أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-18
1123
التاريخ: 2023-06-26
12060
التاريخ: 18-10-2016
839
التاريخ: 2023-10-20
690
|
وكان من دعائه (عليه السلام) إذا ذكر الشيطان فاستعاذ منه وَمن عداوته وَكيده:
اللَّهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ نَزَغَـاتِ الشَّيْطَانِ (1) الرَّجِيمِ، وَكَيْدِهِ وَمَكَائِدِهِ، وَمِنَ الثِّقَةِ بِأَمَـانِيِّهِ (2) وَمَوَاعِيدِهِ، وَغُرُورِهِ وَمَصَائِدِهِ، وَأَنْ يُطْمِعَ نَفْسَهُ فِي إضْلاَلِنَا عَنْ طَاعَتِكَ، وَامْتِهَانِنَا (3) بِمَعْصِيَتِكَ، أَوْ أَنْ يَحْسُنَ عِنْدَنَا مَا حَسَّنَ لَنَا، أَوْ أَنْ يَثْقُلَ عَلَيْنَا مَا كَرَّهَ إلَيْنَا. أللَّهُمَّ اخْسَأْهُ عَنَّا بِعِبَادَتِكَ، وَاكْبِتْهُ بِدُؤوبِنَا (4) فِي مَحَبَّتِكَ، وَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سِتْراً لاَ يَهْتِكُهُ، وَرَدْماً (5) مُصْمِتاً لا يَفْتُقُهُ. أللَّهُمَّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهِ، وَاشْغَلْهُ عَنَّا بِبَعْضِ أَعْدَائِكَ، وَاعْصِمْنَا مِنْهُ بِحُسْنِ رِعَايَتِكَ، وَاكْفِنَا (6) خَتْرَهُ، وَوَلِّنَا ظَهْرَهُ، وَاقْطَعْ عَنَّا إثْرَهُ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَأَمْتِعْنَا مِنَ الْهُدَى بِمِثْلِ ضَلاَلَتِهِ، وَزَوِّدْنَا مِنَ التَّقْوَى ضِدَّ غَوَايَتِهِ، وَاسْلُكْ بِنَـا مِنَ التُّقى خِـلافَ سَبِيلِهِ مِنَ الـرَّدى. أللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ لَهُ فِي قُلُوبِنَا مَدْخَلاً (7) وَلاَ تُوطِنَنَّ لَهُ فِيمَا لَدَيْنَا مَنْزِلاً (8) اللَّهُمَّ وَمَا سَوَّلَ لَنَا مِنْ بَاطِل فَعَرِّفْنَاهُ، وَإذَا عَرَّفْتَنَاهُ فَقِنَاهُ، وَبَصِّرْنَا مَا نُكَايِدُهُ (9) بِهِ، وَأَلْهِمْنَا مَا نُعِدُّهُ لَهُ، وَأَيْقِظْنَا عَنْ سِنَةِ الْغَفْلَةِ بِالرُّكُونِ إلَيْهِ وَأَحْسِنْ بِتَوْفِيقِكَ عَوْنَنَا عَلَيْهِ. اللَّهُمَّ وَأَشْرِبْ قُلُوبَنَـا (10) إنْكَارَ عَمَلِهِ، وَالْـطُفْ لَنَا (11) فِي نَقضِ حِيَلِهِ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَحَوِّلْ سُلْطَانَهُ عَنَّا، وَاقْطَعْ رَجَاءَهُ مِنَّا، وادْرَأْه عَنِ الْوُلُوعِ بِنَا. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاجْعَلْ آباءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَأَوْلاَدَنَا وَأَهَالِينَا وَذَوِي أَرْحَامِنَا وَقَرَابَاتِنَا وَجِيْرَانَنَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَـاتِ مِنْهُ فِي حِرْز حَـارِز، وَحِصْنٍ حَافِظٍ، وَكَهْف مَانِعٍ، وَألْبِسْهُمْ مِنْهُ جُنَناً وَاقِيَةً، وَأَعْطِهِمْ عَلَيْهِ أَسْلِحَةً مَاضِيَةً. أللَّهُمَّ وَاعْمُمْ بِذلِكَ مَنْ شَهِدَ لَكَ بِالرُّبُوبِيَّةِ، وَأَخْلَصَ لَكَ بِالْوَحْدَانِيَّةِ، وَعَادَاهُ لَكَ بِحَقِيقَةِ الْعُبُودِيَّة، وَاسْتَظْهَرَ بِكَ عَلَيْهِ فِي مَعْرِفَةِ الْعُلُومِ الرَّبَّانِيَّةِ. اللَّهُمَّ احْلُلْ مَا عَقَدَ، وَافْتقْ مَا رَتَقَ، وَافسَخ مَا دَبَّرَ، وَثَبِّطْهُ (12) إذَا عَزَمَ، وَانْقُضْ مَا أَبْرَمَ. اللَّهُمَّ وَاهْزِمْ جُنْدَهُ، وَأَبْطِلْ كَيْدَهُ، وَاهْدِمْ كَهْفَهُ، وَأَرْغِمْ أَنْفَهُ. (13) اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا فِي نَظْم أَعْدَآئِهِ، وَاعْزِلْنَا عَنْ عِدَادِ أَوْلِيَائِهِ، لا نُطِيعُ لَهُ إذَا اسْتَهْوَانَا، (14) وَلا نَسْتَجِيبُ لَهُ إذَا دَعَانَا، نَأْمُرُ بِمُنَاوَاتِهِ (15) مَنْ أَطَاعَ أَمْرَنَا، وَنَعِظُ عَنْ مُتَابَعَتِهِ مَنِ اتَّبَعَ زَجْرَنَا. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد، خَاتَمِ النَّبِيِّينَ (16) وَسَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الـطَّاهِرِينَ، وَأَعِذْنَا وَأَهَـالِينَا وَإخْـوَانَنَا وَجَمِيـعَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ مِمَّا اسْتَعَذْنَا مِنْهُ، وَأَجِرْنَا مِمَّا اسْتَجَرْنَا بِكَ مِنْ خَوْفِهِ، وَاسْمَعْ لَنَا (17) مَا دَعَوْنَا بِهِ، وَأَعْطِنَا مَا أَغْفَلْنَاهُ، وَاحْفَظْ لَنَا مَا نَسِيْنَاهُ، وَصَيِّرْنَا بِذَلِكَ فِي دَرَجَاتِ الصَّالِحِينَ، وَمَـرَاتِبِ الْمُؤْمِنِينَ، آمينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ.
(1) قوله عليه السلام: من نزغات الشيطان
أي: مفاسده، ومنه قوله تعالى {أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي} (1) أي: أفسده، قاله في غريب القرآن.
(2) قوله عليه السلام: بأمانيه (2)
إنّما الأماني بالياء المشدّدة معناها في هذا الموضع الأحاديث المفتعلة والأكاذيب المختلقة، من تمنّاه أي: اختلقه. ومنه أهذا شيء رويته أم تمنّيته؟ والأصل في ذلك: إمّا الاشتقاق من مني إذا قدر كما المتمنّي يقدر ويحرز في نفسه ما يتمنّاه، كذلك المختلق يقدر في نفسه كلمة بعد كلمة. وإمّا الأخذ من يتمنّى الأحاديث مقلوب تمنّيها أي: يفتعلها، اشتقاقاً من مقلوب المين، وهو الكذب، فأمّا في قوله سبحانه في التنزيل الكريم: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ} (3) فإمّا الأمر على هذا السبيل بعينه، وإمّا الأماني جمع الاُمنية على أنّ الاستثناء منقطع.
(3) قوله عليه السلام: وامتهاننا بمعصيتك
أي: ابتذالنا في اتّباعه بمعصيتك، من قولهم: «امتهنوني» أي: ابتذلوني في خدمتهم، افتعال من المهنة. بمعنى الخدمة.
(4) قوله عليه السلام: أخسأه عنّا بعبادتك وأكبته بدؤبنا ...
خسأت الكلب خسئاً طردته. والكبت: الصرف والاذلال، وكبته بوجهه أي: صرعه. والدؤوب: العادة والشوق الشديد، دأب فلان في عمله: أي: جدّ وتعب.
(5) قوله عليه السلام: وردماً
أي: سدّاً، من ردمت الثلمة ردماً، أي: سددتها.
(6) قوله عليه السلام: واكفنا من
واكفنا إلى ومنّعنا من رواية «س» لا من الأصل، وفي رواية «س» خطره مكان ختره نسخة.
(7) قوله عليه السلام: مدخلاً
المدخل بفتح الميم والخاء، إمّا على المصدر بمعنى النزول، وإمّا على اسم المكان أي: موضع النزول. والمدخل بضمّ الميم وفتح الخاء على المصدر بمعنى الإدخال.
وفي نسخة «ش» قدس الله نفسه بكسر الخاء على اسم الفاعل من باب الافعال.
