أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-8-2016
1605
التاريخ: 30-8-2016
977
التاريخ: 13-7-2016
1016
التاريخ: 4-9-2016
775
|
لقد تغيرت مفاهيم المجتمع المدني ونظرته إلى العلوم والتكنولوجيا تغيرا جذريا منذ منتصف القرن العشرين، فأصبحت العلاقة بين الثالوث العلم والتكنولوجيا والمجتمع. علاقة وطيدة ومهمة تمثل في جوهرها ترابطا وتكافلا مهما بحيث لا يمكن عزل أحدهم عن الآخر. وقد أضحت التطبيقات الخاصة بالعلوم المعرفية والتطورات التكنولوجية المصاحبة للعوامل الرئيسية في تقييم مدى ازدهار أي مجتمع وتعيين مقدار تقدمه ونموه. هذا ما دلت عليه دروس الماضي من التغييرات الاجتماعية المعقبة للثورات الحضارية والصناعية بدءا من عصر ما قبل الصناعة مرورا بالثورات الصناعية الكبرى التي شهدتها البشرية خلال القرون الثلاثة الماضية والتي توجت بثورة الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية وكذلك ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التي ما زلنا نعيش نتائجهما وتأثيرهما في الحياة الاجتماعية حتى اليوم.
وتعد ديناميكية التغييرات الاجتماعية المصاحبة للعلوم والتكنولوجيا في مجتمعات البلدان النامية، وعلى الأخص في دولنا العربية والعالم الإسلامي عملية معقدة وذلك لارتباطها بنسيج وثقافة المجتمع وبالنظم الاجتماعية والعادات والتقاليد الموروثة. ولا يقتصر طول الفترة الزمنية المرتبطة باستجابة المجتمع للثورات التكنولوجية على مجتمعاتنا فقط، بل إنها تشمل مجتمعات العالم كله، ولكن بنسب متفاوتة. فإذا ما نظرنا إلى الفترات الزمنية المطلوبة في مجتمعات العالم الغربي لإحداث تغييرات تكنولوجية واجتماعية مبنية على الاختراعات والاكتشافات، فسنجد أنها قد تطلبت مددا زمنية طويلة، وذلك نظرا إلى حاجة أي نظام اجتماعي شرقي أو غربي، نام أو متقدم إلى الوقت الكافي للرد لتعديل الأنماط الاجتماعية المصاحبة للثورات العلمية، ومحاولة إيجاد توازنات جديدة في نسيجه وهيكله الداخلي تقوم أساسا على ضبط إيقاع العلاقات الاجتماعية المواكبة للثورات التكنولوجية والاكتشافات العلمية. وبطبيعة الحال فإن هذه التغييرات الاجتماعية سوف تتكرر، وإن كانت بصورة أعمق وبشكل شمولي عندما تهيمن تكنولوجيا النانو (تكنولوجيا التصنيع الأولى في القرن الحادي والعشرين) على مجريات الأمور في القطاعات الصناعية والاقتصادية في العالم أجمع. ونود التأكيد أنه ليس بالضرورة أن تتم هذه التغييرات المصاحبة لتطبيقات تكنولوجيا النانو على النمط نفسه الذي تمت به عقب الثورات الصناعية السابقة، وذلك نظرا إلى تمتع هذه التكنولوجيا بقدر كبير من المرونة التي تؤهلها لإحداث تغييرات تدريجية في طرق الصناعة المستخدمة عن طريق إدخال تعديلات مطردة ومتلاحقة مما يُعطي مجتمعات العالم الفرصة للاستيعاب التكنولوجي. وقد يشاركني القارئ الكريم الرأي بأن الخطورة تكمن في تخلف بعض الدول عن مواكبة هذه التكنولوجيا الحديثة، والارتضاء بما هي عليه اليوم وعدم الرغبة في تطوير منتجاتها المحلية مما يجعلها صيدا سهلا وسوقا مفتوحة لفيضان السلع النانوية القادمة إليها من جميع أرجاء العالم.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|