أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-3-2022
2008
التاريخ: 2024-02-11
1086
التاريخ: 16-2-2022
1363
التاريخ: 24-1-2021
1692
|
الحياة كتاب ضخم، كل صفحة فيه تحتوي على عشرات الأسباب التي تؤدي إلى السعادة.. أو الى عكسها. فإذا كان قلبك مهيئاً، فإن كل شيء سيكون سبباً لسعادتك، أما إذا كنت كئيباً فلا شيء يمكنه منحك السعادة.
يخطئ من يظن أن السعادة تقتصر على الحظ الرفيع أو المواهب النادرة، أو القوة القاهرة. فهنالك عشرات من الأشياء العادية التي يمكنها أن تجعل حياتنا أغنى وأسعد.
وهكذا فإن الطريق إلى السعادة، ليس واحداً. كما أن الطريق إلى التعاسة ليس واحداً..
والمهم أن نعرف بعض الطرق والقواعد التي تجعلنا نتمتع بحياة أكثر سعادة.. وعمر أكثر حبوراً..
أولاً: أيقض مشاعرك
فإذا أردت أن تكون سعيداً، فلماذا تتردد في ذلك؟. فالسعادة هي: صناعة السعادة، وليست مجرد الحديث عنها.
أيقظ حواسك، وسوف ترى السعادة، حتى في الأمور العادية مثل شروق الشمس وغروبها، ونسيم الربيع، وألوان الخريف، وأمواج البحر، ونجوم السماء.. وفي كل شيء وكل مكان.
ترى كم من مرة لامست شيئاً من دون أن تلمسه فعلاً؟.
وكم مرة أكلت من غير أن تتذوق ما أكلت، أو تنفست من غير أن تشم رائحة الهواء؟.
وكم من مرة نظرت فلم تبصر، وأنصتّ فلم تسمع؟.
إن حواسك نائمة في معظم الأحيان، لأنك سددت مسالكها إلى إدراكك كي لا تلهيك عما تفعله، ولهذا يتوجب عليك الآن أن تباشر إيقاظ جسمك وتنبيهه للملذات الكامنة فيه. فلماذا لا تقطع حبة من الفواكه أو الخضر الطازجة رقاقات تتذوقها واحدة واحدة لتعرف ما هو طعمها؟.
أنظر حولك إلى أي سطح مألوف، سواء أكان سطح الباب، أو ورقة من أوراق الشجر أو ظاهر يدك، وتمعن فيه عن كثب كم شيئاً في ذلك السطح لم تع وجوده من قبل؟.
أغمض عينيك وعد الأصوات المختلفة التي تنساب إلى مسمعك في بحر ثلاث دقائق.
تناول أوعية التوابل من رف مطبخك ثم أغمض عينيك وشم كلا منها على حدة، كم من الوقت ستستغرق في التعرف على محتوياتها من دون النظر إلى الملصقات التي تحمل أسماءها؟.
أدلُك صدغيك برفق، ما هي البقعة التي يوفر لك تدليكها الاسترخاء؟.
إن هذه كلها ليست إلا فرصاً تنتظر تنشيط حواسك إذا أنت فقط سمحت لها بذلك.
ثانياً: إفعل ما ترغب فيه، مما ليس حراما
اقتن ما ترغب في اقتنائه، وكل ما تشتهيه، والبس ما ترتاح فيه.
فإذا كنت ترغب في السفر، وتهيئت لك أسبابه فلا تؤجله، فكم من مرة تمنيته، والآن لماذا تؤجله.
حاول أن تشبع رغباتك حتى الصغيرة منها.
هل أحببت مرة أن تقرأ كتاباً في فراشك طوال ساعات الليل، لكنك وجدت نفسك تطفئ النور في الساعة المعتادة؟.
وهل اشتهيت ذات صباح أن تأكل شريحة من اللحم المحمر، وانتهى بك الأمر إلى أكل البيض بدلاً منها؟.
إننا جميعاً نعيش حياة مليئة بالتقييدات التي ربما كانت ملائمة أيام الطفولة، إلا أنها لا تنطبق على ظروفنا الآن بعدما أدركنا سن الرشد. وفي إمكانك الانعتاق من قيود عاداتك إذا ما دونت قائمة بالأمور التي لم تفعلها قط وتود أن تجربها، ولعلها أمور طفيفة كالتي سبق ذكرها أو أمور أعظم أهمية كالتجرؤ على محادثة شخص لا تعرفه، أو تقحم عمل تحاشيته في الماضي لا لسبب سوى أن الرجال أمثالك لا يقدمون على فعله عادة.
ينبغي لك في هذا اليوم أو غداً أن تعمد إلى انتهاك هذا الحظر غير الصحيح على نفسك، فكل ما تشتهيه، واذهب إلى المكان الذي ترغب فيه، وتمتع بحسن الحال كما يحلو لك بشرط أن لا تظلم أحداً، ولا تترك ما عليك من الحقوق، ولا ترتكب حراماً.
فهذه الحياة حياتك وأنت المسؤول عنها، ولك الحق في التمتع بها.
ثالثا: أظهر تقديرك لما تراه وتشاهده
فإذا رأيت وردة جميلة، فأظهر شعورك تجاهها، حتى وإن لم يكن أحد يسمعك.
وإذا قدم إليك أحد خدمة فانطق بتقديرك له، وإذا أحببت شخصاً فأظهر له حبك، وإذا لمست رقة في الحياة، فدونها بكلماتك.
وبكلمة: حاول ان تظهر تقديرك لكل شيء: حسن تلاقيه، كما تظهر اشمئزازك من كل قبيح.
يقول أحد الكتاب: أبلغني صديق عزيز قبل فترة أن الموظفين الذين يعملون لدي يشعرون بالخيبة لأنهم يقدمون إلي أفضل ما عندهم بينما أنا لا أظهر من جانبي أي تقدير لهم، واعترضت على قوله محتجاً: لكنني أقدر ما يفعلونه بكل تأكيد، عندئذ اجابني: إذاً فالحل سهل كل ما عليك هو أن تظهر لهم ذلك-.
ويضيف: كنت في الماضي إذا فرغ أولادي من واجباتهم أسالهم لم يستعجلون في الأمر، ولا يصرفون وقتاً أطول في ذلك، أما الآن فإني أبلغهم تقديري لتصرفهم ذاك، وأبدي إعجابي بكل أمر جيد يفعلونه، من دون أن أنسى التنويه إلى تصحيح أخطائهم.
وفي المطعم لا أكتفي بزيادة البقشيش حين ألاقي خدمة ممتازة، وإنما أحرص أيضاً على أن أترك بضع كلمات لطيفة.
إن أمراً غريباً طرأ على حياتي، لقد بدأت أشعر بوجود أشياء حلوة أكثر مما مضى، وألاحظ أن الناس حولي مصدر سرور في حياتي، أو ربما أكون أنا الذي أصبحت بالنسبة إلى الآخرين مصدر مسرة.
إن «السخاء أحد السعادتين»(1) كما يقول الإمام علي عليه السلام.
