أقرأ أيضاً
التاريخ: 20/9/2022
![]()
التاريخ: 3-12-2015
![]()
التاريخ: 2024-12-31
![]()
التاريخ: 23-10-2014
![]() |
قوله عزَّ وجلَّ : { وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً } ([1]) .
قال : خلقَ اللهُ آدم ، وخلقَ نُطفةً مِن الماءِ ، فمزَجها بنوره ، واودَعها آدم ، ثُمَّ أودعها ابنه شيث ثُمَّ أنوش ثُمَّ قينان ثُمَّ أباً فأباً ، حتَّى اودعها إبراهيم (عليه السلام) .
ثُمَّ اودعها إسماعيل (عليه السلام) ثُمَّ أُمَّاً فَأُمَّاُ ، وَأباً فَأباً ، مِن طاهر الأصلابِ الى مُطهَّراتِ الأرحام ، حتَّى صارت الى عبد المُطَّلب .
فانفرَق ذلك النُّورُ فرقَتَينِ ، فِرقَةٌ الى عبد الله ، فوَلَدَ محمَّداً (صلى الله عليه واله وسلم)وفِرقَةٌ الى أبي طالب ، فوَلَدَ عَليَّاً (عليه السلام) ثُمَّ ألقى ([2]) اللهُ النِّكاحَ بينهما ، فزوَّج اللهُ عليَّاً (عليه السلام) بفَاطِمَة (عليه السلام) فذلك قوله عزَّ وجلَّ : {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً } ([3]) .
ويُؤيده ما رواه الشَّيخ أبو جعفر محمّد بن بابويه ( رحمه الله ) في أماليه بإسناده الى أنس بن مالك ([4]) قال :
رَكِبَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) ذاتَ يومٍ بغلته ، فانطَلقَ الى جبلِ آل فُلان فنزلَ ، وقال :
( يَا أنَس ، خُذ البَغلَةَ ، وَانطَلِق الى مَوضِعِ كَذَا وَكذَا ، تَجِد عَلِيَّاً جَالِسَاً يُسَبِّحُ بالحَصَى ، فَأقرِئه مِنِّي [ 184 ] السَّلامَ ، وَاحمِلهُ عَلَى البَغلَةِ وَأتِ به ) .
قال أنس : فذهبتُ ، ووجدتُ عليَّاً كما قالَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)فحمَلتهُ على البَغلةِ ، وأتيتُ به إليه ، فبصَرَ بِرسولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)قال :
( السَّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : وَعَلَيكَ السَّلَامُ يَا أبَا الحَسَنِ ، إجلس ، فَإنَّ هَذَا مَكَانٌ جَلَسَ فِيهَ سَبعُونَ مُرسَلَاً ، مَا جَلَسَ فِيهِ مِن الأنبِيَاءِ إلَّا وَأنَا خَيرٌ مِنهُ ، وَقَد جَلَسَ فِي مَوضِعِ كُلِّ نَبِيٍّ أخٌ مَا جَلَسَ مِنَ الأُخوَةِ إلَّا وَأنتَ خَيرٌ مِنهُ ) .
قال أنس : فنظرتُ الى سحابةٍ قد أظلَّتهما ، ودَنَت مِن رؤوسِهما ، فمدَّ النَّبيُّ (صلى الله عليه واله وسلم)يده الى السَّحابة ، فتناوَلَ مِنها عُنقودَ عِنَبٍ ، فجعله بينه وبين عليٍّ ، وقال: ( كُل يَا أخِي ، هَذِهِ هَدِيَّةٌ مِنَ اللهِ تَعَالَى إليَّ ثُمَّ إلَيكَ).
قال أنس : فقلتُ : يَا رسول اللهِ ، عليٌّ أخوكَ ؟ قال : ( نَعَم ، عَلِيٌّ أخِي ) قلتُ : يا رسولَ اللهِ ، صِف لي كيف عليٌّ أخوكَ ؟ قال :
( إنَّ اللهَ عزَّ وَجَلَّ خَلَقَ مَاءً مِن تَحتِ العَرشِ قَبلَ أن يَخلُقَ آدَمَ بِثَلَاثَةِ آلَافِ عَامٍ ، فَأسكَنَهُ لُؤلُؤةً خَضرَاءَ فِي غَامِضِ عِلمِنَا ، الى أن خَلَقَ آدَمَ ، فَلَمَّا خَلَقَ آدَمَ نَقَلَ المَاءَ [ 185 ] مِن اللُّؤلُؤةِ ، فَاجرَاهُ فِي صُلبِ آدَمَ الى أن قَبَضَهُ الله .