(8) قوله عليه السلام: فيما لدينا منزلاً
بفتح الميم وكسر الزاء على اسم المكان بمعنى موضع النزول، ومنزلاً بفتح الميم والزاء على المصدر الميمي للمجرّد بمعنى النزول. ومنزلاً بضمّ الميم وفتح الزاء على المصدر للمزيد بمعنى الإنزال، وفي نسخة الشهيد (قدّس الله روحه) منزلاً بكسر الزاء على اسم الفاعل من باب الإفعال، ويكون في حيّز المفعول لموصوفه المحذوف. وتقدير الكلام: لا توطننّ فيما لدينا من (4) قلوبنا وجوارحنا وضمائرنا ونيّاتنا شيئاً منزلاً للشيطان في أفئدتنا.
(9) قوله عليه السلام: ما تكايده
بالياء لا بالهمزة أصحّ.
(10) قوله عليه السلام: وأشرب قلوبنا
على صيغة الأمر من باب الإفعال: إمّا من الشراب والشرب، أو من الإشراب وهو لون. أي: خالطه قلوبنا واجعله يتداخلها ويسري فيها ويستوعب دخلتها، وأحله في مداخلته ومخالطته إيّاها محلّ الشراب في تداخله أعماق البدن، أو محلّ الصبغ في مخالطته شراشر الثوب. وعلى هذا السبيل قوله عزّ من قائل: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} (5) أي: خولطوا حبّه وتداخلهم الحرص على عبادته، كما يتداخل الشراب الجوف، أو كما يخالط الصبغ الثوب، فأمّا (فِي قُلُوبِهِمُ) فبيان لمكان الإشراب، كما في قوله سبحانه: {إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا} (6) وليس الأمر على ما ربّما يحسب. ويدلّ عليه كلام الجوهري في الصحاح (7) أن معناه خولطت قلوبهم حبّه وأنّ معنى قولهم: اشرب في قلب فلان حبّ كذا مخالطة الحبّ القلب.
(11) قوله عليه السلام: وألطف لنا
وفي بعض النسخ «بنا» في أصل نسخة شيخنا رحمه الله تعالى، وقد أصلحه باللام، والباء على وفاق القرآن الكريم، وعلى طباق ما رواه شيخنا الخادم (8) أيضاً رحمه الله تعالى.
(12) قوله عليه السلام: وثبّطه
أي: حبّسه، وعوّقه «ش» برواية «ن»، رحمهما الله تعالى على الأصل.
(13) قوله عليه السلام: وأرغم أنفه
في الأصل بهمزة القطع للإفعال، وفي رواية «س» وارغم بهمزة الوصل.
أرغم أنفه ورغمه أي: أذلّه، يقال: رغم أنفي لله أي: ذلّ وخضع وانقاد، من الرغم بالضمّ بمعنى الذلّ والخضوع، أو معناه ألصق أنفه بالرغام ـ وهو التراب ـ إذلالاً وإهانة.
(14) قوله عليه السلام: إذا استهوانا
أي: إذا استمالنا واختدعنا بما نهواه ليضلّنا، أو أنّه استفعال من هوى يهوي أي: طمع فينا، وأهوى إلينا بحباله ليذهب بنا إلى مهواة الغواية وهاوية الضلالة، ومنه ما في التنزيل الكريم (9).
(15) قوله عليه السلام: بمناواته
لا بالهمز على غلبة الاستعمال، وبالهمز على الأصل، وفي رواية «س» معاً. والنوء: النهوض، والمناوأة مفاعلة منه، لأنّ كلّاً من المتعاديين ينوء إلى صاحبه، أي: ينهض.
(16) قوله عليه السلام: خاتم النبيّين
بكسر التاء على صيغة اسم الفاعل أو بفتحها، بمعنى ما يختم به، كالطابع بفتح الموحّدة لما يطبع به الشيء، أو بمعنى زينة النبيّين؛ لأنّ الخاتم زينة، والتختّم بالخاتم تزيّن، أو بمعنى كرامتهم وقدرهم، من قولهم: كرم الكتاب ختمه.
(17) قوله عليه السلام: واسمع لنا
في الأصل واسمع بهمزة الوصل، أجب دعوتنا، وفي رواية «س» بقطع الهمزة، أي: اجعل لنا ما دعونا به مسموعاً مستحقّاً للإجابة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. سورة يوسف: 100.
2. في هذه الحاشية استدراك على الزمخشري وتغليط على البيضاوي "منه".
3. سورة البقرة: 78.
4. في «ن»: في.
5. سورة البقرة: 93.
6. سورة النساء: 10.
7. الصحاح: 1 / 154.
8. في النسخ في الحواشي: هو الشيخ عبد العالي.
9. سورة الأنعام: 71.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|