المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Dirichlet Lambda Function
7-9-2019
الملوّثات البشريّة للتربة
9-7-2018
أحوال المناخ صيفاً في اوربا - الأمطار
4-10-2017
اللامركزية الإدارية
31-3-2016
كيف تضع برنامج مكافحة متكاملة لمكافحة الافه؟
5-4-2022
السّبل المذللة!
7-10-2014


تبليغ سورة براءة  
  
3735   05:31 مساءً   التاريخ: 7-11-2017
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ص75.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

لم يتوقف الامر على ذلك الاستخلاف التأريخي على المدينة، بل عندما رجع رسول الله (صلى الله عليه واله) من غزوة تبوك في شهر رمضان من السنة التاسعة للهجرة، أمر (صلى الله عليه واله) المسلمين في ذي الحجة من نفس السنة - أي بعد شهرين فقط - بالتحرك لاداء فريضة الحج وكان على امرتهم ابو بكر. فلما نزلت سورة براءة أمر عليّاً (عليه السلام) بتبليغ الناس بمضمونها، وهي: حرمة حج المشركين بعد ذلك العام، وحرمة الطواف بالبيت عراة، ومن كان له عند رسول الله (صلى الله عليه واله) عهد فهو الى مدته وغيرها من الاحكام والمفاهيم الاخلاقية، وقال (صلى الله عليه واله) قولته المشهورة: لا يؤدي عني الا رجل من أهلِ بيتي(1).
وسورة براءة لها خصوصية بنقض ما بين النبي (صلى الله عليه واله) وبين المشركين من العهد العام، والعهود الخاصة بينه (صلى الله عليه واله) وبين بعض قبائل العرب، ولها معانٍ ضخمةٌ في البراءة من المشركين ومقاتلتهم بقوة وجدّ، والنهي عن موالاتهم، وفيها حديث عمّن تخلّف من المنافقين عنه (صلى الله عليه واله) في تبوك، فكشفت سرائر الناس خصوصاً المنافقين، وتلك المعاني الضخمة لا يستطيع حملها الا رسول الله (صلى الله عليه واله) أو رجل منه، كما قال (صلى الله عليه واله) ذلك.
فاذا اضفنا ذلك الى بطولة الامام علي (عليه السلام) ودوره الحاسم في قتال المشركين وبلاغة منطقه وعلو شأنه في الدين، لتبين لنا انه كان البديل الوحيد لرسول الله (صلى الله عليه واله) في تبليغ تلك السورة المبعثِرة المقشقِشة الحافرة، بكل قوة في مكة، فهو لا يخاف مشركاً ولا كافراً ولا شجاعاً من شجعانهم ولا فارساً ولا راجلاً، بل انه ارعب في ساحات المعارك ابطالهم وقتلهم شر قتلة، وكان اطهر الناس بعد النبي (صلى الله عليه واله) واكثرهم خشوعاً وتعلقاً بالله سبحانه واكثرهم زهداً وتعففاً عن الدنيا.
ولذلك كان علي (عليه السلام) ابلغ المؤمنين في توصيل سورة براءة الى عالم ذلك الزمان، كي يؤمنوا وتخشع قلوبهم لذكر الله عزّ وجلّ.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- سيرة ابن هشام ، ج4 ، ص 190 - 191.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.