنك في الحقيقة لست شخصاً واحداً، بل شخصان:

الأول: ما أنت عليه الآن.

الثاني: ما يمكن أن تكون عليه في المستقبل.

فلربما تكون الآن شخصاً عادياً مثل بقية الناس، غير أن ما أودع الله فيك من إمكانيات، وطاقات، قد يجعلك قادراً على أن تكون واحداً من عظماء التاريخ إذا عرفت كيف تستخدم تلك الطاقات.

وهكذا فإن واقعك شيء...

ومستقبلك، يمكن أن يكون شيئاً آخر.

الا تری أن الطفل الصغير الذي لا يزال يحبو على ركبتيه، ليس إلا مجرد طفل فقيمته الفعلية بمقدار ما لغيره من الأطفال، ولكنه يمكن أن يصبح شخصاً هاماً بيده مصائر البلاد في المستقبل ..؟

إن فيك «كونا» عظيماً فإن عرفت قدره، واستثمرت ما فيه، فسوف تكون شخصاً عظيماً، ويكون مستقبلك خيراً من ماضيك، وإلا فسوف تبقى إنساناً لا حول له ولا قوة.

يقول الإمام علي (عليه السلام):

أتزعم أنك جرم صغير        وفيك انطوى العالم الأكبر؟

ألا يكشف العلم كم من طاقات هائلة يمتلكها كل شخص في داخله؟

ألا تعرف كم من الأجهزة العملاقة في قدراتها استخدمت في صناعتك؟

إنك حينما تقرأ الآن هذه الكلمات فإن «الشبكية» الغشاء وهي الحساس في عينيك، والذي يتألف من نصف مليار خلية «لاقطة» تتعرف على الكلمات للحال، ثم تنقل صورها عبر نبضات كهربائية إلى الدماغ، وإلى مليارات الخلايا العصبية فيه وبالقدرة المذهلة التي يملكها النظام الدماغي، وقابليته للسرعة يسجل دماغنا صور الكلمات في مجموعات من كلمتين أو ثلاث.

وبفضل المعلومات الهائلة المختزنة داخل الخلايا العصبية يتوقع دماغك غالباً كيف ستنتهي الجملة في الوقت الذي تكون عيناك ما زالت في بدايتها.

وألا تعرف أن العقل البشري (يفكر) بسرعة عشرة ترليونات عملية حسابية في الثانية؟

إن أية مقارنة بين دماغك، والدماغ الإلكتروني هي مقارنة غير صحيحة، لأن الدماغ الإلكتروني لا يعمل إلا ما هو مبرمج له، بينما للدماغ البشري قدرة على الإبداع والارتجال لا حدود لها، وأن الدماغ الإلكتروني بخلاف دماغك يتعين عليه أن يفكك رموز الكلمات حرفاً حرفاً..

ألا تعرف أن سعة ذاكرة الإنسان هي عشرة ترليونات كلمة، بينما أهم جهاز كمبيوتر حالي، المسمى (كراي تو) CRY TWO لا يتسع لأكثر من بليون كلمة، وسرعته لا تتجاوز بليون عملية حسابية في الثانية ..؟

وكما في جسمك كذلك في روحك ونفسك.

فإذا لم تعرف قدراتك، ولم تستخدم طاقاتك، فإن شخصيتك تبقى ضامرة، ويبقى دورك محدوداً..

أما إذا استخدمت قدراتك فستصبح قوي الشخصية، قادراً على تحقيق أمانيك، متمكناً من أعمالك ..

ثم إنك مخزون هائل من (الكوامن الخيرة) كما أنك مستنقع هائل من (الكوامن الشريرة) وعندما تثير في نفسك الكوامن الخيرة فسوف تكون لك جاذبية حقيقية تدفع الآخرين للتعاون معك، والاستجابة لك ..

وهكذا فإن من أهم الخطوات الأولية لاكتساب الشخصية القوية، هو القيام بتقويم الذات ليس من خلال واقعك، بل من خلال طاقاتك الكامنة، ومستقبلك المحتمل ..

قوّم ما تمتلكه من مواهب شخصية كالمظهر الجسدي، والطاقة، ومعدل الكلام وقوة الصوت ونبرته، والحيوية والإيماء، وتعبير العينين والقدرة على إبقاء انتباه الآخرين مشدوداً إليك. فالشخص الآخر سيكون انطباعه عنك على أساس هذه المعطيات كلها.

والآن تذكر ثلاث مناسبات في حياتك عرفت فيها أنك تركت انطباعاً جيداً لدى الآخرين.

