أقرأ أيضاً
التاريخ:
4783
التاريخ: 29-01-2015
4065
التاريخ: 21-01-2015
3439
التاريخ: 10-02-2015
3618
|
روى محمّد بن رستم عن أبي سعيد رضي الله عنه : " من أراد إنّ ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في تقواه ، وإلى إبراهيم في حلمه ، وإلى موسى في هيبته ، وإلى عيسى في عبادته ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليه السّلام "[1].
قال العاصمي : " وقعت المشابهة بين المرتضى رضوان الله عليه وبين موسى الكليم صلوات الله عليه بثمانية أشياء : أولها : بالصلابة والشدة ، والثاني : بالمحاجة والدعوة ، والثالث : بالعصا والقوة ، والرابع : بشرح الصدر والفسحة ، والخامس : بالأخوّة والقرابة ، والسادس : بالود والمحبة ، والسابع : بالأذى والمحنة ، والثامن : بميراث الملك والإمرة .
1 - أمّا الصلابة والشدة : فقوله تعالى حكاية عن موسى عليه السّلام : ( وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ )[2] فلم يتمالك نفسه في ذات الله سبحانه إنّ أخذ أخاه حين رأى القوم قد رجعوا عن عبادة الله سبحانه إلى عبادة العجل . . . فكذلك المرتضى رضوان الله عليه كان صلباً في دين الله شديداً على أعداء الله وكذلك قال عليه السّلام : " من أراد إنّ ينظر إلى موسى في بطشه فلينظر إلى علي . . . " .
2 - وأما المحاجة والدعوة : فقوله تعالى عن فرعون : ( أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ )[3] إلى قوله : ( وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ )[4] بتأويل وتلك نعمة على وجه الاستفهام بمعنى الانكار . . . فكذلك المرتضى رضوان الله عليه أكرمه الله بالحجة ، فاحتج على قوم من خرج عليه فقطع حجتهم واظهر دعوتهم . . . " .
3 - وأما العصا والقوة : فقوله تعالى : ( وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاس مَّشْرَبَهُمْ )[5] الآية ، وقوله تعالى : ( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَة مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ )[6] الآية فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، أخرج الماء بعد رجوعه من صفين من تحت الصخرة لأصحابه ، وانه قاتل الابطال والشجعان في الحروب والغزوات الذين كانوا كألف فارس[7].
4 - أما شرح الصدر والفسحة : قوله تعالى : ( قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي )[8] الآيات ، وهكذا كان المرتضى رضوان الله عليه وكان دعاء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، عن أسماء بنت عميس قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقول : اللّهم إني أقول كما قال أخي موسى : اللّهم اجعل لي وزيراً من أهلي علياً أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري . وعن عباية الربعي قال : بينا عبد الله بن عبّاس رضي الله عنه جالس على شفير زمزم يقول قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إذ أقبل رجل معتم بعمامة ، فجعل ابن عبّاس رضي الله عنه لا يقول ، قال رسول الله إلاّ وقال الرجل قال رسول الله فقال له ابن عبّاس : سألتك بالله من أنت ؟ قال : فكشف العمامة عن وجهه وقال : يا أيّها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري ، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بهاتين والا فصمتا ورأيته بهاتين والا فعميتا يقول : علي قائد البررة وقاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله .
أما إني صليت مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوماً من الأيام صلاة الظهر ، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئاً فرفع السائل يده إلى السماء وقال : اللّهم اشهد إني سألت في مسجد رسول الله فلم يعطني أحد شيئاً ، وكان علي عليه السلام راكعاً فأومئ اليه بخنصره اليمنى وكان يتختم فيها ، فأقبل السّائل حتى وقف وذلك بعين النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فلما فرغ من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم إنّ موسى سألك قال ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) ، فأنزلت عليه قرآناً ناطقاً ( سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا ) . وأنا محمّد نبيك وصفيك ، اللهم فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيراً من أهلي علياً اشدد به ظهري ، قال أبو ذر : فما استتم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الكلمة حتى نزل عليه جبريل عليه السّلام من عند الله تعالى فقال : يا محمّد اقرأ . قال : وما اقرأ ؟ قال : اقرأ[9] ، ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )[10].