وليس من المحتم أن تكون من أصحاب الملايين حتى تنفق بعض مالك، وتشعر بسبب ذلك بالسعادة.. بل يكفي أن تقدم أي نوع من الهدايا، مهما كانت صغيرة، إلى من تحب لتدخل السرور إلى قلبك عبر قلبه..
إن الهدايا كما يقول المثل على مقدار مهديها.. وكما يقول الإمام علي عليه السلام: «لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه»(2).
فإذا كنت في السابق قد أحجمت عن تقديم هدية صغيرة لصديق تحبه، لأنها لا تليق بك، أو لا تليق به، فحاول هذه المرة أن تقدمها له.
إنني أتساءل بعض الأحيان: لماذا نحجم عن تقديم هدايا رمزية، كرسالة محبة، أو قطعة قماش عادية، أو باقة زهر، إلى الناس لنعبر لهم عما يجيش في صدورنا؟.
أو لماذا لا ندعو من نحبه إلى فنجان قهوة، أو دعوة طعام، مع ما في ذلك من العادة؟.
لقد قيل: «إن البخل والسعادة لم يجتمعا قط، فكيف يمكن أن يتعارفا؟».
إنك حينما تعطي لأحد شيئاً فإنما تعطي أفضله لنفسك، فلا عطاء بلا مردود وأي مردود للمال أفضل من السعادة؟.
في الحياة لحظات سعيدة.. لا بد أن نطلق فيها عواطفنا الجياشة بالفرح إذا بلغت ارتفاعاً حاداً.
وفيها أيضاً لحظات كئيبة.. لابد من أن نطلق فيها عواطفنا بالبكاء والحزن، كذلك.
إن خنق عواطفك أمر غير مطلوب، فكن مثل الطفل الذي يضحك في مناسبات الضحك، ويبكي في مناسبة البكاء .
أفسح المجال للتعبير عن عاطفتك، وكن أنت كما تشعر في داخلك. واعلم أن الانسجام مع الذات من أهم أسباب السعادة، أما من يقسر نفسه على خلاف ما يشعر، فيجبرها على الابتسام في مناسبة وفاة، أو يكبت فرحته في مناسبة ولادة، فإنه لا يجني غير التعاسة لنفسه
سادسا: تخلص من الازدواجية
حينما يريد المرء أن يتقمص دوراً معيناً غير قادر عليه يصاب بالازدواجية، ويصبح مقيداً بالدور الذي رسمه لنفسه، ويتصرف ليس كما هو، بل بما يظنه أنه المتوقع منه، وهذا يعني انتهاء وجوده كشخص مستقل خلقه الله تعالى بإرادة خاصة منه، وهيئ له دوراً خاصاً به، وحمله مسؤوليات خاصة به كذلك. وهذا ما يجعله غير نفسه.
فإذا شئت أن تعيش في سعادة، فأنزع عنك قناع الآخرين، وتصرف كما تعتقد، لتتخلص من الدور الذي يكون قد لبسك واستولى عليك.
والجدير بالذكر، أنه ليس هناك طريق واحد في سلوك الناس لا بد أن نعتبره طريق الصواب.
فالله تعالى خلقنا أطواراً مختلفة كما خلقنا بأشكال مختلفة، وجعلنا مختلفين في ألسنتنا وألواننا ، وأذواقنا ، فلماذا يتقمص بعضنا شخصية غيره، ولا يعيش نفسه؟.
ولماذا تريد أن تكون أنت غيرك؟.
سابعاً: تلمس السعادة في المجازفات المحسوبة
فإذا كنت خجولاً ومنطوياً ، تقدم من شخص غريب بغية التعرف عليه، وإذا كنت تود أن تخبر زوجتك بما تشعر به إزاء تصرفها، فافعل ذلك. إن معظم المجازفات لا تنطوي على أخطار شخصية، وإنما على قلق عظيم فقط، وستجد أنه كلما زادت شجاعتك لتفعل ما تشاء من أجل نفسك بغض النظر عن الأخطار، زاد حظك في العيش السعيد.
ثامنا: اتخذ قراراتك بنفسك، وكن حازما فيها
حينما كنت صغيراً كنت بحاجة إلى إرشاد الآخرين، وأما الآن فقد بلغت سن الرشد، وأنت - دون غيرك - المسؤول عن حياتك. ولا حاجة إلى أن تتكل عليهم في كل صغيرة
أو كبيرة، ولا داعي إلى أن تسألهم عن الطريقة التي ينبغي بها أن تحرك دفة حياتك.
وإذا كنت ترغب في أن تعرف أثر سلوكك في الناس، فإن ذلك لا يعني أن تلتمس إذنهم فيما تريد أن تعمل ان تعمل.
توقف أكثر من مرة يومياً عن التفكير والتحليل، تاركاً لدماغك أن يستريح، ركز ذهنك لحظة في لون من الألوان، طارداً من رأسك جميع الأفكار الأخرى، أو أخرج في نزهة قصيرة سيراً على القدمين وفكرك خلو من الهم، فكما يحتاج البدن إلى فترات من الراحة والتمارين، هكذا يحتاج العقل أيضاً.
عاشراً: لا تبحث عن إطراء الآخرين لك
فلست بحاجة إلى أن تبحث عمن يثبت لك قيمتك، أو يؤكد لك صحتك، أو يعترف بجمالك ، أو يثبت قوة شخصيتك.
فإذا كنت راضياً عن أدائك و مظهرك، فما الحاجة إلى إطراء الآخرين، وإذا كنت فعلاً راضياً ، فاسأل نفسك عن سبب حاجتك إلى الحصول على مدح الناس وسرعان ما سيتبين لك أنه كلما قللت من طلب الاستحسان، أصبحت أهلا له وجاءك المزيد منه.
إن توقعاتك أنت هي من مفاتيح العافية العقلية برمتها، فإذا تأملت الخير، وتوقعت أن تكون سعيداً، وصحيح لجسم، ومحققاً أهدافك، فمن المرجح أن تتحقق هذه التوقعات.
ألا يقول الحديث الشريف: «تفألوا بالخير تجدوه»؟.
ثاني عشر: لا تعتبر الآخرين سبباً لتعاستك
فلا تلقي اللوم على أحد، لتعتبرهم مصدر شقائك.
فبدل أن تقول: «فلان جعلني أشعر بعدم ارتياح» ، قل: لقد جعلت نفسي أشعر بعدم ارتياح عندما أصغيت إلى فلان.
التعيس يلقي اللوم على شخص آخر عندما تأتيه المصاعب، لكن السعيد لا يفعل شيئاً من ذلك. إن التغييرات والمصاعب ستحدث لا محالة شئنا أم أبينا. إن علينا أن نتقبل الفشل من دون تذمر، ولكن بشوق قوي للتعلم منه. عندما تتمزق حياتنا تعود فتلتئم بأنماط جديدة والأمر الذي بدأ مصيبة، قد يتحول إلى أفضل شيء حدث لنا.
ثالث عشر: نظم حياتك
قسم يومك بحيث يشمل ا لأمور التالية :
أولا: عمل لله والآخرة، كالصلوات والعبادات.
ثانياً: عمل في سبيل المعيشة.
ثالثاً: عمل من أجل الآخرين.
