المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05

electropalatograph (n.) (EPG)
2023-08-21
انتهاء عقد العمل
22-2-2017
الفوسفاتيديل سرين : Phospatidyl Serine
21-2-2016
زحر بن عبد الله أبو الحصين الأسدي
30-8-2017
الحسن بن الفضل الطَّبْرَسي صاحب كتاب (مكارم الاخلاق)
28-4-2016
مـفهـوم التطويـر المـؤسـسي
21/10/2022


العصمة الغير إستكفائية  
  
1243   11:27 صباحاً   التاريخ: 22-11-2016
المؤلف : السيد علي الحسيني الصدر
الكتاب أو المصدر : العقائد الحقة
الجزء والصفحة : ص 364 - 369
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / العصمة /

...لا ينبغي الشكّ في العصمة الثبوتية بمعنى عدم المفارقة عن طريق العدل والطاعة ، وعدم السلوك في طريق القبيح والمعصية في ذرّيتهم الطاهرة المنتجبة (1) مثل سيّدنا أبي الفضل العبّاس ، وعقيلتنا زينب الكبرى ، وسيّدنا علي الأكبر وكريمة أهل البيت فاطمة المعصومة وأمثالهم سلام الله عليهم كسيّدنا حمزة ابن عبدالمطّلب ، بل بعض خُلّص الأصحاب مثل سلمان المحمّدي ممّن أدركوا الدرجة العليا في معرفة الله تعالى ولزموا طريق رضاه ومرضاته .. غير أنّ العصمة في الحجج المعصومين (عليهم السلام) إستكفائية ، أي غير محتاجة إلى الغير ، بينما العصمة في هؤلاء الكرام غير إستكفائية ، أي محتاجة إلى الحجّة كما سمّي بذلك .

ويشهد لعصمة سيّدنا العبّاس بن أمير المؤمنين بهذا المعنى يعني ملازمة الطاعة وعدم سلوك المعصية اُمور عديدة :

أوّلا : قول الإمام الصادق (عليه السلام) في زيارته الشريفة :

« لعن الله اُمّة إستحلّت منك المحارم وإنتهكت في قتلك حرمة الإسلام »(2).

فإنّ حرمة دين الإسلام لا تنهتك بقتل أي مسلم مهما كان عظيماً إلاّ أن يكون سيّداً للدين الإسلامي وإماماً معصوماً أو تالياً للمعصوم .

ثانياً : قول الإمام السجّاد (عليه السلام) في الحديث :

« وإنّ لعمّي العبّاس منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء والصدّيقين يوم القيامة »(3).

فإنّ قوله (عليه السلام) : جميع الشهداء والصدّيقين خصوصاً بأداة التأكيد الجمعي يشمل كلّ شهيد وكلّ صدّيق حتّى المعصومين من الشهداء والصدّيقين كالأنبياء الكرام والشهداء من الأنبياء .

ولو لم يكن العبّاس معصوماً لم يتمّ غبطة المعصوم لدرجته ، لأنّ المعصوم أعظم درجة من الجميع فلا يغبط غير المعصوم ، فلابدّ وأن يكون العبّاس معصوماً حتّى يغبطه الشهداء والصدّيقون والمعصومون على درجاته العالية ومقاماته الرفيعة .

وثالثاً : تصدّي دفنه من قِبل الإمام السجّاد (عليه السلام) كدفن الإمام الحسين (عليه السلام)وهو من خصوصيات المعصومين (عليهم السلام) ، فانّ المعصوم لا يدفنه إلاّ المعصوم ، مع قول الإمام السجّاد (عليه السلام) عند ذلك : « انّ معي من يُعينني» في حديث الإيقاد الذي نقله السيّد المقرّم (قدس سره) في كتاب العبّاس (عليه السلام)(4).

مضافاً إلى قول الإمام الحسين (عليه السلام) له لمّا زَحَف الأعداء على مخيّمه عشيّة التاسع من المحرّم :

« اِركب بنفسي أنت يا أخي »(5).

الذي يفيد تفدية نفسه المطهّرة له ، ولا يناسب تفدية المعصوم إلاّ للمعصوم .

مع ما ذكر في بعض المقاتل من تقبيل الإمام الحسين (عليه السلام) يديه الطاهرتين بعد إنقطاعهما .

