المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Reaction with Primary Amines to form Imines
29-9-2019
علي بن حسين بن صافي بن كاظم الطريحي
28-7-2016
Wendelin Werner
13-4-2018
العلم الإجمالي للواجب عند الحكماء
24-10-2014
التدريب واللقاءات
10-2-2021
نظريات في جغرافية الخدمات - نظرية المكان المركزي - أهمية النظرية
2023-02-04


الإمام علي (عليه السلام) يشبه النبي موسى (عليه السلام)  
  
2075   02:36 صباحاً   التاريخ: 2023-11-15
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج1، ص275-280
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4783
التاريخ: 29-01-2015 4065
التاريخ: 21-01-2015 3439
التاريخ: 10-02-2015 3618

روى محمّد بن رستم عن أبي سعيد رضي الله عنه : " من أراد إنّ ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في تقواه ، وإلى إبراهيم في حلمه ، وإلى موسى في هيبته ، وإلى عيسى في عبادته ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليه السّلام "[1].

قال العاصمي : " وقعت المشابهة بين المرتضى رضوان الله عليه وبين موسى الكليم صلوات الله عليه بثمانية أشياء : أولها : بالصلابة والشدة ، والثاني : بالمحاجة والدعوة ، والثالث : بالعصا والقوة ، والرابع : بشرح الصدر والفسحة ، والخامس : بالأخوّة والقرابة ، والسادس : بالود والمحبة ، والسابع : بالأذى والمحنة ، والثامن : بميراث الملك والإمرة .

1 - أمّا الصلابة والشدة : فقوله تعالى حكاية عن موسى عليه السّلام : ( وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ )[2] فلم يتمالك نفسه في ذات الله سبحانه إنّ أخذ أخاه حين رأى القوم قد رجعوا عن عبادة الله سبحانه إلى عبادة العجل . . . فكذلك المرتضى رضوان الله عليه كان صلباً في دين الله شديداً على أعداء الله وكذلك قال عليه السّلام : " من أراد إنّ ينظر إلى موسى في بطشه فلينظر إلى علي . . . " .

2 - وأما المحاجة والدعوة : فقوله تعالى عن فرعون : ( أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ )[3] إلى قوله : ( وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ )[4] بتأويل وتلك نعمة على وجه الاستفهام بمعنى الانكار . . . فكذلك المرتضى رضوان الله عليه أكرمه الله بالحجة ، فاحتج على قوم من خرج عليه فقطع حجتهم واظهر دعوتهم . . . " .

3 - وأما العصا والقوة : فقوله تعالى : ( وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاس مَّشْرَبَهُمْ )[5] الآية ، وقوله تعالى : ( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَة مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ )[6] الآية فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، أخرج الماء بعد رجوعه من صفين من تحت الصخرة لأصحابه ، وانه قاتل الابطال والشجعان في الحروب والغزوات الذين كانوا كألف فارس[7].

4 - أما شرح الصدر والفسحة : قوله تعالى : ( قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي )[8] الآيات ، وهكذا كان المرتضى رضوان الله عليه وكان دعاء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، عن أسماء بنت عميس قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقول : اللّهم إني أقول كما قال أخي موسى : اللّهم اجعل لي وزيراً من أهلي علياً أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري . وعن عباية الربعي قال : بينا عبد الله بن عبّاس رضي الله عنه جالس على شفير زمزم يقول قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إذ أقبل رجل معتم بعمامة ، فجعل ابن عبّاس رضي الله عنه لا يقول ، قال رسول الله إلاّ وقال الرجل قال رسول الله فقال له ابن عبّاس : سألتك بالله من أنت ؟ قال : فكشف العمامة عن وجهه وقال : يا أيّها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري ، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بهاتين والا فصمتا ورأيته بهاتين والا فعميتا يقول : علي قائد البررة وقاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله .

أما إني صليت مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوماً من الأيام صلاة الظهر ، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئاً فرفع السائل يده إلى السماء وقال : اللّهم اشهد إني سألت في مسجد رسول الله فلم يعطني أحد شيئاً ، وكان علي عليه السلام راكعاً فأومئ اليه بخنصره اليمنى وكان يتختم فيها ، فأقبل السّائل حتى وقف وذلك بعين النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فلما فرغ من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم إنّ موسى سألك قال ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) ، فأنزلت عليه قرآناً ناطقاً ( سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا ) . وأنا محمّد نبيك وصفيك ، اللهم فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيراً من أهلي علياً اشدد به ظهري ، قال أبو ذر : فما استتم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الكلمة حتى نزل عليه جبريل عليه السّلام من عند الله تعالى فقال : يا محمّد اقرأ . قال : وما اقرأ ؟ قال : اقرأ[9] ، ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )[10].