أما العمل الذي لله تعالى فإنه يمنحك الاطمئنان، ومن غير الاطمئنان لا يمكن الحصول على السعادة {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } [الرعد: 28].
وأما العمل في سبيل المعيشة فهو ضروري للتمتع بالحياة، والاستمرار فيها.
وأما العمل من أجل الآخرين فإنه يمنحك الراحة النفسية، والشعور بأن لك دوراً مهماً في الحياة.
تقول امرأة عاشت فترة من الزمن حياة بائسة، وكادت أن تنهار، فقد اضطرت للرحيل من مدينتها الأمر الذي جعلها تشعر وكأنها تقتلع من جذورها.
تقول ناردي ريد - وهذا اسمها - :
«الرحيل اقتلعني من جذوري، وداع الأصدقاء وترك البيت الذي أحببت وحل مرساة سفينتي فيه كان صعباً فغرقت في الحزن، ولما انتقلنا إلى المكان الجديد بدأت أرثي لحالي في هذا البيت الذي سماه زوجي (بيتنا الجديد)، فلقد شعرت بأنه ليس بيتنا ولا هو جديد، وبدأت أفرغ الصناديق القديمة شاردة الذهن، وأخرجت كتاباً أبيض لم يسترع انتباهي بادئ ذي بدء ، ولكن شعوراً خفياً دفعني إلى تفحصه.
برزت الكتابة على الغلاف بأحرف مذهبة (مذكراتي) ، وما أن فتحت الكتاب حتى تعرفت على خط عمة أبي المتعرج، أذكر أنها كانت تقيم بيننا في طفولتي وأنها كانت مرحة بالرغم من أن كل أوراق الحياة انقلبت ضدها، إذ كانت فقيرة وضعيفة وغير جميلة.
أبهى ذكرياتي عنها مرحها الذي لم يكن يفتر ولا ينضب، لم تصدر عنها شكوى ولم تتخل يوماً عن ابتسامتها. كان الناس يقولون عن «غريس» وهذا اسمها: إن غريس تنظر إلى الأمور دوماً من الناحية المشرقة.
جلست على سجادة ملفوفة وبدأت مطالعة سريعة لمذكراتها التي بدأت عام ١٩٠١ وانتهت بوفاتها عام ١٩٣٠. ورويداً رويداً أخذت أقرأ باهتمام مركز ما يلي:
تعاستي كأس عميقة لا قاع لها، وأعرف أنه لابد لي من التعبير عن المرح في كنف هذه العائلة الكبيرة التي تعيلني، لكن السويداء تسكنني. شيء ما يجب أن يتغير وإلا فإنني سأمرض، من الواضح أن وضعي لن يتغير، لذلك لابد لي من أن أغير نفسي، ولكن كيف؟.
لقد فكرت ملياً في حالي ووضعت مجموعة قواعد قررت أن أعيش على هديها وأجعل منها ممارسة يومية، وأرجو أن تخلصني هذه الخطة من مستنقع اليأس الكئيب.
بساطة قواعد حياة عمتي غريس خطفت أنفاسي، إذ اختصرت كل يوم على النحو الآتي:
1- عمل للغير.
٢- عمل ملسي.
٣- عمل يحتاج إلى انجاز ولا أحبه.
٤- تمرين جسدي.
5- تمرين ذهني.
٦- صلاء تتضمن القناعة والشكر على ما أتمتع به من نعم.
وكتبت أنها ألزمت نفسها بست قواعد فحسب لأنها تشعر أنه يمكنها (تدبر) هذا العدد.
مع انتهائي من مذكرات عمتي غريس كانت الدموع تملأ عيني، فالآن ادركت ان (عمتي البشوشة المرحة) خاضت المعركة ضد الظلمة التي نحاربها كلنا، غير أني تجاهلت رسالتها في البداية، فأنا في غنى عن عكازات من الماضي.
إلا أن حياتنا الجديدة ازدادت اضطراباً، وإذ شعرت يومأ الكأبة استلقيت على السرير وتساءلت هل أجرب وصفة عمتي، هل في استطاعة هذه القواعد الست مساعدتي الآن؟.
واقتنعت بأنني أمام خيارين لا ثالث لهما: فإما أن أرتضي لنفسي أن أكون كومة من التعاسة وأما أن اجرب وصفة عمتي بتأدية عمل للغير، يمكنني مثلاً أن أتصل بجارتي المريضة البالغة من العمر ٨٥ سنة، إذ ذاك استعدت رجع كلمات عمتي : «لا أحد سواي يمكنه أن يأخذ مبادرة الهرب من ناموس الذات».
(ناموس الذات) هو الذي حسم الأمر، ففي مطلق الأحوال لن أرضى بأن تدفنني ذاتي، واتصلت بجارتي واسمها فيليبس فدعتني إلى تناول الشاي عندها.
تلك كانت البداية، أبدت المرأة فرحاً لعثورها على شخص يصغي إليها، وفي الردهة العتيقة استمعت إلى تفاصيل مرضها واستوقفني قولها: أحياناً أكثر ما نخشى فعله هو بالضبط ما علينا فعله، كي نتحرر من التفكير فيه.
في طريق عودتي إلى البيت أخذت أتمعن في هذا القول، إذ ألقت هذه السيدة ضوءاً جديداً على البند الثالث وهو تأدية عمل لا أحبه ويحتاج إلى إنجاز.
كنت منذ انتقالنا أتجنب ترتيب طاولتي، أما الآن فإني صممت على توضيب كومة الورق اللعينة، وعثرت على إضبارة و١٢ ملفاً، وزعت كل أوراق طاولتي عليها وعلى سلة المهملات.
بعد ساعتين وضعت على طاولتي نشافة جديدة خضراء ونبتة صغيرة، وابتهجت إذ أنجزت عملاً أكرهه وشعرت بالارتياح.
أما في ما يتعلق بالتمرين الجسدي فقد أخذت أمشي على القدمين، وكان ناجحاً جداً فقد أخذت أتمشى مع زوجي كل صباح قبل الفطور. واكتشفنا أن المشي يفضي تلقائياً وعلى نحو رائع إلى الحوار، واستمتعنا بذلك إلى حد إبدال سهراتنا بمشاوير مسائية، فشعرنا بنشاط لم نعهده منذ سنوات.
أما بند الصلاة فقد وجدت فيه أكبر عزاء ، كل يوم أحاول أن أصوغ صلاة قصيرة أضمنها الشكر وإن أجد صعوبة في ذلك، لكن فيه أيضاً تدريباً روحياً قيماً.
ولا يقلقني مدى نجاحي في تنفيذ قواعد عمتي الست ما دمت أنفذها يومياً، فأنا أقدر نفسي لكتابة رسالة واحدة أو ترتيب درج واحد. والمدهش في الأمر هو الحافز الذي يمنحني إياه الإحساس المريح بإنجاز عمل صغير كهذا للاستمرار وتأدية المزيد.
هل يمكن أن نعيش الحياة وفقاً لوصفة ؟.
لا أدري، كل ما أعرفه أني مذ بدأت أحيا وفق قواعد السلوك الست هذه ازدادت مشاركتي للآخرين وأصبحت اقل انكفاءً على نفسي، وبدلاً من الاسترسال في الحزن اتخذت لي شعار عمتي: تفتح وأزهر حيث أنت مزروع».
