المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

علة الطبع على القلب
2023-10-05
أفضلية معجزة النبي الاكرم (ص)
2023-05-25
أمثلة على الصورة النمطية
31-1-2023
الغلط في تقدير جسامة النتيجة.
17-4-2017
قراءة القرآن المجيد.
2023-04-11
تداخل اشعة كاما مع المادة Interaction of Gamma-Ray With Matter
2024-08-07


الزواج والعبادة  
  
1121   09:28 صباحاً   التاريخ: 2023-12-25
المؤلف : سهيل أحمد بركات العاملي
الكتاب أو المصدر : آداب المعاشرة الزوجية
الجزء والصفحة : ص 28 ــ 30
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-7-2016 27873
التاريخ: 20-5-2018 1729
التاريخ: 7-3-2022 1806
التاريخ: 29-1-2019 1951

لا تقتصر العبادة في الإسلام ولا تنحصر بالصلاة والصوم فقط بل تتعدى ذلك، فإن الإنسان المؤمن عندما يقوم بأي عمل خالصٍ لله يطلب مرضاته فهو عبادة. والزواج من الأمور التي تسهب وتمهد الطريق للابتعاد عن الرذائل وبالتالي مرضاة الله تعالى، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف دينه فليتق الله في النصف الآخر) (1)، ومن هنا فإن العابد العازب يسعى شوطاً طويلاً ودرباً شائكاً ليصل إلى هذا المقام بينما المؤمن الذي يتزوج ينال ذلك مباشرة. فالله تعالى تكرم علينا وهدى الإنسان المتزوج هذه الهدية، وفي حديث آخر يدل على عظمة المتزوج عنه (صلى الله عليه وآله): (المتزوج النائم أفضل عند الله من الصائم القائم العزب) (2)، أليس هذا الفضل يعتبر عبادة لدى الله تعالى؟ وإلا لما فضله على عبادة العازب القائم؟ لذا ينبغي على جميع المتبتلين السالكين أن يتزوجوا ليقطعوا المسافات ويصلوا إلى مرامهم. جاء في الحديث الشريف عن النبي (صلى الله عليه وآله): (أحب من دنياكم ثلاث: النساء والطيب وقرة عيني الصلاة) (3)، عندما ندقق ونتمعن في هذا الحديث ترد إلى عقولنا أفكار وأسئلة عدة:

أولاً: لماذا أحب النبي النساء؟

والجواب طبعاً (والله العالم) لأن النساء هن الزوجات والطرف الآخر الذي يكمل الله تعالى بهن نصف الدين، ولا ننس أن صلاة المتزوج بسبعين.

ثانياً: لماذا أحب الطيب؟

والجواب، لأن صلاة المتعطر بسبعين.

ثالثاً: لم أحب الصلاة وجعلها قرة عينه؟

كيف لا؟ وهي عمود الدين.

وعليه فالزواج مهم للسالك لأهمية عبادة المتزوج وفضلها وعظمتها عند الله تعالى.

يقول روح الله (قدس): (حضن المرأة معراج الرجل) كيف لا يكون ذلك والمرأة هي منبع الأنس ومصدر العطف والرأفة وملاذ الرجل، وسكنه الهادئ ومأواه الأمين كما قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]، وكأن الباري (جل وعلا) يخاطب السالكين: أيها العابد السالك أنت محتاج للزواج ففيه ما تحتاجه عبادتك وهما شرطان أساسيان السكينة والطمأنينة، عندها تحظى بالرضا وتفوز، وتخمد نيران الشهوات، وتطوي المسافات للوصول إلى ساحتي المقدسة ومن منا لم يسمع بتلك القصة العظيمة والجواب العظيم من أمير المؤمنين (عليه السلام) عندما سأله النبي (صلى الله عليه وآله) قائلاً: كيف وجدت أهلك؟ فقال (عليه السلام): نعم العون على طاعة الله. وجميعنا سمع بتلك الزوجة الطاهرة التي سلكت درب الزهراء (عليها السلام) وهي زوجة العلامة الطبطبائي (قدس) حيث كانت توقظه لصلاة الليل، والله هكذا تكون النساء وهذه التي توصل إلى حضرته تعالى. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من أحب أن يلقى الله طاهراً مطهرا فليلقه بزوجة) (4)، وكما علمنا فإن عبادة المتزوج خير من عبادة العازب القائم الصائم كما قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): (ركعتان يصليهما متزوج أفضل من سبعين ركعة يصليهما غير متزوج) (5).

ومن هنا تتضح أهمية الزواج وعظمته وخاصة للسالك نحو حضرة الملكوت الأعلى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ البحار، ج 103، ص 219.

2ـ مستدرك الوسائل، ج 14، ص 155.

3ـ المحجة البيضاء، ج 3، ص 68.

4ـ البحار، ج 103، ص 220.

5ـ المصدر السابق، ص 219. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.