أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-6-2020
2012
التاريخ: 6-10-2016
2165
التاريخ: 2024-01-28
996
التاريخ: 28-8-2020
2136
|
من رذائل القوّة الشهويّة ملكة كلّ معصية متعلّقة بها كالزنا واللواط وشرب الخمر واستعمال آلات الملاهي من العود والدفّ والغناء غيرها من الشهوات المحرّمة، وقد ورد النهي من كلّ منها بخصوصه، وفصّلت أحكامها في الكتب الفقهيّة فلا حاجة إلى ذكرها.
وعلاجها بالتوبة وتذكّر ما ورد من النهي والعقوبة والتخويف عليها، والمواظبة على الطاعات سيّما الصلاة، فإنّها تنهى عن الفحشاء والمنكر.
ومنها: الخوض في الباطل، أي التكلّم في المحظورات الحاصلة في سالف الزمان بدون داع له سوى التشهّي فلا يدخل فيه مثل الغيبة والنميمة والفحش والمراء ممّا له داع مخصوص، وليس له حدّ مخصوص؛ لأنّ أنواع الباطل لا تحصى، فكذا الخوض فيه وكلّه آفة للنفس ومؤدّ إلى هلاكها وخسرانها الا ما اشتملت على فائدة أخرويّة كالاعتبار والموعظة.
ويدخل فيه الخوض في المذاهب الفاسدة وحكايات البدع من غير إفادة الردّ والنقص.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «أعظم الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضاً في الباطل» (1).
وقد ذمّ الله الكفّار بقولهم: {وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ} [المدثر: 45].
وعن سلمان الفارسي: "أكثر الناس ذنوباً يوم القيامة أكثرهم كلاماً في معصية الله"(2).
وعلاجه العلم بمفاسده أوّلاً حتّى يمنعه عنه ثم المواظبة على الذكر والفكر والعمل، حتّى يعتاد بها، فتمنعه الاشتغال بها عنه، إذ: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} [الأحزاب: 4].
ومنها: التكلّم بما لا حاجة إليه في دينه أو دنياه أو بما يزيد عن حاجته، وهو الفضول من الكلام، وهذا وإن لم يترتّب عليه إثم الا أنّه مذموم، ولكون الباعث عليه مجرّد التشهّي يكون من رداءة القوة الشهوية. وعلاجه التفكّر لما ورد في ذمّه من الأخبار.
ففي الخبر أنّه استشهد يوم أحد غلام من أصحابه صلى الله عليه وآله ووجد على بطنه صخرة مربوطة من الجوع، فمسحت أمّه التراب عن وجهه وقالت: هنيئاً لك بالجنّة يا بنيّ! فقال النبي صلى الله عليه وآله: «وما يدريك لعلّه كان يتكلّم فيما لا يعنيه ويمنع ما لا يضرّه» (3) وما ورد في مدح الصمت من الأخبار الكثيرة التي نذكر بعضها إن شاء الله تعالى.
ثم في كونه موجباً لتضييع أوقاته التي هي رأس ماله بحرمانه بسببه عن الذكر والفكر والعمل، وقد عرفت أنّ بها تحصل الباقيات الصالحات المحصّلة للذّة اللقاء والمشاهدة التي هي اللذّة الحقيقية والسعادة الأبدية بعد الوفاة أعني صفاء القلب والحبّ والأنس، فمن تركها واشتغل بما لا يعنيه ممّا لا يترتّب عليه فائدة دينية ولا دنيوية فهو وإن لم يترتب على فعله إثم الا أنه مفوّت للربح العظيم الجسيم بشيء حقير لا وقع له أصلاً. والغالب أنه يؤدّي إلى الخوض في الباطل، بل الكذب والغيبة، ولذا قال بعضهم: يهلك الناس في خصلتين: فضول المال وفضول الكلام.
وقال بعضهم: من كثر كلامه كثر كذبه.
وكما أنّ التكلّم بما لا يعني مذموم، فكذا سؤال ما لا يعني عن الغير بل هو أشدّ؛ لأنّه مضيّع به وقته ووقت المسؤول معاً مضافأ غلى تعريضه المسؤول لآفة غالباً، كما إذا أراد إخفاء ما سألته عنك فإن سكت ولم يجب بشيء كان مستخفّاً بك، وإن أجاب بغير الواقع كان كذباً وإن احتال للجواب وقع في تعب الفكر، وكما إذا كان صائماً فسألته عنه، فإن قال: نعم، كان مرائياً أو ساقطاً عن درجة السرّ التي هي أفضل من الجهر بمراتب، وإن قال: لا، كان كاذباً ـ إلى آخر ما تقدّم (4) ـ فهذا وأمثاله مضافاً إلى كونها ممّا لا تعنيه تتضمّن إثماً وأذيّة.
__________________
(1) المحجة البيضاء: 5 / 207، وفيه «خطايا».
(2) المحجة البيضاء: 5 / 207.
(3) المحجة البيضاء: 5 / 200.
(4) لم يتقدّم.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|