رابع عشر: بدل البحث عن أخطاء الآخرين وشقوتهم ابحث عن أسباب سعادتك
إن البعض يجعل من نفسه رقيباً على الناس، فهو إما يبحث عن أخطائهم، وإما يحبذ أن يجعلهم تعساء.
والحديث الشريف يقول: «من راقب الناس مات هماً»، فأنت لا تستطيع العثور على السعادة بانتزاعها من شخص آخر، فلماذا تنظر دائماً إلى مثالب الناس وأخطائهم، ونقاط ضعفهم؟.
خامس عشر: رفض كل ما يثقل ضميرك
إن أفضل طريقة للتخلص مما يثقل الضمير منكل ما يمنع من الشعور بالارتياح هو تجنب الخطأ منذ البداية، أو التوبة منه والامتناع عن العودة إليه إذا انزلقت فيه.
فسكينة النفس هي ينبوع السعادة، ولا يمكن لأي شيء في هذه الدنيا أن يمنح السعادة لإنسان يعذبه ضميره، لجريمة ارتكبها، أو ذنب لا يزال يقترفه، أو حرام هو مدمن له.
وتذكر أن لا سعادة تعادل راحة الضمير، كما لا تعاسة تعادل تأنيبه. وقد قال أحد الحكماء: «الحياة السعيدة تقوم على ثلاث دعائم: عقل راجح، ونفس قانعة، وضمير نقي».
أنت وذاتك شيئان، قد تتصادقان مع بعض فتشعر بسعادة وحبور وراحة بال، حتى في اصعب الظروف وأشدها. وقد تتنافران فتشعر بتعاسة ونرفزة وسوء حال، حتى في أفضل الظروف.
فحاول أن تصادق نفسك، ليس بأن تعطيها كل ما تريد، لأن ذلك قد يزيد من التنافر بينكما.. بل أن تكون في وفاق معها.
وتذكر أن الذي يكون صديق نفسه، سيعيش صديقاً لأهل العالم. والذي يعيش في خلاف مع نفسه فلن يستطيع أن يكون في وفاق مع أحد.
فلا تسمح لنفسك أن تعيش متشنجاً مع ذاتك، بل راقب حركاتك ولا توتر أعصابك، فإن السلام الداخلي هو سر الصحة وطول العمر، كما هو سر السعادة أيضاً.
وقد يقول قائل: كيف يمكن أن يعيش أحد متشنجاً مع نفسه؟.
وأقول: لا بد أنك رأيت بعض الأحيان، أن أحدهم يمشي في الشارع، وهو يتحدث مع نفسه، وربما يصرخ وكأنه في مواجهة عدو، وقد يميل يميناً وشمالاً وكأنه يتدافع مع غيره، أو يضرب قبضته في الهواء، وكأنه يوجهها إلى وجه خصمه؟!.
إن مثل هذه الحركات تصدر ممن لا يعيش في وفاق مع نفسه، فهو إذ يتخيل عدواً يناقشه، أو ينازله، فإنه إنما يتعارك مع ذاته فيقوم بدورين: دور نفسه، ودور خصمه.
فيفكر نيابة عن الخصم حيناً وعن نفسه حيناً آخر، ويصدر حركتين إحداها تمثل خصمه والأخرى تمثله.
طبعاً إن الأمر ربما لا يظهر على السطح في مثل هذه الصورة المتشنجة، ولكنه قد يتخذ صورة معارك فكرية، ونقاشات عصبية تسمم الأجواء الداخلية للنفس. وفي هذه الحالة لن يكون لك أي نصيب من السعادة، لأن السعادة تكمن في ان تكون على وفاق مع ذاتك.
إن هذه الحياة هبة الله تعالى للإنسان، فلا تعكرها على نفسك أو على الآخرين، واحترمها وقدرها حتى لو عقد المناكبة العزم على جرك إلى الشقاء. فأحي قلبك، وحرر فكرك، وتقبل البساطة، ولا تحرم على نفسك ما أحله الله لك.
يقول الله تعالى: ترل ام تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف: 32].
ثامن عشر: كن إيجابياً
من أكبر أسباب السعادة امتلاك الروح الإيجابية، فأن ترى نور النهار بدل ظلام الليل، والجانب الممتلئ من الكأس بدل الجانب الفارغ منه، وبياض الورقة بدل النقطة السوداء في وسطها، يعني أنك تملك روحاً إيجابية ومن ثم تملك أرضية السعادة.
يقول دوغلاس: «ينبغي أن تؤمن بالسعادة، وإلا فإن السعادة لن تأتيك أبداً».
ولا يمكنك أن تؤمن بالسعادة إلا إذا كنت تملك فكرة إيجابية عن نفسك وعن الحياة حقاً.
إن السعادة ليست وهماً كما يقول أصحاب الأفكار السوداء، فمما لاشك فيه أن الفرح والحب والوفاق والسلام والاطمئنان كلها موجودة في هذا العالم، ومن ينكر ذلك ينكر وجود العالم نفسه.
والسعادة لها قوانينها، شأنها في ذلك شأن كل القوى والطاقات الموجودة، مثل القوة الكهربائية التي تنفع وتنير وتحرك المصانع إذا احترمنا قوانينها، ولكنها تصعق وتحرق إذا لم نحترم القوانين.
والذين يعيشون تعساء ينقضون قوانين السعادة، ولذلك فإنهم ينكرون وجودها.
وأهم قوانين السعادة، التفكر الإيجابي، ذلك أن التفكير مثل الضوء والصوت يشكل اهتزازات قوية جداً. فإذا كنت تفكر بإيجابية، فإن فكرك سوف يجذب كل ما يوافق هذا المنهج الساطع.
أما إذا سيطرت عليك الأفكار السلبية، فإنك ليس فقط تبني جداراً بينك وبين السعادة، بل وتجذب إلى نفسك المشاكل والمصائب، كما يجذب القضيب المعدني الصواعق إلى نفسه.
إن آمالنا في حياة أكثر سعادة تتعرض للتهديم بسبب أفكارنا السلبية، ولكنها تنتعش بالأفكار الإيجابية.
تصور أنك تريد الاستماع إلى محطة إذاعية معينة، أليس تدير جهاز الاستقبال إليها؟.
من المؤكد أنك حينما تريد أن تسمع تلاوة القرآن فأنت لا تفتح الجهاز على محطة تذيع نشيداً مأتمياً!.
والذي يربط تفكيره بموجات سلبية من الخراب والدمار والمرض والبؤس فلا يجوز أن يدهش إذا لم يتلق أي شيء إيجابي في هذه الحياة.
ثم أن لك عالمين: عالم داخلي وفيه تتولد الأفكار.. وعالم خارجي وفيه تتحول تلك الأفكار إلى مواقف وأعمال..
فإذا زرعت في عالمك الداخلي أفكاراً ذات طبيعة سلبية فإن أعمالك ومواقفك ستكون مثلها، وإذا زرعت فيها أفكاراً إيجابية فإن مواقفك وأعمالك ستكون إيجابية، فكلما راودتك فكرة سلبية، قف لحظات وتساءل: ترى، ما هي الثمرة التي ستعطيها هذه الفكرة؟. فإذا لم تكن راضياً عن الثمرة فاقلع عن الفكرة أولاً.