ثُمَّ نَقَلَهُ الى صُلبِ شِيث ، فَلَم يَزَل يَنتَقِلُ ذَلِكَ المَاءُ مِن ظَهرٍ الى ظَهرٍ ، حتَّى صَارَ الى صُلبِ عَبدِ المُطَّلَبِ ، فَشَقَّهُ الله نِصفَينِ ، فَصَارَ نِصفَهُ في أبي عبد الله ، وَنِصفَهُ في أبي طَالِب .
فَانَا مِن نِصفِ المَاءِ ، وَعَليٌّ مِنَ النِّصفِ الآخَرِ ، فَعَلِيٌّ أَخِي في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ ، ثُمَّ قَرَأ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم): { وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً } ([5]) .
وفي المعنى ، ما روى الشَّيخ ابو جعفر محمّد بن جعفر الحائري ([6]) في كتابه : ما اتفق فيه مِنَ الأخبار في فضلِ الأئمَّة الأطهار ، حديثاً مُسنَدَاً ، يرفعه الى مولانا عليّ بن الحسين (عليهما السلام) قال :
( كُنتُ أمشِي خَلفَ عَمِّي الحَسَنِ وأبي الُحسَين (عليهما السلام) في بعضِ طُرُقَاتِ المَدِينَةِ ، وَأنَا يَومَئِذٍ غُلَامٌ قَد نَاهَزتُ الحُلُمَ أو كِدتُّ ، فَلَقِيَهُمَا جَابِر بِن عَبدِ اللهِ الأنصَارِيُّ ، وَأنَس بن مَالِك ، وَجَمَاعَةٌ مِن قُرَيشٍ وَالأنصَارِ ـ فَسَلَّمَ هُنَالِكَ جَابِر ، حتَّى انكَبَّ عَلَى أيَدِيِهِمَا وَأرجُلِهِما يُقَبِلهُمَا .
فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِن قُرَيش كَانَ نَسِيبَاً لِمَروَانَ : أَتَصنَعُ هَذَا [ 186 ] يَا أبَا عَبدِ اللهِ ، وَأنتَ فِي سِنِّكَ وَمَوضِعِكَ مِن صُحبَةِ رَسُول اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم).
وَكَانَ جَابِر قَد شَهِدَ بَدرَاً ، فَقَالَ لَهُ : إلَيكَ عَنِّيَ فَلَو عَلِمتَ يَا أخَا قُرَيشٍ مِن فَضلِهمَا وَمَكَانِهمَا مَا أعلَمُ ، لَقَبَّلتَ مَا تَحتَ أقدَامِهمَا مِنَ التُّرَابِ .
ثُمَّ أقبَلَ جَابِر عَلَى أنَس ، فَقَالَ : يَا أبَا حَمزَةَ ، أخبَرَنِي رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)فِيهُمَا بِأمرٍ ، مَا ظَنَنتُ انَّهُ يَكُونُ فِي بَشَرٍ ، فَقَالَ لَهُ أنَس : وَمَا الَّذِي أخبَرَكَ بِهِ يَا أبَا عَبدِ اللهِ ؟ .
قَالَ عَلِيُّ بِن الحُسَينِ (عليهما السلام) : فَانطَلَقَ الحَسَنُ وَالحُسَينُ (عليهما السلام) وَوَقَفتُ أنَا اسمَعُ مُحَاوَرَةَ القَومِ ، فَأنشَأ جَابِر يُحَدِّثُ ، قال :
بَينَا رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)ذَاتَ يَومٍ فِي المَسجِدِ ، وَقَد خَفَّ مَن حَولَهُ ، إذ قَالَ لِيَ : يَا جَابِر ، اُدعُ لِيَ ابنَيَّ حَسَنَاً وَحُسَينَاً ، وَكَانَ شَدِيدُ الكَلَفِ بِهِمَا ، فَانطَلَقتُ فَدَعَوتُهُمَا ، وَأقبَلتُ أحمِلُ هَذَا مَرَّةً وَهَذَا مَرَّةً ، حتَّى جِئتُه بِهمَا.
فَقَالَ لِي ، وَأنَا أعرِفُ السُّرُورَ فِي وَجهِهِ لمَّا رَأى مِن حُنُوِّيَ عَلَيهُمَا : أتُحِبُّهُما يَا جَابِرَ ؟ فَقُلتُ : وَمَا يَمنَعُنِي مِن ذَلِكَ ، فِدَاكَ أبي وَأُمِّي ، وَمَكَانَهُمَا مِنكَ مَكَانُهُمَا ، فَقَالَ : ألَا أُخبِرُكَ مِن فَضلِهِمَا ؟ قُلتُ : بَلَى ، فِدَاكَ أبي وَأُمِّي .