5 - وأما الإخوة والقرابة : فقد قال النبي موسى بعد سؤاله الشرح ( وَاجْعَل لِّي وَزِيراً[11] ، مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي[12] ، * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي )[13] فاستجاب الله دعائه . . . فكذلك المرتضى رضوان الله عليه جعله رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من نفسه بمنزلة الأخ . . . عن سعد بن مالك ، قال : خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى تبوك وخلف علياً فقال له علي : يا رسول الله خرجت وخلّفتني ؟ قال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ انّه لا نبي بعدي ؟

6 - وأما الود والمحبة : فقوله عزّوجل لموسى عليه السّلام : ( وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي )[14] أي فكل من يلقاك أحبك . . . فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، القى الله عزّوجلّ محبة منه عليه ، فلا يسمع شجاعته شجاع إلا أحبه وإن كان كافراً ، ولا يسمع بزهده أحد إلاّ أحبّه وإن كان راغباً ، ولا يسمع بفصاحته فصيح إلاّ أحبه وإن كان ملحناً ، ولا يسمع بخصاله وأخلاقه مؤمن ولا كافر إلاّ أحبه ، وقد قال الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً )[15] قيل نزلت في علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه . . .

عن إبراهيم قال : قال عبد الله بن مسعود : لو أحب أهل الأرض علياً حب أهل السماء ما عذب الله منهم احداً . . . ثم قد كانت للمرتضى رضوان الله عليه زيادة في الرتبة لم تكن هي لموسى عليه السّلام وهي انّه كانت تربية موسى في حجر فرعون ، وكذلك قال : ( أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً )[16] وكان تربية المرتضى رضوان الله عليه في حجر المصطفى صلوات الله عليه . . . وكان مما أنعم الله على علي انّه كان في حجر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قبل الإسلام .

7 - وأما الأذى والمحنة : فقد كان محنة موسى عليه السّلام ومحنة قومه من قبل مصر ونواحيها فقد كانوا يذبحون أبنائهم ويستحيون نسائهم إلى إنّ أغرق الله تعالى فرعون وقومه ، وأورث موسى مصر وما فيها ، فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، قد كانت محنته ومحنة أهل البيت من قبل الشام إلى إنّ أداهم إلى الإستخلاء وقتل الحسين بن علي بكربلاء ، وإلى الاستحياء إلى إنّ يورثهم الله تعالى الشام ونواحيها وتلك الديار وضواحيها ، ويبسط لهم وجه الأرض أدانيها وأقاصيها بقيام قائم أهل البيت ، فلا تقوم الساعة حتى يقوم قائم أهل البيت خليفة الله في أرضه . . .

8 - وأمّا ميراث الملك والأمر : فان الله سبحانه حكم بانقضاء أمر فرعون : فقال : ( كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّات وَعُيُون * وَزُرُوع وَمَقَام كَرِيم * وَنَعْمَة كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ )[17] فكذلك المرتضى رضوان الله عليه وأهل بيته لما حان وقت الأعداء وإذن أمرهم بالانقضاء فيورثهم الله تعالى ملكهم . . . " .

قال البياضي : " موسى أحيا بدعائه قوماً في قوله تعالى : ( ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ )[18] وأحيى لعلي أهل الكهف ، وروى أنه أحيى سام بن نوح وأحيى له جمجمة الجلندي ملك الحبشة صاحب الفيل الذي قصد به البيت ولها مشهد معروف ببابل ، وعدو موسى رماه الله بالبرص ، وأنس حيث كتم الشهادة رماه الله بالبرص ، ونزل جبرائيل بعصا موسى ، ونزل بذي الفقار لعلي ، وعلا موسى الطور وعلا علي منكب النبي لكسر الأصنام ، وألقى الله على موسى محبة منه ، وأوجب محبة علي على الخلق حتى إنّ محبته حسنة لا يضر معها سيئة ، وأكرم موسى بالشبّرين وعلي عليه السّلام بالحسنين ، وجر موسى الحجر عن بئر مدين وكان لا يجره إلاّ أربعون ، ودحى عليّ الصخرة عن عين " مراجوما " عند الدير وقد عجز عنها مائة "[19].

 

[1] تحفة المحبّين بمناقب الخلفاء الرّاشدين ص 187 ، مخطوط .

[2] سورة الأعراف : 150 .

[3] سورة الشعراء : 18 .

[4] سورة الشعراء : 22 .

[5] سورة البقرة : 60 .

[6] سورة القصص : 15 .

[7] سقط من النّسخة هذا القسم من وجوه الشّبه بين علي عليه السّلام وموسى عليه السّلام فأكملناه من مدينة المعاجز للسيّد هاشم البحراني .

[8] سورة طه : 25 - 32 .

[9] الخصائص لابن البطريق ص 22 .

[10] سورة المائدة : 55 .

[11] سورة طه : 29 .

[12] سورة طه : 30 .

[13] سورة طه : 31 .

[14] سورة طه : 39 .

[15] سورة مريم : 96 .

[16] سورة الشّعراء : 18 .

[17] سورة الدّخان : 25 - 28 .

[18] سورة البقرة : 56 .

[19] الصّراط المستقيم إلى مستّحقي التقديم ج 1 ص 101 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.