إننا نحن الذين نصنع أفكارنا، ثم نصبح أسراء لها، وعلينا أن نصنع أفكاراً إيجابية، حتى لا نصبح أسراء ما لا نريد.
حاول أن تنظر إلى الأمور بمنظار إيجابي، وسوف تتعرف حينئذ إلى كثير من المسرات التي لم تكن لك من قبل اية علاقة بها. وإذا كنت ممن صمم أن يكون سعيداً، فما عليك إلا أن تفكر بالحركة التي تدير بها جهاز اللاسلكي الروحي لتحصل على الاهتزازات السعيدة.
يقول أحدهم:
«إن الروح فيك هي عامل سعادتك، وليس هناك من شيء حولك إلا وكان فكرة في الأصل، ولم تقم بأي عمل إلا بعد أن فكرت به طويلاً، وهذا الكتاب الذي تحمله لم يكن يوجد لو لم يكن في بادئ الأمر فكرة أو مشروعاً في رأس مؤلفه، فعليك أن تعلم إذن أن أية حركة تصدر عنك هي مولودة من فكرة، وكل حادث في حياتك مصدره فكرة».
ولكن ماذا يفعل معظم الناس؟..
إنهم كالبستاني المجنون الذي يبذر أعشاباً ضارة ثم يصاب بالدهشة لأنه لم يحصد قمحاً، وأنت كهذا البستاني تبذر أفكار الفقر والفساد والمرض، ثم تدهش لأنك لم تحصد كل ما في العالم من سعادة.
ألست راضياً عن وجودك؟ عن حديقتك؟ هل اجتاحها العوسج وأصبحت غير منتجة ؟هل تتهم الحظ؟..
ألقِ على نفسك هذا السؤال بدلاً من الاستسلام ليأس: ماهي الأفكار التي بذرتها؟..
وهل أنت متأكد من أنك لم تقبل في حقلك الداخلي سوى المحبة، أنت الذي تشكو من أنك غير محبوب؟..
وهل أنت واثق من أنك لم تستنبت في نفسك سوى الرحمة والمغفرة والسماح، أنت الذي تشكو من أنك عوملت دون شفقة؟..
وهل تستطيع القول إنك بذرت بذوراً كثيرة من أفكار النجاح، أنت الذي ترى في وجودك إخفاقاً تاماً؟..
إن أفكارنا هي التي تولد كل شيء، وليس للحوادث من أهمية إلا في الحدود التي نسمح لها أن تغرس فينا أفكاراً سلبية مدمرة، وبعد فهل تعرف بطلاً رياضياً تقدم إلى الحلبة وهو يعتقد أنه سيندحر؟.. ولكن حتى الرياضيين الفاشلين يعرفون أنه بعد الاندحار العرضي يجب أن يستعيد البطل ثقته بنفسه لئلا تمد فكرة الاندحار جذورها فيه، ومن هنا يجب أن تعلم أن أولئك الذين أعجبك نجاحهم يحتفظون في الأزمات والصعوبات بأمل زاهر لا يتزعزع، وهذا الأمل هو سبب معاودة النجاح.
ويتحتم عليك الآن، بعد أن عرفت ماهية الفكرة المخلوقة، أن تعرف قدرتها على الجاذبية. فما هو قانون الجاذبية؟.
إنه قانون المحبة ليس إلا، وليس لهذا القانون أية علاقة بالغريزة التي تدفع فتى جميلاً نحو فتاة جميلة وبالعكس. ويمكن تعريفه كما يلي: «إن الاهتزازات الذاتية المتماثلة تتجاذب وتتحد وتقوى بالتبادل».
ولكي تمتلك اهتزازات ذاتية نافعة لك وللآخرين حاول أن تنسف كل فكرة سلبية، بإضافة فكرة إيجابية إليها، فإذا مثلاً قلت: «لست على ما يرام» فأضفت إليها «ولكنني سأحاول أن أكون أفضل» وبهذا تكون الجملة الثانية التي بدأت بكلمة (ولكن) قد أدارت محرك الأفكار لديك نحو البناء، بعد أن كانت الجملة الأولى قد أدارتها نحو السلب.
ولا بد أن تكون حازماً مع نفسك كلما هوت بك إلى قاع الياس والسلبية، وتوقفها عند حدها في ذلك.
فمثلاً إذا قلت يوماً: «الحالة حسنة» فلا تذيلها بقولك «ولكن ما ينقصها كذا وكذا» لأنك بالجملة الثانية تكون قد وضعت جداراً بينك وبين أملك. وتكون (ولكن) هذه وما بعدها قد قطعت أفكارك الإيجابية.
في هذه الحالة يجب علينا أن نتخذ حيال أنفسنا حزم المعلم الذي يجاوب تلميذه في مثل هذه الحالة قائلا: (لا يوجد و(لكن)..).
إن (لكن) هذه تعبر عن شكوكك، وحين يساورك الشك فإنك تعود عدة خطوات إلى الوراء مرتداً عن طريق تحقيق آمالك، بينما يجب السير إلى الأمام للوصول إلى الهدف دون ارتجاف أو تقهقر، لا تقبل فكرة عدم النجاح مطلقاً. وإذا خرجت لزيارة أحد الناس، فهل تذهب إذا حدثت نفسك بان من المرجح ألا تلقاه؟.. إن شيئاً قليلاً يكفي لتحويل وجهك عن الهدف، فإذا ساورك أقل شك، فإن أقل حائل يكفي لإرجاعك على أعقابك.
وأنت الذي تعتقد أنك متفائل وشجاع، وتصيبك الدهشة عند إخفاقك، سل نفسك إذا كان تفاؤلك لا يخضع لشكوكك، فإذا كنت كذلك، فإن الأمل الذي يجعلك تصعد درجة واحدة، يقابله شك يجعلك تتقهقر درجتين. وصحيح أنك لن تعرف الكوارث، ولكنك لن تنال تقدماً كبيراً . فإذا أردت بلوغ ما تصبو إليه فما عليك الا أن تقتلع الأعشاب الضارة من حقل تفكيرك. وأحرص على إبقاء نفسك على الطريق المستقيم الصاعد، طريق الإلهامات المبدعة، وأسكت شكوكك بتأكيد الأمل بالنجاح.
وقانون التفكير المبدع الذي يقول بأن أفكارنا عن المرض، وخوفنا من الفقر والحرب والشقاء ، يجلب إلينا المرض والفقر والحرب والشقاء ، يمكن أن يفضي إلى الجنون بأولئك الذين لم يستطيعوا السيطرة على أنفسهم. إنهم يبنون مئة مرة باليوم جدران الشك بينهم وبين ما يريدون، ويرفضون السعادة مئة مرة باليوم أيضاً.