بل تقبيل أمير المؤمنين (عليه السلام) لهما حين أجلس أبا الفضل على فخذه وشَمَّر عن ساعديه وقبّلهما(6) ممّا يكشف عن نزاهة تلك الأيدي الطاهرة وترفّعها عن المعاصي والقبائح .

ولنعم ما أفاد الشيخ العلم الشيخ محمّد طه نجف (قدس سره) في رجاله حين ذكر العبّاس (عليه السلام) حيث قال : « هو أجلّ من أن يُذكر في المقام ، بل المناسب أن يذكر عند ذكر أهل بيته المعصومين عليه وعليهم أفضل التحيّة والسلام »(7).

كما وأنّه يشهد لعصمة سيّدتنا زينب الكبرى سلام الله عليها بالمعنى المتقدّم :

أوّلا : أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) حمّلها مقداراً من ثقل الإمامة أيّام مرض الإمام السجّاد (عليه السلام) ، وأوصى إليها بجملة من وصاياه ، وأنابها الإمام السجّاد (عليه السلام)نيابة خاصّة لبيان أحكام الدين وآثار الولاية ، كما تلاحظه في حديث إكمال الدين للصدوق(8)، والغيبة للشيخ الطوسي(9)، الذي جاء فيه : « إنّ الحسين بن علي أوصى إلى اُخته زينب بنت علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الظاهر وكان ما يخرج من علي بن الحسين يُنسب إلى زينب بنت علي تستّراً على علي بن الحسين (عليهما السلام) »(10).

وثانياً : قول الإمام السجّاد (عليه السلام) لها بعد خطبة الكوفة في حديث حزيم بن شريك الأسدي في الإحتجاج :

« أنتِ بحمد الله عالمة غير معلّمة وفَهِمة غير مفهّمة » .

فإنّ هذا العلم غير المحتاج إلى التعليم هو من شأن المعصوم فيكشف علمها عن عصمتها(11).

كما وأنّه يشهد لعصمة سيّدتنا فاطمة المعصومة سلام الله عليها بالمعنى المتقدّم أيضاً :

أوّلا : الحديث الوارد في ناسخ التواريخ عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنّه قال : « من زار المعصومة بقم [ كان ] كمن زارني »(12).

ومن المعلوم أنّ إسمها سلام الله عليها هي فاطمة فتوصيفها بالمعصومة على لسان المعصوم في هذا الحديث يدلّ على عصمتها .. بناءً على هذه النسخة في الحديث .

وثانياً : علمها في صغر سنّها مع تصديق أبيها وتفدّيه إيّاها ، كما تلاحظه في القضيّة المنقولة عن كشف اللئالي لابن العرندس أعلى الله مقامه على التفصيل الذي جاء في كتاب كريمه اهل بيت (عليهم السلام)(13) فراجع للإطّلاع .

كما وأنّه يشهد لمقام سيّدنا حمزة في العصمة خلقته من الطينة المرحومة التي خلق منها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وأنّه سيّد الشهداء في الجنّة كما في حديثي الخصال(14).

كما يشهد لرفيع مقام سلمان المحمّدي كونه من أهل البيت (عليهم السلام) ومن الأبواب إلى الله تعالى كما في حديثي الرجال(15) فلاحظ .

__________________

(1) غير خفي أنّ المراد بعصمتهم هو هذا المعنى لا العصمة الإثباتية أو العصمة الكبرى فتنبّه.

(2) المزار للشيخ المفيد : (ص124) ، وكذا في زيارته في يوم عرفة .

(3) الخصال للشيخ الصدوق : (ص68 ح101) .

(4) العبّاس بن الإمام أمير المؤمنين (عليهما السلام) : (ص129) .

(5) العبّاس بن الإمام أمير المؤمنين (عليهما السلام) : (ص127) .

(6) كتاب قمر بني هاشم : (ص21) .

(7) إتقان المقال : (ص75) .

(8) إكمال الدين : (ص45 ح27) .

(9) الغيبة : (ص138) .

(10) تنقيح المقال : (ج3 ص79) .

(11) الخصائص الزينبية : (ص25) .

(12) ناسخ التواريخ : (ج7 الإمام الكاظم (عليه السلام) ص337) .

(13) كريمة اهل بيت (عليهم السلام) : (ص63) ، ولاحظ ترجمة ابن العرندس وجلالة قدره في الغدير : (ج7 ص13) .

(14) الخصال : (ص204 ح20 ، وص575 ح1) .

(15) رجال الكشي : (ص18 و20) .

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.