5 - وأما الإخوة والقرابة : فقد قال النبي موسى بعد سؤاله الشرح ( وَاجْعَل لِّي وَزِيراً[11] ، مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي[12] ، * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي )[13] فاستجاب الله دعائه . . . فكذلك المرتضى رضوان الله عليه جعله رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من نفسه بمنزلة الأخ . . . عن سعد بن مالك ، قال : خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى تبوك وخلف علياً فقال له علي : يا رسول الله خرجت وخلّفتني ؟ قال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ انّه لا نبي بعدي ؟
6 - وأما الود والمحبة : فقوله عزّوجل لموسى عليه السّلام : ( وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي )[14] أي فكل من يلقاك أحبك . . . فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، القى الله عزّوجلّ محبة منه عليه ، فلا يسمع شجاعته شجاع إلا أحبه وإن كان كافراً ، ولا يسمع بزهده أحد إلاّ أحبّه وإن كان راغباً ، ولا يسمع بفصاحته فصيح إلاّ أحبه وإن كان ملحناً ، ولا يسمع بخصاله وأخلاقه مؤمن ولا كافر إلاّ أحبه ، وقد قال الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً )[15] قيل نزلت في علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه . . .
عن إبراهيم قال : قال عبد الله بن مسعود : لو أحب أهل الأرض علياً حب أهل السماء ما عذب الله منهم احداً . . . ثم قد كانت للمرتضى رضوان الله عليه زيادة في الرتبة لم تكن هي لموسى عليه السّلام وهي انّه كانت تربية موسى في حجر فرعون ، وكذلك قال : ( أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً )[16] وكان تربية المرتضى رضوان الله عليه في حجر المصطفى صلوات الله عليه . . . وكان مما أنعم الله على علي انّه كان في حجر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قبل الإسلام .
7 - وأما الأذى والمحنة : فقد كان محنة موسى عليه السّلام ومحنة قومه من قبل مصر ونواحيها فقد كانوا يذبحون أبنائهم ويستحيون نسائهم إلى إنّ أغرق الله تعالى فرعون وقومه ، وأورث موسى مصر وما فيها ، فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، قد كانت محنته ومحنة أهل البيت من قبل الشام إلى إنّ أداهم إلى الإستخلاء وقتل الحسين بن علي بكربلاء ، وإلى الاستحياء إلى إنّ يورثهم الله تعالى الشام ونواحيها وتلك الديار وضواحيها ، ويبسط لهم وجه الأرض أدانيها وأقاصيها بقيام قائم أهل البيت ، فلا تقوم الساعة حتى يقوم قائم أهل البيت خليفة الله في أرضه . . .
8 - وأمّا ميراث الملك والأمر : فان الله سبحانه حكم بانقضاء أمر فرعون : فقال : ( كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّات وَعُيُون * وَزُرُوع وَمَقَام كَرِيم * وَنَعْمَة كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ )[17] فكذلك المرتضى رضوان الله عليه وأهل بيته لما حان وقت الأعداء وإذن أمرهم بالانقضاء فيورثهم الله تعالى ملكهم . . . " .
قال البياضي : " موسى أحيا بدعائه قوماً في قوله تعالى : ( ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ )[18] وأحيى لعلي أهل الكهف ، وروى أنه أحيى سام بن نوح وأحيى له جمجمة الجلندي ملك الحبشة صاحب الفيل الذي قصد به البيت ولها مشهد معروف ببابل ، وعدو موسى رماه الله بالبرص ، وأنس حيث كتم الشهادة رماه الله بالبرص ، ونزل جبرائيل بعصا موسى ، ونزل بذي الفقار لعلي ، وعلا موسى الطور وعلا علي منكب النبي لكسر الأصنام ، وألقى الله على موسى محبة منه ، وأوجب محبة علي على الخلق حتى إنّ محبته حسنة لا يضر معها سيئة ، وأكرم موسى بالشبّرين وعلي عليه السّلام بالحسنين ، وجر موسى الحجر عن بئر مدين وكان لا يجره إلاّ أربعون ، ودحى عليّ الصخرة عن عين " مراجوما " عند الدير وقد عجز عنها مائة "[19].
[1] تحفة المحبّين بمناقب الخلفاء الرّاشدين ص 187 ، مخطوط .
[2] سورة الأعراف : 150 .
[3] سورة الشعراء : 18 .
[4] سورة الشعراء : 22 .
[5] سورة البقرة : 60 .
[6] سورة القصص : 15 .
[7] سقط من النّسخة هذا القسم من وجوه الشّبه بين علي عليه السّلام وموسى عليه السّلام فأكملناه من مدينة المعاجز للسيّد هاشم البحراني .
[8] سورة طه : 25 - 32 .
[9] الخصائص لابن البطريق ص 22 .
[10] سورة المائدة : 55 .
[11] سورة طه : 29 .
[12] سورة طه : 30 .
[13] سورة طه : 31 .
[14] سورة طه : 39 .
[15] سورة مريم : 96 .
[16] سورة الشّعراء : 18 .
[17] سورة الدّخان : 25 - 28 .
[18] سورة البقرة : 56 .
[19] الصّراط المستقيم إلى مستّحقي التقديم ج 1 ص 101 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|