فما الذي جعلك ناجحاً؟

إني على ثقة بالآتي: أنت كنت ملتزماً بما تقوله، وكنت تعرف عمّا تتكلم، وكنت مأخوذاً كلياً بتلك اللحظة إلى حد أنك فقدت كل وعي لذاتك.

أي أنك حينما تتصرف من خلال طاقاتك الكامنة، فأنت تكسب الموقف.

إن الناس يتأثرون بشخصية الإنسان أكثر مما يتأثرون بكلامه أو بمعلوماته.. ولذلك نجد أن الكثير من حملة الشهادات هم ضعفاء في الشخصية، بينما نجد أن بعض الأميين هم أقوياء فيها.

فأنت حينما تثير في نفسك الكوامن الخيّرة وتستحث حماستك، فسوف تترك تأثيرك في الآخرين مع قطع النظر عما تقول لهم ...

إن الأبحاث تدل على أننا نبدأ بتكوين فكرتنا عن الآخرين بعد سبع ثوان من التقائهم ويجري معظم الاتصال بلغة غير محكية. ونحن نفشي مشاعرنا الحقيقية، بوعي أو بلا وعي بواسطة عيوننا ووجوهنا وأجسادنا ومواقفنا. وفي الوقت نفسه يثير كل منا في الآخر سلسلة من الردود العاطفية تتأرجح بين الطمأنينة والخوف.

فكّر في بعض لقاءاتك التي حفلت بأبرز الذكريات، كتعريفك إلى رب عملك، أو مقابلة للحصول على وظيفة أو التقاء أحد الغرباء. ركز على شعورك وفكرك في الثواني السبع الأولى. كيف «قرأت الشخص الآخر وكيف تعتقد أنه «قرأك»؟

وهذا يعني أنك حينما تمتلك شخصية قوية فأنت تفرض نفسك على الموقف منذ اللحظات الأولى، لأن قوة شخصيتك تعبر عن نفسها من خلال الملامح والبشرة وتعابير الوجه والإرادة الخيرة، أكثر مما تعبر عنها الكلمات ..

يقول (روجر إيلين) أحد مستشاري الاتصال الذي عمل طوال خمسة وعشرين عاماً مع ألوف السياسيين ورجال الأعمال والمشاهير، يقول: (إن المرء هو الرسالة).

ومن خلال تجربته الشخصية يذكر ما يلي:

(قبل سنوات كنت أخرج شريطاً وثائقياً للتلفزة حول عصابات الشوارع فأجريت مقابلة مع جماعة من المجرمين الأحداث، وكان زعيمهم فتى في السابعة عشرة إدعى أنه يكسب 1500 دولار في الأسبوع عن طريق مهاجمة الناس وسلبهم .. سألته كيف ينتقي ضحاياه، فأخبرني أنه يفتش عن أشخاص فرادى منعزلين يجرون أقدامهم، مطأطئي الرأس، يحوّلون بصرهم ولا يحدقون إليه بثبات ويبدو عليهم الخوف لدى رؤيته.

سألته هل تراني ضحية سهلة؟.

فقال: كلا لن أهاجمك إذا رأيتك في الطريق.

قلت: ولم لا؟.

فقال: أول دخولي الغرفة أخذت تحدق رأساً إلى عيني، واستعرضت بعينيك من قمة رأسي حتى أخمص قدمي لتحكم، كما يبدو، في ما إذا كان في وسعك التغلب علي في المصارعة، إن هذا النوع من الناس يسبب لي المشاكل.

إن ابن الشارع هذا الذي تعوزه الثقافة قادر على أن يقرأ بغريزته لغة الجسم التي تنبئه بمهاجمة ناجحة وهي قراءة تستغرق لحظات قليلة.

والحقيقة فإن (الخير) و«الشر» يُقرآن في وجوه أصحابهما كما يُقرأ «الضعف» و«القوة» فيها ..

يقول الله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا} [الحج: 72].

ويقول عن المؤمنين: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} [الفتح: 29].

فكما ينطق الزرع ليس من خلال النطق، بل من خلال ثماره. كذلك تنطق وجوه المؤمنين.

إن «الخير» يتطلع من الوجوه. كما أن الشر» يتطلع من الوجوه..

يقول تعالى: {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا} [يونس: 27].

بالطبع ليس مطلوباً أن تصبح شخصاً آخر لكي تكون لك شخصية قوية، فهذا يصطنع وضعاً زائفاً بل المطلوب أن تكون أنت ذاتك في أفضل حالاتك، فالحقيقة أن في داخلك يكمن السحر الذي يتيح لك أن تترك الانطباع الجيد وما من أحد يستطيع أن يكون (أنت) أفضل منك. وهذا أول الطريق نحو اكتساب قوة الشخصية. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.