المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

التغير في عناصر معادلة التعادل
26-6-2018
المولى أحمد بن عبد الله الخوانساري
3-9-2020
الصبغة الفلسفية
24-03-2015
spectrum (n.)
2023-11-18
معاقبة الإنسان على أفعاله الغير إختيارية وعلى فعل الله فيه
14-4-2018
Pantograph
16-10-2021


السياسة والتربية  
  
3674   10:16 صباحاً   التاريخ: 24-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الاب في التربية
الجزء والصفحة : ص104-105
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / الوطن والسياسة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-1-2016 1793
التاريخ: 24-1-2016 1757
التاريخ: 24-1-2016 2442
التاريخ: 24-1-2016 1940

لا يمكن للتربية ان تكون بعيداً عن السياسة وايجاد الاستعداد عند الفرد ليكون مواطنا صالحا في علاقاته، ما دامت انها (أي التربية) تعني تحقيق تغيير في جميع الابعاد الوجودية، وانها وسيلة للبناء.

ولا بد ان تقوم التربية بدورها طالما كان الهدف هو تبني الاشخاص موقفا معيناً في عالم الوجود حيال الحياة الجماعية ونوعها وطريقة الحكم وادارة المجتمع.

لا بد ان نعترف ان الشخصية الانسانية تتأثر بالمحيط الاجتماعي وخاصة الاسرة، وان الاب هو الذي يعلم ولده كيفية اتخاذ المواقف المناسبة في الحياة السياسية والاتصاف بخصائص معينة ازاء مختلف الحقائق.

ينبغي للاب ان ينشئ ولده سياسيا ويوضح له معنى الحكومة وضرورتها، وكيف يتعامل مع القانون؟ وماذا تعني الحرية؟ وكيف يجب ان تكون؟. وان يدفعه للاهتمام بمختلف الاحداث فلا يكون لا مباليا ازاءها.

والشيء المهم في التربية السياسية هو ان يدرك الاطفال بمستوى فهمهم، مواقعهم في هذا العالم ودورهم في المجتمع الانساني، والمواقف التي ينبغي ان يتخذوها ازاء القائمين على شؤون مجتمعهم والاحداث المختلفة التي يشهدونها.

ـ معرفة العالم والانظمة :

يرتبط جانب من مسؤولية الاب ـ بلا شك ـ بتعريف ولده بهذا العالم والدول والشعوب والحكومات المختلفة. حيث يجب ان يقوم تدريجيا بتوعيته بهذه الامور وذلك بما يتلاءم مع مستوى الطفل وسنه وفهمه وادراكه.

اننا نعرف انه توجد انظمة مختلفة على هذه الكرة الارضية حيث تتعدد المناصب في درجتها لتشمل الرئيس والوزير والمساعد والمدير، وتختلف الدساتير والقوانين والبرلمانات والاجهزة التنفيذية كالشرطة مثلا وغير ذلك.

اننا لا نقصد من خلال ذلك تدريس الطفل مادة الحقوق والسياسة وتعريفه بجميع التفاصيل، ولكن يكفي ان نوفر له نظرة اجمالية عامة عن هذه الامور الخاصة في مرحلة نشوئه، وان يلم بشيء من هذا العالم وما يجري فيه وبالخصوص مجتمعه الذي يعيش فيه وحكومته والاحداث التي يشاهدها ويلمسها.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.