المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



كيف تقسمون العمل في المنزل؟  
  
1806   11:47 صباحاً   التاريخ: 7-3-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص98ـ102
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-10-2020 1995
التاريخ: 29-11-2018 1959
التاريخ: 2023-02-13 1107
التاريخ: 2023-04-16 1200

خلال زيارتي لمدينة (يا سوج) والتي التقيت فيها بذلك المعلم المجدّ والنشط من منطقة (سي سخت) هذا المعلم الذي تمكن بمفرده من إعمار أرض صخرية جبلية وعرة في تلك المنطقة. جاءتني أخت معلّمة وشكت لي كسل زوجها وخموله فقالت:

الرسالة:.. أنا وزوجي كنا نعمل في سلك التعليم فتخرج صباحاً سويةً من المنزل ونضع طفلنا في دار الحضانة وندخل إلى المدرسة معاً وفي وقت واحد ونعود إلى البيت عصراً وأحياناً وقت الظهر... وعندما نصل إلى المنزل يستلقي زوجي ويقول لي: دعيني أستريح قليلاً ريثما تنتهين أنت من إعداد الطعام. وعندما أقول له تعال وساعدني في إعداد الطعام. أنا أنظف الخضروات وأنت إغلِ الماء على الموقد... يقول لي: الطبخ هو من عمل ست البيت. إنه على حق. فلو كنت لا أعمل ولو كنت لا أساهم في نفقات ومصاريف البيت، لكانت مسؤولية الطبخ على عاتقي وأنا أتقبلها. ولكن بما أننا نعمل سوية إذن علينا أن نتعاون في داخل البيت. هل من الإنصاف ان يستريح هو وأنا أعد الطعام؟؟ او ان يطالع هو وأنا أغسل الصحون؟! أو أغسل الملابس وهو مستلق يخرج التعب من جسمه ويقول لي: هذه الأعمال هي من واجب ست البيت...

إن هذه الأخت المعلمة - وهي أخت عزيزة وكريمة ومحترمة - على حق، فالزوج والزوجة يجب أن يتحملا أعباء العمل والتعب في المنزل - وفقاً للعدل والإنصاف - وعلى أساس الاتفاق والمساعدة مع بعضهما البعض عليهما أن يقسما العمل بينهما على أساس الإنصاف بل على أساس الإحسان حيث يقول سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90].

فالإحسان هو أن يتحمل أحد الزوجين عناءٌ وتعباً ومشقة أكثر ليتمتع الطرف الآخر بمزيد من الراحة والرفاهية، لأن «المؤمن يتحمل العناء والتعب لكي يشعر الآخرون بالراحة»(1). وهذا الأمر يتجلّى بصورة أوضح على صعيد الأسرة. إن الله سبحانه وتعالى يؤكد في الآية المذكورة أعلاه على الاهتمام بذي القربى وتفقدهم وضرورة صلة الأرحام ولكن حبذا لو أنَّ المرأة التي تعمل في مهنة شريفة في خارج المنزل وبناءً على موافقة زوجها، تنظم برنامج عملها في خارج المنزل وتخفض ساعات عملها بشكل تستطيع معه القيام بمسؤولية إعداد الطعام. طعام لذيذ وصحي وشهي لزوجها وأولادها، لأن أحد أفضل فنون المرأة في الحياة هو فنّ إعداد طعام لذيذ وصحي وشهي لأفراد أسرتها. والإمام الصادق عليه السلام ينقل حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وآله يشير فيه إلى أربع من أفضل الصفات التي يجب أن تتوفر في النساء.

يقول الإمام الصادق عليه السلام: [خير نسائكم الطيبة الريح، الطيبة الطبيخ التي إذا أنفقت أنفقت بمعروف وإن أمسكت أمسكت بمعروف. فتلك عامل من عمال الله وعامل الله لا يخيب ولا يندم](2).

صحيح أن الطبخ وإعداد الطعام ليس واجباً أساسياً من واجبات المرأة ولكن المرأة التي لا تستطيع أن تعدّ طعاماً جيداً لا تستطيع أن تكسب رضى زوجها ومحبته لها وبالتالي لا يمكنها أن تعيش حياة لائقة ومستقرة.

الرسالة:... إني أحمل الشهادة الإعدادية وزوجتي تحمل شهادة البكالوريوس وكلانا نعمل في خارج البيت ليست ببننا أية خلافات من الناحية العقائدية والمعتقدات الدينية فكلانا يؤمن بالله والرسول صلى الله عليه وآله ولكننا لا نتفق حول بعض الامور البسيطة وهناك نزاع مستمر بينا حولها.. أذكر لكم فيما يلي بعضها لتكونوا أنتم الحكم بيننا لأن زوجتي تقبل بكم حكماً وقاضياً:

1- زوجتي رغم أنها مثقفة وتحمل شهادة بكالوريوس إلا أنها لا تجيد الطبخ وعندما أعترض على طريقة طبخها للطعام تقول لي: إني لا أجيد طبخ أفضل من هذا، إني دم آت إلى بيتك لكي أطبخ الطعام؟! إذا لم يعجبك طعامي، تفضل واطح انت الطعام...