إن أفكارنا لا تظهر قوتها المبدعة إلا إذا كنا مؤمنين بتحقيق ما نريد، أو إذا أتحنا للفكرة التي تعرض لنا أن تتسجل في وعينا النصفي، لأن الفكرة السلبية التي نرفضها حالاً لا تستطيع إتمام عملها التخريبي، ولهذا وجب رفض الأفكار السلبية المخربة إذا لم نكن قد اعتدنا بعد على التفكير الإيجابي البناء، ونستطيع اختصار هذا الكلام كله بعبارة قالها أحد حكماء الهند لتلميذه: «إننا لا نستطيع منع العصافير من التحليق فوق رؤوسنا ولكننا نستطيع منعها من بناء أعشاشها في شعرنا».
وهكذا فإن أفكارنا يمكن أن تؤمن لنا السعادة، بشرط أن نراقبها تماماً كما نراقب أفعالنا، وأن نحرص على أن تكون حسنة وإيجابية كما نحرص على أن تكون أعمالنا نظيفة ولطيفة ونافعة.
إن الأفكار (طيور) ولها أجنحة، وهي تبحث عن (أشكالها) لتطير مع أشكالها، فإذا كانت لطيفة فهي تجر أشكالها اللطيفة معها، أما إذا كانت سوداء فهي تلتقي بصنوها. ولأنها تصدر عنك فهي تعود إليك أما مع مجموعة من الإيجابيات، أو مع رزمة من السلبيات.
فعندما (تنتج) فكرة نبيلة فإن قلبك ينفتح على الحياة، وتشعر بفرح وحبور.. أما عندما (تنتج) فكرة سوداء فإنها تسد منافذ قلبك، وتعطيك الشعور بالبؤس والتعاسة.
تاسع عشر: أكثر من الاصدقاء الطيبين
أن السرور، كالكآبة، يسري من شخص لآخر. ولذلك فإن الأصدقاء الطيبين يعطوننا من المسرات ما لا يمكن أن نحصل على مثلها في الوحدة.
يكفي أن تلتقي بصديق لك مسرور لأمر ما، حتى ينتقل إليك سروره.
إن كنوز الغبطة والسرور مخبوئة في داخل كل واحد منا، فإذا وجدنا أصدقائنا انفتحت على قلوبنا، ومنحتنا شعوراً عميقاً بالسعادة.
إن المرء مهما يكن سعيداً، فإنه حينما يكون وحده فهو غير قادر على التعبير عن هذا السرور، وسرعان ما ينسى أنه سعيد. لأن السعادة إذا لم تجد قناة تجري فيها فإنها سرعان ما ترسب في القاع وتؤدي إلى البله.
أرأيت كيف أن الطفل إذا حصل على مبتغاه سرعان ما يركض إلى أصدقائه ليخبرهم بذلك؟ إن سروره بنقل غبطته إلى الآخرين، لأعظم من سروره بحصوله على ما يحب.
وهكذا فإن الشعور الداخلي بالحبور، يحتاج إلى حركات خارجية لكي يثمر وينمو. ولا يمكن ذلك إلا عبر الأصدقاء الطيبين.
يقول الحديث الشريف: «أسعد الناس من خالط كرام الناس»(3)، ويقول أحدهم: «يسعد الرجل بمصاحبة السعيد»(4).
ويقول أحد الحكماء: «ليست ثمة سعادة تعادل السعادة التي يستشعرها المرء عندما يقابل صديقاً.. اللهم إلا السعادة التي يستشعرها حينما يكسب صديقاً جديدا».
ويقول فولتير: "إن الصداقة هي شهوة القلوب الكبيرة، وهي أعظم تعزية في الحياة كما أنها أولى الفضائل.. ولا سعادة بغير أصدقاء".
عشرون: واجه المآزق بمزيد من الامل، وإياك أن تستسلم للهزائم والازمات
إن الإنسان يعيش بين الضحكة والدمعة، بين النجاح والفشل، والأفراح والأحزان، والمشاكل والحلول، وكما لا يجوز أن نصاب بالغرور إذا نجحنا، فلا يجوز أن نصاب بالخيبة إذا فشلنا.
والمشكلة لا تكمن في حدوث المشاكل والأزمات، بل المشكلة في عدم مواجهتنا للمشاكل بالنحو الصحيح.
فالبعض يلجأ إلى المخدرات، وآخرون إلى الحفلات الصاخبة، وغيرهم إلى الحبوب المهدئة، أو نكبت أحزاننا فينتهي بنا الأمر إلى الانهيار، والأسوأ من هذا كله أننا قد ننغمس في شعور بالمرارة فنلقي اللوم على الآخرين أو على الحياة التي لم تنصفنا.
والحق أننا، عندما يواجهنا بلاء ما ندرك بسرعة أن لنا رصيداً من الطاقات الداخلية، وكنوز الفكر والقلب الخالدة الذي ادخرناه في أرواحنا لمواجهة الأيام الحالكة الباردة.
لقد سأل العالم النفسي وليم ملتون مارستون 300 شخص السؤال التالي: «من أجل ماذا تعيش ؟».
فأجاب تسعة من كل عشرة أنهم ينتظرون حدثاً ما: وظيفة أفضل، أو بيت جديد، أو رحلة، أو ثروة تسقط عليهم.
إنهم ينظرون إلى عقارب الساعة وهي تدور، ويقبعون في انتظار غد مجهول المعالم.
وغالباً ما يكون الخائبون في مواجهة ضغوط الحياة وأعبائها أولئك الذين لم يتعلموا قط تقدير ما يسميه البعض (الفرح الصغير)، وهذا أمر مؤسف جداً، فمحطات الحياة تحمل القليل من الأمور المفعمة بالشعور والإثارة الغامرة، ولكن لكل يوم نصيبه من (الفرح الصغير).
كتب الروائي ستورم جايمسون يقول: «أؤمن بأن شخصاً من بين ألف يعرف طريقه للتحايل على الحياة، وذلك في إطار معايشة الواقع والعيش في الحاضر، معظمنا يقضي تسعاً وخمسين دقيقة في الساعة وهو يعيش في الماضي، أو في المستقبل الذي نتوق إليه أحياناً وكثيراً ما نخشاه. والطريقة الوحيدة للعيش والمضي قدماً هي في تقبل كل دقيقة كمعجزة لا تتكرر، وهي لكذلك تماماً».
فتلون البحر ساعة شروق الشمس، ومجموعة من فراخ البط تسبح بجرأة خلف أمها بجلال سفينة شراعية، وجذع شجرة يحترق في الموقد، وريح تهمس بين أشجار الصنوبر، كلها لحظات لا تتكرر، وباستطاعتنا أن نجلب لأنفسنا السعادة بها.
لقد حيك نسيج الحياة من خيوط كهذه، لا يمتد خيط واحد ليحيط الحزن كله، لكن الخيوط مجتمعة تنسج ملجأ يلطف الصقيع، ويخفف الأمطار، ويلين الحزن ليجعله محمولاً، عندما نعترف بهذه اللحظات الجميلة، ونقدر الأفراح الصغيرة تتولد داخلنا ذكريات تصوننا في الساعات الحرجة.
لكن الفرح الصغير حدث جميل عابر، وعلينا أن ننمي مصدراً آخر أكثر ثباتاً. ففي أذهاننا كل الأشياء قابلة للحدوث، الأفراح ترسخ والأسى يلطف حدته موقف عاطفي أو آخر، ثمة قلعة لا تقهر ومنطقة سلام لا تقتحمها العواصف إلا إذا شرعنا لها الأبواب وسمحنا لها بالعبور.