قَالَ [ 187 ] : إنَّ اللهَ تَعَالَى ، لمَّا أحَبَّ أن يَخلُقَنِي ، خَلَقَنِي نُطفَةً بَيضَاءَ ، فَأودَعَهَا صُلبَ آدَمَ ، فَلَم يَزَل يَنقُلُهَا مِن صُلبٍ طَاهِرٍ الى رَحِمٍ طَاهِرٍ الى نُوحٍ وَإبرَاهِيمَ ، ثُمّ كَذَلِكَ الى عَبدِ الُمطَّلِبِ ، لَم يُصِبنِي مِن دَنَسِ الجَاهِلِيَّةِ شَيءٌ .
ثُمَّ افتَرَقَت تِلكَ النُّطفَةُ شَطرَينِ الى أبي عَبد اللهِ ، وَالى أبي طَالِب ، فَوَلَدَنِي أبي عبد الله ، فَخَتَمَ اللهُ بِيَ النُّبوَّةَ ، وَوَلَدَ عَمِّيَ أبو طَالِب عَلِيَاً ، فَخُتِمَت بِهِ الوَصِيَّة .
ثُمَّ اجتَمَعَت النُّطفَتَانِ مِنِّي وَمِن عَليّ وَفَاطِمَةَ ، فَوَلَدنَا الحَسَنَ وَالحُسَينَ ([7]) فَخَتَمَ اللهُ بِهَمَا أسبَاطَ النُّبوَّة ، وَجَعَلَ ذُرِّيَتِي مِنهُمَا ، وَأمَرَنِي بِفَتحِ مَدِينَةِ ، أو قَالَ : مَدَائِنِ الكُفرِ .
وَأقسَمَ رَبِّيَ لَيُظهِرَنَّ مِنهُمَا ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ، تُملَأُ ([8]) بِهِمُ الأرضُ عَدلَاً ، بَعدَمَا مُلِئَت جَورَاً ، فَهُمَا طُهرَانِ مُطَهَرَّانِ ، وَهُمَا سَيِّدَا شَبَابِ أهلِ الَجنَّةِ، طُوبَى لِمَن أحَبَّهُمَا وَأبَاهُمَا وَأُمَّهُمَا ، وَوَيلٌ لِمَن عَادَاهُم وَأبغَضَهُم ([9]) .
فهذه لذوي البصائرِ تبصِرَةٌ ، ولِذَوي الألبابِ تذكِرَةٌ ، إذا فكَّرَ فيها ذُو اللُّب وَجدَها مَنقَبةً لأمير المؤمنين (عليه السلام) في المناقب فاضِلَةً ، ومَنزِلَةً في المنازِل سامِيَةً عالِيَةً .
ومِن هَا هُنا ، صَارَت نَفسُ النَّبيِّ (صلى الله عليه واله وسلم)الُمقدَّسَة نَفسَه ، وَلحمُه لحمَه، ودَمُه دَمَه [ 188 ] وهو شريكه في أمره ، ونظيره في نجره ([10]) وطاهِرٌ كطَهارَتهِ ، ومعصومٌ كعصمَتهِ ، وللنَّبيِّ (صلى الله عليه واله وسلم)النُّبوَّةُ والزَّعَامَةُ ، ولهُ الأُخوَّةُ والوَصيَّةُ والإمامةُ ، صلَّى اللهُ عليهما وعلى ذرِّيتهما ، صلاةً دائمةً الى يومِ القيامة ([11]) .
[1] الفرقان : 54 .
[2] في المصدر : ( ألف ) .
[3] تأويل الآيات الظاهرة ، الاسترابادي : 374 .
[4] ابن النضر بن ضمضم بن زيد ، أبو حمزة ، صحابي ، أنصاري ، كثير الرواية ، خادم رسول الله o ينظر : الرجال ، الطوسي : 21 ( 5 ) ، الرجال ، ابن داود : 53 ( 213 ) ، الإصابة ، ابن حجر : 1/275 ( 277 ) .
[5] لم نعثر على الرواية في أمالي الصدوق ، وهي في : الأمالي للشيخ الطوسي : 312 ح 636 ، والتشابه في كنيتيهما هو الموجب للوهم .
[6] فاضل ، جليل ، له كتاب : ما اتفق من الأخبار في فضل الأئمة الأطهار ، ينظر : أمل الآمل : الحر العاملي : 2/252 ( 744 ) ، معجم رجال الحديث ، الخوئي : 16/181 ( 10419 ) .
[7] في المصدر : ( فولدنا الجهر والجهيرة ) .
[8] في المصدر : ( يملأ ) .
[9] الأمالي ، الطوسي : 499 ح 1095 ، تأويل الآيات الظاهرة ، الاسترابادي : 376 .
[10] وهو : الأصل والحسب ، لسان العرب ، ابن منظور ، مادة ( نجر ) .
[11] تأويل الآيات الظاهرة ، الاسترابادي : 377 .
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
المحارب الصغير (محمد الجواد)… رحلة أمل وانتصار في مستشفى الثقلين لعلاج الأورام في البصرة
|
|
|