2ـ ....

3ـ ....

4- في أغلب الأحيان تخرج من البيت وتذهب لزيارة الأقارب دون موافقتي ودون علمي بذلك وعندما أقول لها لماذا لم تخبريني ؟ لماذا تأخرت في العودة إلى المنزل؟ أليس لي دور في هذا البيت؟!.. فإنها تنزعج فورا وتتبجح أمامي بوظيفتها وشهادتها الدراسية وتغضب مني وتقاطعني لفترات طويلة تصل إلى عشرين يوماً ولا تتكلم معي ولا تعيرني أي اهتما. أي...

لا أدري ما إذا كان هذا الأخ الكريم قد سرد الأحداث كما وقعت بالفعل. أم لا؟ وإذا كان الأمر كما ذكر لنا في رسالته وكانت هذه السيدة قد اختارت زوجها ووافقت عليه بموجب عقد زواج دائم فإنها وبسبب خروجها من المنزل دون إذن زوجها ودون علمه ومقاطعتها له وتجاهله وعدم إعارتها له أي اهتمام، تكون مذنبة وناشز. لأن المرأة وبمجرد قبولها بالزوج بموجب عقد الزواج الدائم تكون قد وافقت على أن يكون الزوج وليها والمسؤول عنها وأنها تفوض زوجها وتمنحه بعضاً من الصلاحيات التي تتمتع بها حيث إن (لكل واحد من الزوجين حق على صاحبه يجب عليه القيام به وإن كان حق الزوج أعظم. ومن حقه عليها أن تطيعه ولا تعصيه ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه ولو إلى أهلها حتى لعيادة والدها أو في عزائه. بل ورد أن ليس لها أمر مع زوجها في صدقة ولا هبة ولا نذر في مالها إلا بإذنه، إلاً في حج أو زكاة أو بر والديها أو صلة قرابتها)(3). وعلى الزوجة أن تتجنب كل ما يؤدي إلى حالة عدم الوئام وعدم التفاهم مع زوجها وأن تتجنب سوء الخلق وتستجيب لطلبات زوجها المشروعة على صعيد الحياة الزوجية وأن تمكنه من نفسها.

كما أن للزوجة حقوقاً على الزوج، حيث يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء:19].

كما يقول جل وعلا: {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ} [الطلاق:6].

يجب أن نقول لهذه السيدة: أيتها الأخت العزيزة! إن الله الذي خلق الرجل والمرأة للعيش معاً وجعل أحدهما يحلّ للآخر ويتعرف عليه بواسطة عقد الزواج (النكاح) قد حدد عدداً من الوظائف والواجبات لكل منهما، لاحظوا هذين الحديثين الشريفين عن رسول الله صلى الله عليه وآله:

١- عن النبي صلى الله عليه وآله قال: [من كانت له امرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها حتى تعينه وترضيه وإن صامت الدهر وقامت وأعتقت الرقاب وأنفقت الأموال في سبيل الله كانت أول من ترد النار. وعلى الرجل مثل ذلك الوزر والعذاب إذا كان لها مؤذياً ظالماً](4).

٢- عن أبي عبد الله عليه السلام قال: [إن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وآله لبعض الحاجة فقال لها: لعلك من المسوّفات قالت: وما المسوّفات يا رسول الله قال: المرأة التي يدعوها زوجها لبعض الحاجة فلا تزال تسوفه حتى ينعس زوجها فينام.

فتلك التي لا تزال الملائكة تلعنها حتى يستيقظ (حتى توقظ زوجها وترضيه)](5).

أيتها الأخت الكريمة! إن الهدف من تحصيل العلم واكتسابه هو جعل الحياة مشرقة جميلة والمفروض أن الدراسة وتحصيل العلم يجعلان الإنسان أكثر تواضعاً ويزيدان من التفاهم والوئام بين الأفراد (ولا سيما بين الزوج والزوجة). فالعلم الذي تسفر عنه الذنوب والنزاعات والمشاجرات ليس نوراً بل هو جهل وظلام. لأن أجمل نجوم السماء إذا أصابها الغرور للحظة واحدة وأخذت تتباهى وتفخر بنورها وجمالها أمام غيرها وأخذت تمن على سواها، فهي في تلك اللحظة بالذات ستصبح قبيحة وستنطفئ وتصبح مظلمة لا نور فيها.

____________________________________

(1) أصول الكافي ج2 ، ص ٤٧ عن الإمام الصادق عليه السلام.

(2) وسائل الشيعة ، ج١٤، ص ١٥ باب٦ ح٦.

(3) تحرير الوسيلة ج2 ص٢٧٠.

(4) وسائل الشيعة ، ج١٤ ، كتاب النكاح ص١١٦.

(5) المصدر السابق ص117. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.