لا يمكننا أن نحذف شعورنا بالأسى أو معاناتنا الوحدة بموقف عقلاني يحاول أن ينظر إلى الأمور بواقعية مجردة، ولكن يمكن أن نبني نظرتنا إلى العالم على أساس راسخ هو أننا جديرون بالحياة وأن الحياة تستحق أن نعيشها، وانطلاقاً من هذا الموقف يمكننا أن نخرج من قوقعتنا الداخلية لنتفهم أفكار آخرين من الذين انغمسوا في جمالات العالم قبلنا، وتركوا انفعالاتهم هذه تخلد رسماً أو شعراً أو كتابة.. أشياء كهذه تكون بمثابة عزاء حقيقي.
لماذا يعجز بعضنا في الأوقات العصيبة عن تناول كتاب كريم عن الرفوف، ليتعلم من طياته الحكمة والجلالة؟.
لماذا نخوض معاركنا وحيدين في صحراء مقفرة، في حين يمكننا أن نستعين بحشد من نخبة العقول تهب إلى نجدتنا؟.
علينا أن نبني هذا المنبع الفكري في أذهاننا في الأيام العادية، لنجده جاهزاً عندما تدعونا الحاجة الملحة إليه، ولنتذكر دائماً مقالة الإمام علي عليه السلام: «أعقل الناس من جمع عقول الناس إلى عقله».
فالمحبة منبع ثرٌ من منابع السعادة في مختلف الظروف والحالات، ولا تنسى أن شخصيتنا هي في المفهوم الداخلي العميق حصيلة علاقاتنا مع الناس. وتعاطفنا مع الآخرين وقت الشدة هو ضبط النفس الأولي الذي يمنع الحياة من أن تصبح قاحلة وهشة، وإذا ما أبقينا على تعاطفنا وتفهمنا حيّة في ضمائرنا، فسوف نشعر بهذا الرابط الخفي بيننا وبين الآخرين، وإذ نمر بأوقات عصيبة يشدد عزائمنا مجرد النظر إلى وجوه الآخرين، فيطالعنا ذلك الحدس المؤاسي في كوننا بشراً نواجه مصيراً واحداً وقدراً مشتركاً.
إن تقديم بعض العون للآخرين يملأ خزان أنفسنا بطاقات هائلة.
اثنان وعشرون: توسل بالنشاط ومارس العمل
فالعمل منبع من منابع السعادة بالإضافة إلى أنه علاج فعال كمسكن للآلام، وكلما كان العمل الذي نستغرق فيه صعباً ويحمل تحدياً أكبر كان أفضل، إذ لا يسعنا أن نكب بجدية على عمل ما من دون استعمال جزء من طاقتنا التي نهدرها في رثاء الذات.
وفي المقابل، كلما كان موقفنا تجاه العمل خلاقاً ازداد الخصب الذي نستقيه منه، أتراكم تذكرون قصة العمال الثلاثة الذين قابلهم عابر سبيل في أحد شوارع باريس وهم يعالجون حجاراً ضخمة فسألهم: «ماذا تفعلون؟».
فقال الأول: «نقطع الحجارة»، وقال الثاني: «نجني خمسة دولارات يومياً»، وقال الثالث: «نبني قلعة»، فالذين ينغمسون في بناء قلاعهم محصنون في وجه أتراح الحياة.
ثلاثة وعشرون: توقع وقوع المآسي
ولكن مع الإيمان بأن الله تعالى هو من يدير هذا الكون وهو تعالى لا يريد إلا الخير لعباده، تكون الماسي قابلة للتحمل.
إننا بالطبع لا نستطيع أن ننكر أن المآسي هي جزء من حياتنا، ولكن ثمة إيمان بانتصار الخير يحظى بتأييد الأخيار وعلماء النفس.
وبالنسبة إلى الأتقياء فإن الخير الذي نجده في حياتنا الخاصة يستمد منابعه من الخير المطلق، فدائماً هنالك قوة تفوق قوانا تبغي لنا الخير، وبناء عليه فإننا نعيش في كون ينتصر فيه الخير على الشر، وموقف كهذا هو درع تقينا نبال المرارة.
وبغض النظر عن أوضاع العالم فعلينا أن نعيش فيه بأقصى ما يمكننا من شجاعة، أما مدى استعدادنا لذلك فيعتمد إلى حد كبير على مدى بنائنا لتلك المنابع السرمدية التي تحمينا من وطأة التغيير.
إن وضع سمات الذهن والشخصية يأتي قبل أي شيء آخر، ففي وسعنا أن نصلى كلما ألمت بنا مشكلة ليجبر لإيمان ضعفنا وزلاتنا الإنسانية.
الحقيقة الجوهرية التي علينا أن نتذكرها هي أن الحياة غالية في السراء والضراء، ولعلنا لا نحتاج إلى أن نطلب منها أكثر من أن تمنحنا الفرصة لنكون ما نستطيع أن نكونه، وتمدنا بالتجربة التي نستطيع خوض غمارها، وتهبنا حب ما يسعنا أن نحبه.
أربع وعشرون: أعرف حدود الحالات الطارئة
الحالات الطارئة قليلة جداً، غير اننا نتعامل احياناً مع الحياة وكأنها حالة طارئة مستمرة.
وبعضنا يحمل معه توتر الحالة الطارئة في كل أعماله، فإذا كان عليه أن ينجز عملاً فعل ذلك وكأن هنالك من يصوب عليه فوهة المسدس، وإذا أقدم على شيء فهو يفعل ذلك، وكأنه إن لم يتم في وقته المحدد، ستقوم القيامة فوراً.
ومن يريد أن يكون سعيداً فإن عليه أن ينزع ملابس الطبيب في وحدة الإسعافات، ويلبس ثوب موظف استقبال، إن الذين يظنون أن عليهم أن يعيشوا على أعصابهم، وينتظروا دائماً حوادث مؤسفة.. والذين يعتقدون أن عليهم أن يعملوا تسعين ساعة في الأسبوع ليوفوا ما عليهم.. والذين يريدون دائماً تأدية أعمالهم كأفضل ما يكون في وقت قياسي.. والذين يبحثون عن النجاح في كل أعمالهم، فإذا أخفقوا في أمر بسيط ألهبوا ضمائرهم بسياط الملامة، والذين يخترعون أسباباً لا وجود لها كشرط لسعادتهم.. كل هؤلاء مصابون بعقدة «الحالة الطارئة» في الحياة.
خمسة وعشرون: تحكم في عوامل الشعور بالشقاء مبكراً
لا توجد بين الشعور بالتعاسة، أو الشعور بالسعادة منطقة وسطى، فإذا استطعت أن تطرد الأمر الاول، فأنت بالضرورة سوف تحصل على الأمر الثاني، والسؤال: هو كيف لنا أن نطرد عوامل الشعور بالضيق، أو التوتر، أو القلق، وهي الأمور التي تؤدي بنا إلى الشعور بالشقاء؟.
والجواب: من الضروري أن تقوم بملاحظة عوامل الشقاء، مبكراً وقبل أن تتفاقم بحيث يخرج الأمر من يدك.
فعندما تشعر بالامتعاض من كل شيء، أو يخرج جدول أعمالك اليومية من سيطرتك، أو تشعر وكان رأسك يتحرك بسرعة، أو أي شيء من هذا القبيل، فإن عليك أن تتوقف قليلاً عن عملك لتعطى لنفسك راحة مؤقتة وتعيد السيطرة على توترك حتى لا يتفاقم عليك الأمر، ويصعب عليك التحكم في مشاعرك.
إن كل شيء في البدايات سهل، تماماً كما هو الأمر مع كرة الثلج التي يمكن التحكم فيها عندما تكون صغيرة، ولكن يستحيل ذلك إذا كبرت مع الوقت، وبالطبع فإنه لا داعي للقلق إذا لم تحقق كل ما تصبوا اليه، ولكنك عندما تتمتع بذهن صاف وهادئ، وعندما يكون مستوى توترك منخفضاً فإنك ستكون أكثر نشاطاً وتستمتع أكثر بأداء واجباتك، وعندما تقلل من تحملك للتوتر، فسوف تجد لديك قدراً أقل من التوتر يمكنك التغلب عليه أيضاً، وسوف تأتى إليك أفكار تساعدك على التخلص من التوتر المتبقي لديك.
سبعة وعشرون: تجاهل الخواطر السلبية
خلال النهار الواحد يتعرض الإنسان لسيل من الخواطر المختلفة يقدرها الخبراء بخمسين ألف، بعضها تعرض عليه كفكرة، وبعضها كحالة نفسية مثل الغضب والخوف والتشاؤم، ولا خيار لأحد في منع حدوث ذلك له، فشئنا أم أبينا فإن هذا العدد من الأفكار والخواطر والحالات يتعرض لها كل واحد منا في كل يوم على كل حال، إنما الأمر المهم هو كيفية التعامل مع هذا الكم الهائل من الخواطر والأفكار والحالات.
هناك تقريباً ثلاث خيارات أمام الإنسان:
الأول: التفاعل مع كل ما يعرض له.
الثاني: تجاهل كل ذلك جملة وتفصيلاً.
الثالث: التأمل في ذلك، وتجاهل ما هو سلبي، ومثير للغضب والكراهية وما شابه، والتفاعل مع ما هو إيجابي ونافع ومفيد.
ولعل تجاهل الأمور السلبية من أفضل الأساليب وأكثرها فاعلية لتنعم بالسلام الداخلي، فعندما تطرأ عليك خاطرة ما، فهي مجرد خاطرة ليس أكثر، وهذه الخاطرة لا يمكن أن تسبب لك أي ضرر بدون إرادتك أنت، فمثلاً، إذا طرأت لديك فكرة من الماضي كأن تقول: «إنني بائس لأن أبوي لم يعملا في وظيفة مرموقة».
في هذه الحالة يتولد عندك اضطراب داخلي، وقد تعطى هذه الفكرة أهمية حتى تسيطر على عقلك وتقنع نفسك أنك غير سعيد بالفعل، أو من الممكن أن تلغى هذه الفكرة، وهذا لا يعنى أن طفولتك لم تكن صعبة، بل قد تكون صعبة جداً، ولكن في هذه اللحظة الحالية يكون لديك اختيار لتوجيه تفكيرك وانتباهك إلى أفكار إيجابية أخرى بدل التفكير في صعوبة طفولتك ونفس هذه الديناميكية العقلية تنطبق على أفكارك هذا الصباح، حتى لو كان عمرها دقائق فقط، إن الخواطر التي تطرأ لك بينما أنت في طريقك للعمل ليست خواطر حقيقية، بل إنها مجرد أفكار في عقلك، وهذه الديناميكية تنطبق أيضاً على الأفكار المستقبلية سواء ما يخص هذا المساء أو للأسبوع القادم أو لسنين قادمة، والتي يمكن أن تخطر لك وأنت سائر في طريقك، وعندما يكون عقلك أكثر هدوءاً وسلاماً فإن حكمتك وإحساسك سيخبرانك بما يجب عليك فعله.
إن هذه الطريقة تحتاج لتمرين طويل ولكنها تستحق المجهود الذي يبذل من أجلها، وفي الحقيقة فإن التدريب المتكرر أحد المبادئ الأساسية في معظم طرق الحياة الروحية والتأملية، وبعبارة أخرى فإن الأساليب التي تحرص على ممارستها هي الطابع الغالب لشخصيتك فمثلاً ، إذا كنت معتاداً على التوتر عندما تسوء معك الامور، أو ترد على النقد مدافعاً عن نفسك، وتصر على انك دائماً على حق، أو إذا كان فكرك يتوتر عندما تواجه شدة، أو إذا كنت تتصرف دائماً كما لو كانت الحياة حالة طوارئ، فإن حياتك للأسف تكون انعكاساً لهذه التصرفات، وسوف تصاب بالإحباط لأنك تمارس هذا الإحباط بنفسك.
وبالمثل أيضاً، يمكنك أن تختار أن تضفي على نفسك صفات العطف والصبر والطيبة والتواضع والسلام من خلال تصرفاتك، وهكذا فإن الممارسة لهذه الصفات سوف تجعلك تصل إلى حالة روحية جيدة، إذاً فمن المهم أن تكون حريصاً في اختيار سلوكياتك وتصرفاتك سواءً في مواجهة الخواطر السلبية أو المواقف المختلفة، إن من المهم جداً بالنسبة إليك أن تكون مدركاً لعاداتك وسلوكياتك الباطنة أو الظاهرة، فمثلاً إلى أين يتجه اهتمامك؟ كيف تقضى وقتك؟ هل توظف العادات التي تساعدك على تحقيق أهدافك المحددة، هل تقول: إنك تريد لحياتك أن تظل تتحمل ما أنت فيه الآن؟.
في الحقيقة، إنك ببساطة عندما تسأل نفسك هذه الأسئلة وتجيب عليها بأمانة فإن ذلك يساعدك على تحديد الأساليب السلوكية الأكثر إفادة بالنسبة لك، بدل أن تتفاعل مع الأفكار السلبية أو المواقف الخاطئة.
ترى هل سبق أن قلت لنفسك: «إني بحاجة لأن أقضي وقتاً أطول مع نفسي» ، أو «أريد أن أتعلم فن التأمل» ، ولم تجد الوقت لتقوم بذلك؟ .
للأسف إن أناساً كثيرين يقضون وقتاً أطول يغسلون سياراتهم أو يشاهدون برامج التلفزيون التي لا يستمتعون بها اكثر من الوقت الذي يقضونه في القيام بالأمور الأخرى التي تفيد قلوبهم، إنك إذا تذكرت دائماً أن ما تمارسه سيصبح سمة مميزة لشخصيتك، فإنك لا شك سوف تسلك أنواعاً من السلوك غير تلك التي تسلكها الآن.
__________________________________
(1) غرر الحكم ودرر الكلم.
(2) المصدر السابق.
(3) البحار: ج74 ص185.
(4) طريقة إلى السعادة في الحياة: ص186.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|